إشعارات هامة
Close

خيارات الوصول

استمع لهذه الصفحة

حدد اللون

القراءة الليلية

إعادة ضبط جميع الإعدادات

المساعدة التفاعلية

مهلة المخالفين وإسعاد الإنسان

خطوة إيجابية كبيرة تمثلت في المهلة التي منحتها دولة الإمارات للمخالفين لتصويب أوضاعهم، والتي دخلت أمس حيز التنفيذ الفعلي وفقاً لقرار مجلس الوزراء بهذا الشأن، وهو القرار الذي جعل المخالفين يتدفقون على المراكز التي حددتها هيئة الإمارات للهوية والجنسية لاستقبالهم، لتجسد هذه المهلة حكمة قيادة الدولة الحريصة دوماً على مراعاة الجانب الإنساني في جميع قراراتها.

وحظيت مبادرة “احم نفسك بتعديل وضعك” التي خرجت من رحم هذا القرار، بتفاعل هذه الفئة من المقيمين الذين وجدوا في القرار فرصة لتصحيح أوضاعهم، دون أية غرامات مالية بعد أن أسقطها عنهم القرار الذي أتاح كذلك للراغبين منهم مغادرة البلاد دون أية مساءلة قانونية.

بعض المستفيدين من القرار اعتبروا أول أغسطس 2018 يوم مولدهم من جديد، ولاسيما من أسقطت عنهم غرامات بمئتي ألف درهم لإقامتهم غير المشروعة، فهذا اليوم يمثل لهم يوم الخروج من دوامات القلق والخوف من المستقبل، جراء عدم تمكنهم من الانخراط في دورة الحياة الطبيعية للإنسان الملتزم باللوائح والقوانين، فعدم وجود إقامة شرعية للمقيم وأفراد أسرته يتسبب في حرمانهم من التسهيلات التي تقدمها لهم الدولة، وفي مقدمها الحصول على الخدمات التعليمية لأبنائهم وكذلك الرعاية الصحية لجميع أفراد الأسرة. ومع تعديل أوضاع هذه الشريحة، تكتب لهم حياة جديدة ليسعدوا مع غيرهم في وطن الإمارات، وطن السعادة الممدودة يده دوماً بالخير والرحمة للجميع داخل الدولة وخارجها.

حمد الكعبي- صحيفة الاتحاد – رئيس التحرير

مبادرة ذات أبعاد إنسانية متعددة

في إطار تفعيلها لقرار مجلس الوزراء المتعلق بتعديل أوضاع المخالفين والمقيمين داخل الدولة -الذي تم الإعلان عنه مؤخراً-شرعت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية في استقبال مخالفي قانون دخول وإقامة الأجانب في الدولة، في إطار مبادرة “احمِ نفسك بتعديل وضعك” ابتداء من أول أغسطس الجاري وحتى نهاية شهر أكتوبر المقبل، وهو ما يعكس فعلياً حرص الدولة على التعامل بشكل إيجابي مع كل الحالات التي لم يتسنَّ لأصحابها الاستجابة للقوانين المعمول بها داخل الدولة.

 ولذا فإنه من مميزات المبادرة الجديدة تغليبها للجانب الإنساني على حساب الصرامة في تطبيق القوانين، وذلك بإعفاء المخالفين من الغرامات والتبعات القانونية التي ترتبت على مخالفتهم، بشرط عدم تسجيلهم أي قضايا جنائية، وبالتالي تمكينهم من تعديل أوضاعهم، أو مغادرة الدولة بكل سهولة ويسر.

ونظراً لانتشار مثل هذه الحالات في مختلف أرجاء الدولة، قامت أجهزة الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية بتجهيز 9 مراكز لاستقبال هؤلاء، توزعت بين منطقتي الشهامة والظفرة في إمارة أبوظبي ومركز في مدينة العين، ومنطقة العوير في دبي، إضافة إلى تجهيز مراكز أخرى في إمارات الشارقة وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة وأم القيوين، بجوار مباني مراكز سعادة المتعاملين التابعة للإدارة العامة لشؤون الأجانب والمنافذ. هذا فضلاً عن إتاحة مركز لاستقبال أسئلة واستفسارات الجمهور على رقم مجاني مفتوح على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع.

بهذه المبادرة تظل دولة الإمارات العربية المتحدة سباقة في اتخاذ الإجراءات التي تراعي الظروف الإنسانية والاجتماعية للمخالفين، مرسخة بذلك النهج الإنساني الذي أسس له المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وخاصة أنها تأتي في خضم النشاطات المخلدة لذكراه في مئويته.

كما تؤكد المبادرة من جهة أخرى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستظل سائرة على نهجه في عمل الخير وخدمة البشرية بما يحقق سعادتها.

وتكمن الأهمية الكبيرة لهذه المبادرة -بحسب شهادات المستفيدين-في حلها للكثير من المشكلات المتعلقة بالمخالفات والغرامات المالية الكبيرة التي جعلت بعض أصحابها عرضة للسجن أو الحرمان من السفر طوال سنوات، فيما ظل البعض الآخر يرزح تحت عامل الخوف من الترحيل خارج الدولة والحرمان من العودة من جديد.

ولا تكمن أهمية المبادرة الجديدة في ميزة الإعفاء من الغرامة فقط، وإنما تتميز -بحسب ما أكدت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية-في أنها تتيح للمستفيد الحصول على إقامة مؤقتة غير مشروطة بوجود الكفيل لمدة ستة أشهر من خلال نظام سوق العمل الافتراضي الذي يسمح للباحثين عن عمل وأصحاب العمل ووكالات التوظيف بالتفاعل فيما بينهم بإشراف وزارة الموارد البشرية والتوطين، وإبرام عقود العمل والتوظيف، كما تتيح للقادمين للزيارة أو السياحة تعديل وضعهم دون إلزامهم بدفع رسوم المغادرة الرمزية التي تقدر بـ 500 درهم.

هذا ويحمل القرار دلالة أخرى لا تقل أهمية، وذلك بكونه يخفف من الأعباء المالية المترتبة على السفارات والبعثات الدبلوماسية للدول التي يخالف رعاياها قوانين الإقامة داخل الإمارات، ولهذا طلبت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية من السفارات “تسهيل إجراءات المخالفين من رعايا بلدانها وتعجيل إنجاز معاملاتهم وتجنب تعقيدها، لكي يتمكنوا من الاستفادة من المبادرة الهادفة بالأساس إلى مراعاة ظروفهم والتخفيف عليهم وتمكينهم من تعديل أوضاعهم والعيش براحة وطمأنينة والاستفادة من الخدمات التي توفرها الدولة لمواطنيها والمقيمين على أرضها”.

أما رعايا الدول التي تعاني الاضطرابات أو الكوارث والحروب، فقد تقرر منحهم بناء على قرار مجلس الوزراء إقامة لمدة عام مع إعفائهم بشكل تام من شروط الإقامة المطبقة في الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، فضلاً عن إعفاء المخالفين منهم من الغرامات، كما تتسم الإجراءات المتعلقة بهذه الفئة بالسهولة، حيث يمكنهم الحصول على تلك الخدمات عن طريق نافذة القنوات الإلكترونية التي تقدمها الهيئة عبر مكاتب الطباعة، دون أن يكونوا في حاجة إلى مراجعة المراكز التي حددتها الهيئة للمخالفين.

احمِ نفسك بتعديل وضعك

تبدأ صباح اليوم مراكز الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية في مقارها الرئيسية وفي المراكز التي أنشأتها خصيصاً لمبادرة «احمِ نفسك بتعديل وضعك»، باستقبال مخالفي قانون دخول وإقامة الأجانب الراغبين من الاستفادة من المبادرة التي يمتد عمرها الزمني لمدة ثلاثة أشهر، والتي تهدف إلى تصحيح أحوال الأجانب المخالفين الراغبين بالإقامة في الدولة والباحثين عن العمل ومنح مهلة للذين يقيمون في الدولة بشكل غير شرعي لتسوية أوضاعهم أو المغادرة طوعاً، دون تحميلهم أي تبعات قانونية مع إعفائهم من الغرامات التي ترتبت على مخالفات قانون الإقامة.
أتت مبادرة “احمِ نفسك بتعديل وضعك” بقرار حكيم من القيادة الرشيدة وبتنفيذ من قبل الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية لتواكب الرؤية الواضحة والناجحة والرأي السديد والمفيد والبعد الحضاري والإنساني الذي يتناغم مع سياسة الدولة في احترام حقوق العمالة الوافدة، ومراعاة ظروفها.
كما أتت المبادرة من أجل استمرار الحركة الاقتصادية المزدهرة والمسيرة التنموية الشاملة التي تعيشها وتؤمن بضرورة وجودها دولتنا الحبيبة، وفي سبيل ديمومة الحراك الذي يحقق أعلى إيجابيات المعايير العالمية بالنسبة للعقود المبرمة بين العامل ورب العمل، ولكي يستمر الشعور الرائع بأننا جميعاً في خدمة الوطن، الذي احتضن الجميع تحت مظلة المودة والسعادة والتسامح والعطاء وفي أيقونة العمل بمبدأ حب العمل الذي ينتج سرعة وجودة الإنتاج ودقة وروعة الإعجاز.
أتت مبادرة “احمِ نفسك بتعديل وضعك” لتبرهن للعالم الشراكة الناجحة بين المؤسسات الحكومية والمجتمعية على مستوى خارطة دولتنا ولتقدم الدليل على نجاح المبادرات حين تتكاتف جميع الجهود.
فتقوم الجهة المنفذة بالتسويق لها مجتمعياً وتوعوياً عبر الوسائل الممكنة والمبتكرة وعبر ما يجب أن يكون، وفي إطار الفن الممكن، وحين تعطى وسائل الإعلام بأنواعها الدور المناط بها في التوعية والتثقيف، وفي نشر المبادرات والتسويق لها، وهذا ما تم لمسه ورؤيته في هذه المبادرة التي تدعونا بكل اعتزاز لتقديم الشكر للهيئة الاتحادية للهوية والجنسية حين أجادت في شرح أهميتها بالنسبة للمجتمع بأكمله وحين مدت جسور التواصل مع سفارات الدول من أجل تسهيل تنفيذ القرارات التي ستتخذ مع العمالة التي سيتم تعديل وضعها أو التي ستعفى من الغرامات وتغادر الدولة، وعندما أعطت لوسائل إعلامنا المختلفة والمشكورة أيضاً دورها فتفاعلت بكل حرص واهتمام من خلال تنوع أساليب عرضها بنشر أهمية الاستفادة من فترة المبادرة مبكراً مع التشجيع على المبادرة في تصحيح الأوضاع قبل انتهاء المدة المحددة.
بعد هذه المدة حتماً سيكون الحزم في تطبيق القانون على المخالفين ولن يكون هناك عجز في متابعتهم وملاحقتهم وفق ما يسنّه القانون المعني بهذا الشأن.

عبدالله الهدية الشحي– كاتب في جريدة “الخليج”

“احمِ نفسك”

 

مع بدء العد التنازلي للمهلة التي حددها مجلس الوزراء لمخالفي قوانين الإقامة لتصحيح أوضاعهم، أو مغادرة البلاد طواعية، وإسقاط الغرامات المترتبة على البقاء في الدولة بصورة غير قانونية، حرصت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية على تعريف الجمهور بانطلاق الحملة الخاصة بهذا الأمر، والتي ستبدأ تحت شعار “احمِ نفسك بتعديل وضعك”، اعتباراً من الأول من شهر أغسطس المقبل، وتستمر حتى 31 أكتوبر 2018. واستعرض تفاصيل المبادرة والمستفيدين منها العميد راكان الراشدي، في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة لهذا الغرض، في مقرها بمدينة خليفة، أمس الأول. كما أوضح المزيد من خلال البرنامج الجماهيري “استديو1” من إذاعة أبوظبي مع الزميل سالم الكعبي.

لقد أكدت هذه المبادرات من قيادتنا الرشيدة ما توليه من أهمية لسلامة المجتمع ومن فيه، وهو الحرص الذي تترجمه الهيئة، وكذلك وزارة الداخلية واستراتيجيتها الهادفة لتعزيز الشعور بالأمن والأمان عند جميع سكان الإمارات، مواطنيها والمقيمين على أرضها. كما حرصت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية على إبراز القرار الإنساني لقيادتنا الحكيمة بمنح إقامة لمدة سنة قابلة للتجديد لأخوة لنا تعاني بلدانهم اضطرابات وكوارث، وريثما تستقر أوطانهم التي عصفت باستقرارها حوادث شتى، ويواجهون ظروفاً وأوضاعاً صعبة تحول دون عودتهم إليها في القريب المنظور.

لقد وفرت الهيئة كل الإمكانات والمراكز لاستقبال الراغبين في الاستفادة من هذه المهلة على مدار 90 يوماً، وهي فترة كافية للجادين ممن يريدون تعديل أوضاعهم أو مغادرة الدولة. كما أن الرقم المجاني المخصص لهذه المبادرة الطيبة يقدم إجابات وافية لكل من يريد الاستفسار ومعرفة المزيد، وبأكثر من لغة، لتصل المعلومة الصحيحة للجميع، وكذلك الخطوة والإجراء المطلوب.

ونحن نحيي الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية لضخامة استعداداتها الجارية، لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة لهذه الخطوة، نتمنى تفاعلنا جميعاً معها، وبخاصة الكفلاء المواطنون الذين تعثرت أعمالهم لسبب أو آخر، وأرجأوا تعديل أوضاع مكفوليهم لحين تحسن الظروف، فوجدوا أن دائرة المخالفة اتسعت والغرامات تضاعفت.

تفاعل أمثل من هؤلاء مع المبادرة مهم، وفيه خدمة للوطن والجهات المسؤولة عن تنفيذ القانون. ومن واجب كل منا تشجيع المخالفين على الاستفادة من هذه المبادرة والمهلة المقررة، لأنهم، وكما جاء في شعارها، يحمون أنفسهم من الوقوع تحت طائلة القانون مجدداً، ويحمون أنفسهم كذلك ممن يريد الإضرار بهم، مستغلاً جهلهم بالقانون.

علي العامودي – كاتب في جريدة “الاتحاد”

منظومة التأشيرات والإقامة

 

تعمل حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وبتوجيهات من قيادتها الرشيدة، على كل ما يعزز صدارة الدولة ومكانتها على المستويين، الإقليمي والدولي، وبما يسهم في جذب المزيد من الاستثمارات في القطاعات الاقتصادية على اختلافها، انسجاماً مع توجه الدولة نحو توسيع قاعدتها الاقتصادية، وانطلاقاً من أهداف «رؤية الإمارات 2021» في تحقيق اقتصاد قائم على المرونة والتنوع والابتكار، وصولاً إلى جعل دولة الإمارات الأفضل على المستوى العالمي، بما ينسجم مع (مئوية الإمارات 2071(.

ولأن دولة الإمارات العربية المتحدة، تعمل على تذليل التحديات كافة، وتقديم العديد من المزايا والتسهيلات اللازمة لتحسين مناخ الاستثمار وخدمات الأعمال، فقد أكّد مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، خلال الاجتماع الثاني لمجلس إدارة الهيئة لعام 2018 الذي عقد مؤخراً، الاستعداد التام للمباشرة في تنفيذ القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء، خلال شهري مايو ويونيو الماضيين، الخاصة بإطلاق منظومة متكاملة لتأشيرات الدخول والإقامة للأجانب، لاستقطاب المواهب والكفاءات، واعتماد حزمة تشريعية جديدة لمراجعة نظام الإقامة الحالي، بهدف التسهيل على الزائرين والمقيمين في الدولة، مع ضمان سلاسة الإجراءات وسهولتها وتقديم أفضل الخدمات.

وجاء إطلاق مجلس الوزراء، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مايو الماضي، للمنظومة المتكاملة لتأشيرات الدخول، لاستقطاب الكفاءات والمواهب، والسماح بتملك المستثمرين الدوليين 100% من شركاتهم، تجسيداً لإرث المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقيمه الأصيلة، التي استكملها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في جعل دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً آمناً وجاذباً لكل من أراد العمل أو الإقامة أو الاستثمار فيها، عبر اتخاذ قرارات وسياسات تراعي البعد الإنساني، وتسعى إلى توفير الاستقرار والسعادة والحياة الكريمة لجميع القاطنين على أرض الدولة، وتمنحهم الفرصة لدراسة خياراتهم العلمية والعملية المستقبلية، للعمل والاستثمار والإقامة في دولة الإمارات.

وتعدّ القرارات الخاصة بمنح رعايا الدول التي تعاني الكوارث والحروب إقامة لمدة عام، بغض النظر عن شروط الإقامة، وتمديد إقامة الأرملة والمطلقة وأبنائهما لمدة عام دون الحاجة إلى كفيل، ومنح مهلة للمخالفين الذين يقيمون في الدولة بشكل غير شرعي لتسوية أوضاعهم، أو المغادرة طوعاً دون تحميلهم أي تبعات قانونية، مع إعفائهم من الغرامات، تجسيداً واضحاً للنهج الحضاري، الذي يعكس القيم النبيلة والأصيلة للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات، وذات أثر إيجابي في تعزيز تنافسية الدولة، وتحفيز النمو الاقتصادي، بما يحقق التنمية الشاملة والمستدامة، ويزيد منسوب الرفاه والسعادة للمواطنين والمقيمين على حدٍّ سواء.

لقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة، وعبر قراراتها الاستراتيجية في الاستثمار والإقامة، مقصداً مهماً وأساسياً لمجتمع المال والأعمال من كل مكان، والنظر إليها كبيئة تستقطب وتحتضن الجميع، وتمكنهم من التميز والنجاح وتحقيق الآمال والطموحات، لامتلاكها الكثير من المميزات الجاذبة للاستثمارات، والاستراتيجيات التي تدعم الانفتاح الاقتصادي والثقافي والعلمي، وتوفر التسهيلات التي تخدم القطاعات الاقتصادية، بما يعزز مكانة الإمارات كواحدة من أفضل دول العالم للباحثين عن ملاذات آمنة وبيئات استثمارية مناسبة.

إن حرص القيادة الرشيدة على تسهيل انتقال وإقامة المستثمرين وأصحاب الكفاءات في دولة الإمارات العربية المتحدة، لا ينفصل عن صورة دولة الإمارات كرمز للانفتاح والتعايش، وقبول الآخر واحترامه، حيث قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في ذلك سابقاً: “بيئتنا المنفتحة، وقيمنا المتسامحة، وبنيتنا التحتية، وتشريعاتنا المرنة تشكل أفضل خطة لاستقطاب الاستثمارات العالمية والمواهب الاستثنائية على أرض الإمارات”، وإن “بلادنا أرض الفرص، وهي أفضل بيئة لتحقيق أحلام البشر، وإطلاق إمكانياتهم ومواهبهم الاستثنائية”.

نشرة “أخبار الساعة” مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

التسامح قيمة عظيمة

 

التسامح مبدأ وقيمة إنسانية عظيمة تحمل في ثناياها معانٍ نبيلة وثمينة كونها زينة الفضائل وتتربع على عرش القيم الأخرى فهي تنقي القلب وتطهر الروح وترق لها النفس وتقرب الأشخاص من بعضهم البعض وتجعلهم مترابطين روحياً ومعنوياً وتعزز الشعور بالرحمة والمودة والتعاطف بين الناس، خصوصاً وأنّ الفطرة التي فطرنا الله عليها كمسلمين هي فطرة طيبة تدعونا للالتزام بالخلق الحسن والعمل الصالح وعلى رأسه التسامح.

كن متسامحاً معطاءً على الدوام ترى نور الله في كل شيء من حولك ونعيماً لا يبصره إلا من سامح وأحسن الظن بالله فروعة الانسان ليس بما يملك بل بما يمنح فما أجمل أن تكون كالمطر حيثما وقع نفع.

في وقتنا الحالي يعتبر التسامح من أهم المواضيع التي يجب التركيز عليها، نظرا لدوره الكبير وأثره الإيجابي والفعال في حياتنا في ظل ما يواجهه العالم من مشكلات عديدة وأزمات وحروب انعكست آثارها السلبية على البشرية جمعاء، وجعلت العالم بأسره بأمس الحاجة إلى التسامح بكل ما تحمله الكلمة من معنى والعمل على تطبيقه قولاً وفعلاً، ويعد ضرورة حتمية لتحقيق مصالح الأفراد والمجتمعات ككل.

وكثيراً ما تقترن فكرة التسامح في عديد من المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية ذلك لأن التسامح بالعموم يشمل نواحي الحياة كافة ويمثل حجر الأساس في بناء المجتمعات الآمنة والمطمئنة، فهناك التسامح الديني وهو أن يتعايش الانسان مع كافة الديانات وممارسة الشعائر الدينية بحرية بعيداً عن التعصب وأيضا التسامح الثقافي وحرية التعبير والتحاور مع الآخرين دون تجاوز الآداب العامة للحوار بالإضافة للتسامح العرقي وهو الابتعاد عن النظرة الدونية لبعض الأعراق أو الأصول.

ومما لا شك فيه أن مجتمعاتنا تتبنى قيما راسخة مبنية على التسامح تعزز التعايش والتواصل بين الأفراد لبناء مستقبل واعد ومشرق يقوم على علاقات إنسانية ناجحة لأن الأمم الراقية لن تتقدم أو ترتقي إلا بالعمل والتعاون والتسامح والاحترام المتبادل، وبما يعود بالمصلحة والخير على البلاد والعباد ويحقق الهدف الأسمى للإنسان وهو عمارة الأرض وسعادة الناس وهناء معيشتهم.

ومفهوم التسامح من الخصال الجميلة والسمات الجليلة فقد أمر الله تعالى به (فاصفح الصفح الجميل)-سورة الحجر85، وهو صفة من صفات الأنبياء العظماء وخير قدوة لنا في تطبيق العفو والتسامح الفعال والتعايش الإيجابي بين الناس هو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ومن بعده الصحابة الأخيار فقد أوصانا على الصلاة والسلام بإفشاء السلام ونشر التسامح والرحمة والمحبة حين قال: (أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتعطي من حرمك).

وتعد دولة الإمارات منارة خير وتسامح وعطاء على مستوى العالم، حيث يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم–حفظه الله- في هذا المجال (أكثر ما نفاخر به الناس والعالم أننا دولة يعيش فيها جميع البشر بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي).

إن التسامح والعطاء وجهان لعملة واحدة، فلا ينتظر المتسامح المعاملة بالمثل فكل منا معرض لمواقف قد يخطئ فيها آخرون تجاهه سواء على الصعيد الشخصي أو العملي، وهو ما يتطلب منا أن نتعامل بحب مع جميع الأشخاص سواء كانوا من الأصدقاء أو زملاء العمل والعفو عنهم وعن زلاتهم (فسامح صديقك وإن زلت به قدمه فليس يسلم إنسان من الزلل) وهذا لا يعني نسيان ما حدث أو ما تعرضنا له من مواقف بل التذكر دون أن نمتعض وأن نقابل الإساءة بالإحسان والعفو عند المقدرة وأن نلتمس الأعذار والتجاوز عن أخطاء الآخرين وتذكر مزاياهم وعدم التركيز على عيوبهم أو إقصائهم لمجرد وجود اختلاف معهم.

إنّ من يمتلك القدرة على التسامح وعمل الخير هو إنسان ذو عقل راجح ومتزن في شخصيته وتعامله مع الأخرين لأن أعقل الناس أعذرهم للناس.

أخيرا… على قدر عطائك يفتقدك ويحبك الأخرون، فسامح من اعتدى وابتعد عن إساءته وأجعل التسامح أسلوب حياتك وسلوكك اليومي.

مريم فضل الله – إداري تسجيل أول / مركز الذيد لسعادة المتعاملين

الحياة بين ألمٍ وأمل

في سجل ذاكرتنا بصمات ولحظات عديدة مررنا بها وعشناها بألم وأمل، منها ما يطوى ولا يروى بمثابة نجوم معدودة تضيء بجنباتها ونستأنس بذكراها، وتشفي الغليل بنجواها ولا تنسى مهما طال الزمان واندثر العمر ولحظات مرت علينا شعرنا بها بحزن وألم كبير ولأنها سنة الحياة فلا بد أن نمر بكل منها، فعلينا أن لا نحزن على الأمس فهو لن يعود ولا ناسف على اليوم فهو راحل، والحياة كثيرة التقلب لا تستقيم لأحد كسفينة لا تستقر على بر، فيها الخير والشر والصلاح والفساد، والسرور والحزن، والأمل واليأس، وفيها الحب والكره والجمال والقبح، وفيها الحرب والسلم، والأخوة والعداوة ولأن الفطرة التي فطرنا الله عليها كمسلمين هي فطرة طيبة تهفو للخير والتفاؤل وتسر بإدراكه وتأسى بالتشاؤم والشر وتحزن من ارتكابه.
فلكل منا دوافعه لتحقيق آماله واحلامه، فالذي يغري التاجر بالأسفار و المخاطرة أمله في الارباح والذي يبعث الطالب للجد والمثابرة أمله في النجاح، والذي يحفز الجندي إلى الاستبسال في أرض المعركة أمله في النصر، والذي يحبب إلى المريض الدواء المر أمله في الشفاء. فعلينا أن لا نستسلم للمنغصات التي تواجهنا، لأن اليأس والاستسلام ليس من شيمنا ولو تعثرت اقدامنا وسقطنا سنكافح ونجتهد وسنقف مجدداً ونحن أكثر تماسكا وقوة، و لنمد يد العون والمساعدة لكل من يشعر بالألم ونزرع فيه الأمل لتعود السعادة لحياته وقلبه.
لنعيش الأمل بكل ما تحمله الكلمة من معنى كونه شعاع يضيء جوانب الظلام ويشق دروب الحياة للأنام، وكزهرة تسكن القلوب وشمس تحيل الظلام نورا فكثيرا منا يحبون الأمل ويخافون الألم لأن الأمل من أهم القيم المعنوية في حياتنا فهو يبعث في النفس البشرية الطمأنينة والفرح ويحفزنا على الصمود والجد والمثابرة.
في بعض الأحيان يغلق الله – سبحانه وتعالى – أمامنا باباً لكي يفتح لنا أبواباً كثيرة أفضل منه فالبعض يضيع تركيزه ووقته وطاقته في النظر للباب الذي أغلق ونجد الكثير منهم يجلس في الظلام، وينظر بمنظار التشاؤم والسلبية والكآبة والإحباط بدلا من النظر لباب الأمل الذي انفتح أمامه على مصراعيه هذا الشعور ما هو إلا سراب يلوح للناظرين من بعيد يتمناه الجميع يحسبونه ماءً لكنه مجرد سراب، كمن يسافر إلى الصحراء بحثا عن الأشجار ليتظلل بها فلن يجد فيها غير الوحشة وإذا واجهنا الألم فلنخفيه بالأمل والعمل للوصول لمستقبل جميل وواعد، ونمضي لغدٍ أفضل ونتطلع للأمام بدلاً من التشاؤم والنظر إلى الخلف.
الآمال العظيمة تصنع الاشخاص العظماء فهناك قيمة إيمانية عميقة هي التوكل على الله والاستعانة به فكلما اتسعت مساحة التفاؤل في أعيننا رأينا نعيما لا يبصره إلا من أحسن الظن بالله ويبقى الأمل في قلوبنا يوقظ فينا كل شيء جميل ويبعث فينا التفاؤل فنرى الوجود جميلا بكل ذراته وكما قال – الاصفهاني: أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل….
ولا ننسى الثقة التامة بأن الله يسمعنا ولن يخذلنا أبدا وإن تحققت أمانينا فالحمد لله وإن تأخرت فهو حتما خير لنا وأن أروع ما يمكن فعله أن يكون كل منا رسولُ يبعث كلمات من الأمل والتفاؤل في نفوس الآخرين لنعيش راضين بما قسمه الله لنا ولتكون الحياة كما ينبغي أن تكون ونرضى بالقضاء خيره وشره.

مريم فضل الله – إداري تسجيل أول / مركز الذيد لسعادة المتعاملين

عام الخير

 

عام الخير جملة فيها أحرف قليلة تحمل في ثناياها معانٍ نبيله، بها بدأنا عامنا الجديد ليكون عام البذل والعطاء، وتعزيز نهج التكافل والتراحم، وهو ما يلقى استجابة كبيرة في مجتمع الإمارات نظراً لملاءمته لفطرة النفس البشرية ولأنه وسيلة لابتغاء وجه الله دون انتظار الجزاء أو الشكر، وواحد من الأفعال التي ترفع من قدر الإنسان، وتساعد على نشر الحب والوئام في المجتمع، كما أنه  يصفي القلوب ويزيل البغضاء بين الناس.

وإعلان قيادتنا الرشيدة عام 2017 عاماً للخير هو بمثابة دعوة لكل منا أن يسهم في فعل الخيرات بما استطاع وإن كان قليلاً فإنه عند الله ليس بقليل وهو سبحانه يجزي بمثقال ذرةٍ فكيف بما فوقها، فعمل الخير من القيم العليا التي تحرص عليها كل أمةٍ راشدة وكل ديانة سماوية وكل فلسفة أرضية، وهو يرتبط بقدرة الانسان على مد يد العطاء والمساعدة  لكل محتاجٍ أو فقير قست عليه الحياة  ليدخل الفرح والسرور إلى قلبه.

وللخير دروب كثيرة وأبواب متعددة منها الاعمال التطوعية وكفالة اليتيم ورعايته ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وإماطة الاذى عن الطريق، وإغاثة الملهوف، والتعاون والتكافل بين أبناء المجتمع، وتقديم النصيحة والكلمة الطيبة للآخرين، وصلة الأرحام ، وطلب العلم لأجل نفع البشرية، والصبر عند وقوع المصائب.

وقد حثت جميع الأديان والرسائل السماوية على الاهتمام بعمل الخير ومنحه حيزاً في حياة كل فرد منا بحسب إمكاناته المادية والمعنوية، ومن ذلك الدعاء وتمني الخير للناس وأن نسأل الله تعالى الشفاء والتوفيق للآخرين.

ولنا في نهج العطاء الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” أسوة حسنة، ومدرسة نتعلّم فيها ومنها، فقد جعل من الإمارات منارة للخير والعطاء والعمل الإنساني على مستوى العالم، ولم يتوان عن نجدة المحتاج وإغاثة الملهوف ومساندة المنكوبين، وهو ما سارت عليه قيادتنا الحكيمة في أعمال الخير والعطاء التي امتدت إلى جميع بقاع الأرض.

لا شكّ في أن عمل الخير يساهم في تعزيز الأمن الاجتماعي و الاقتصادي لأن من أصول الخير وجوب التعاون عليه، فالمرء قليل بنفسه وكثير بإخوانه وأعوانه وما لا يستطيع الفرد قد تستطيعه الجماعة، وبالتالي فإن علينا جميعاً التحلي بالخير دائماً حتى يكون سجية للنفس والطبائع، وحتى يكون الناس متكافلين ما بينهم يساعدون محتاجهم، ويتصدقون على فقيرهم، ويفرجون عن منكوبهم وبهذا تتحقق معاني الأمن والراحة  في المجتمع.

أدام الله الخير على دولة الإمارات قيادة وشعبا فهم أهل الخير حقاً وفعلاً وحفظ الله قيادتنا الحكيمة.

 

مريم فضل الله – إداري تسجيل أول / مركز الذيد لخدمة المتعاملين

ليست مجرد بطاقة

 

أتابع على فترات حوادث وقضايا توردها صحفنا المحلية، وتكشف إلى أي حد يستهين الناس ببطاقة الهوية، مواطنين أو مقيمين، الأمر الذي يتطلب من هيئة الإمارات للهوية مواصلة حملاتها لتعريف مستخدمي البطاقة المهمة للغاية بالكيفية المثلى لاستخدامها والحفاظ عليها حتى لا يساء استغلالها من أشخاص ذوي نوايا سيئة وإجرامية.

كثيرون لا ينظرون إلى هذه البطاقة المهمة جداً أكثر من كونها مجرد رسوم تُحصل وبطاقة لاستكمال متطلبات استخراج تأشيرة الإقامة للمقيمين أو إنجاز معاملة هنا أو هناك. والدليل تكدس آلاف بطاقات “الهوية” في مكاتب “بريد الإمارات” بانتظار أصحابها.

تجد الفرد من هؤلاء يسارع لإبلاغ المصرف الذي يتعامل معه عند فقدانه بطاقة الصراف الآلي أو البطاقة الائتمانية أو المسارعة للإبلاغ عن فقد جواز سفره، ولكنه لا يكون بتلك اليقظة وسرعة التحرك عند فقدان بطاقة الهوية.

أطرح هذا الموضوع من خلال المتابعة والرصد لتزايد حالات سوء استغلال بطاقة الهوية، حيث يتم استخراج أرقام هاتفية وحتى اتمام عمليات شراء هواتف وغيرها باستخدام بطاقات مسروقة أو مفقودة من أصحابها.

ولعل أخطر صور تلك الجرائم ما يُكشف عنه من استخدام لهذه البطاقات والوثائق لطلب قروض مصرفية وتسهيلات ائتمانية لا يعلم صاحب البطاقة إلا بعدما يفاجأ بالمطالبات التي تتدفق عليه والاتصالات تنهال عليه من هنا وهناك.

القضايا التي تم الكشف عنها أظهرت وجود تواطؤ مع المجرمين من قبل موظفين عاملين في تلك المرافق، كما في قضيتي أحد البنوك العاملة وإحدى شركات الاتصالات الكبرى.

هيئة الإمارات للهوية إلى جانب دعوتنا لها بتكثيف حملاتها التوعوية للجمهور للحفاظ على البطاقة، مدعوة أيضا لرفع مستوى الحماية الأمنية لها، خاصة وأن للهيئة باعا طويلا في الابتكار والتقدم التقني، فأي معاملة تتم باستخدام البطاقة من حق صاحبها أن يتلقى رسالة نصية بها. مع وجود خاصية تجميد البطاقة مؤقتا لمنع استخدامها عند الإبلاغ عن فقدها، وهناك العديد من التقنيات المتطورة والربط السريع التي تدركها الهيئة أكثر من غيرها وتستطيع القيام بها لتعزيز الحماية، مع إقرارنا المسبق بأن خط الحماية الأول هو حامل البطاقة الذي يفترض به المحافظة عليها حتى لا تقع في يد عابث يستغلها لتحقيق مآرب وغايات إجرامية. وحتى عند تقديم صور عن “الهوية” علينا التوقيع بأنه ُقدمت بعلمنا ولمعاملة محددة.

علي العامودي – كاتب في جريدة “الاتحاد”

حب الوطن

 

الوطن هو أغلى ما يعتز به الإنسان، لأنه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته ومأوى كهولته ومنبع ذكرياته ونبراس حياته، وموطن أبائه وأجداده وملاذ أبنائه وأحفاده (مقتبس).

فالإنسان بلا وطن إنسان بلا هوية ولا ماضي أو مستقبل وحب الوطن ليس لنا عنه بديل أرض الأجداد والآباء أرض الخير والبركة والعطاء والنقاء.

حب الوطن ينبع من الإيمان الخالص لله عز وجل وللوطن فهي كلمة حق في معناها ومبناها، الوطن هو قبلة على جبين الأرض وهو المكان الذي ولدنا فيه وعشنا في كنفه وترعرعنا على أرضه وتحت سمائه وأكلنا من خيراته وشربنا من مياهه وتنفسنا هوائه واحتمينا في أحضانه ولو أبعدتنا الظروف ومشاغل الحياة عن الوطن الغالي لسبب أو لآخر، فهناك دائما ما يشدنا للعودة إليه فجذورنا راسخة في ترابه وانتماؤنا وولاؤنا له لا ينتهي ولا يفنى أبداً، و كما قال الشاعر:

وطني لو شغلت بالخلد عنه          نازعتني إليه في الخلد نفسي

الوطن كلمة ذات حروف بسيطة ولكنها تحمل معان عظيمة  تعجز الكلمات عن حصرها فهو ليس مجرد حكاية تروى أو كلمات تقال بأسلوب عذب، بل هو من أجمل النعم التي أنعم الله بها علينا، وبالتالي فإنّ علينا نحن الأبناء واجب أن نحميه وندافع عنه ونفديه بأغلى ما نملك ونعمل بيدٍ واحدة ليبقى آمناً وصامداً.

شعورنا بحب الوطن شعور الأم التي تحنو على أبنائها وترعاهم وتسهرعلى راحتهم. يفرحها ما يفرحهم ويحزنها ما يحزنهم ويؤلمها ما يؤلمهم، تسعى على الدوام للم شملهم وتحرص على تماسكهم وتعاضدهم في الشدة والرخاء ليساند بعضهم بعضا ويساعد قويهم ضعيفهم وكبيرهم صغيرهم ويكونوا أخوة متحابين ومتعاونين على البر والتقوى في وطن واحد وعلى أرض واحدة . لقوله صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا).

الوطن هو الأسرة الكبيرة المتماسكة بأبنائها والتي ننعم بدفئها وهو المأوى والمكان الذي نلجأ إليه ونشعر فيه بالأمن والأمان والسكينة والحرية والطمأنينة وهو النواة التي يعم من خلالها الخير والعطاء على أبنائه دون استثناء أو تمييز. الوطن هو نعمة كبيرة وواجبنا أن نصون ترابه وأرضه بالترابط والتلاحم وغرس القيم النبيلة في نفوس أبنائه. . وطني هو الوطن الحاضنُ للماضي والحاضر ذلك الحب الذي لا يتوقف و العطاء الذي لا ينضب .

ولا يختلف إثنان على أن التآلف والمحبة والإيثار والتضحية من السمات الحسنة التي وهبها الله لنا حتى نستطيع التعايش مع الاخرين على أرض الوطن فليس ما هو أسمى وأجمل وأروع من حب الوطن ولا شيء يسمو ويعلو على هذا التلاحم بين الوطن وأبنائه فالوطن كلمة لامست أرواحنا وضمائرنا قبل أن تعيش فيه أجسادنا وحب القيادة لأبناء الشعب أكبر دليل وأقوى حجة على هذا التلاحم.

من أقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله (إن الثروة ليست ثروة المال بل هي ثروة الرجال فهم القوة الحقيقية التي نعتز بها وهم الزرع الذي نستفيء بضلاله والقناعة الراسخة بهذه الحقيقة هي التي مكنتنا من توجيه كل الجهود لبناء الإنسان  وتسخير الثروات التي من الله علينا لخدمة أبناء هذا الوطن حتى ينهضوا بالمسؤوليات التي تقع على عاتقهم وليكونوا عوننا لنا ولأشقائنا(.

ومن أقوال صاحب السمو الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان (إن هدفنا الأساس في دولة الإمارات هو بناء الوطن والمواطن وأن الجزء الأكبر من دخل البلاد يسخر لتعويض ما فاتنا واللحاق بركب الأمم المتقدمة التي سبقتنا في محاولة منا لبناء بلدنا).

وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (إن العلاقة الملحمية الفريدة بين قيادة الإمارات وشعبها كانت وما زالت من أسرار كل النجاحات التي تحققت على أرض دولتنا، نعتز بأمسنا ونفتخر بحاضرنا ونمضي إلى غدنا وبيقين ووعي وعزم أكيد وإرادة لا تعرف التردد وهمم لا تعرف التلكؤ) .

وهل بعد هذه العبارات الحكيمة ما يعبر أكثر عن مدى التلاحم والترابط بين القيادة والشعب في وطن يحكمه قادة يحملون القلب الكبير والحكمة الراجحة في القول والفعل، وبدورنا نحن علينا أن نبذل كل ما في وسعنا من قوة وجهد منحنا الله إياه للحفاظ على مكتسباته وموارده ومنشآته وعدم إلحاق الضرر بها واحترام أنظمته وقوانينه التي تصب أولا وأخيرا في مصلحة أبنائه ولنكون عناصر فعالة في بناء الوطن ورفعته ليكون دائما من الدول السباقة في التقدم والإزدهار.

إن مبدأ حب الوطن لا ينكره عقل ولا يرفضه لبيب فهو انتماء فريد وإحساس راقي ووفاء وتضحية شريفة فالوطن ليس لهجة نتلفظ بها أو جنسية نحملها أو قانون نلتزم به بل هو أسمى من جميع تلك العبارات.  ولإن الوطن نعمة كبيرة فعلينا أن نصون ترابه وأرضه بالترابط والتلاحم وغرس القيم النبيلة في نفوس أبنائه.

وواجب على كل منا تأصيل حب الوطن وغرسه في نفوس أبنائنا منذ الصغر فهم جيل الغد جيل المستقبل القوي بدينه وثقافته وعاداته وتقاليده التي أنشأه عليها آباؤه وأجداده كون هذا الجيل هو اللبنة الأساسية لبناء هذا الوطن والتمسك بالقيم والدين الإسلامي الحنيف الذي يحثنا على حب الوطن وحب العمل والإخلاص فيه والتكافل والترابط ومساعدة المستضعفين في كل مكان.

ولنا في رسول الله أسوة حسنة فحب الوطن لم يأت من فراغ بل هو فطرة المولى عز وجل التي فطر الإنسان عليها بتنوع أعراقه وأجناسه واختلاف طبيعته.

ولإن الوطن عزيز فحق علينا تجاهه أن نرد الجميل في شتى المجالات والواجب الأكبر علينا أن نجود بدمائنا رخيصة لأجله ونقدم كل غال ونفيس من أجل الحفاظ على حريته واستقراره وآمنه وأمانه وأن نمنع كل من تسول له نفسه أن يعوق ازدهاره ورخاءه.

ولا ننسى أبدا ما حيينا شهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم وجعلوا من أجسادهم سدا منيعا فداء لنصرته وفي سبيل رفعتة وعزته لينالوا بالمقابل الفردوس الأعلى من الجنة لقوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).

فتحية فخر وإعتزاز وشموخ لأرواح شهدائنا الأبرار الأطهار. ودائما وأبدا البيت متوحد قادة وشعبا بكل الحب والولاء والإنتماء لوطننا الغالي الإمارات، وتحت ظل قيادة شامخة نعتز ونفتخر بها وندعو الله مخلصين أن يحمي ولاة أمرنا ويحمي إماراتنا الغاليه على الدوام.

مريم فضل الله – إداري تسجيل أول / مركز الذيد لخدمة المتعاملين

ماهي ملاحظاتك؟

الغاء

ماهي ملاحظاتك؟

واجهتني مشكلة تقنيةلم أتمكن من إيجاد المعلومات المراد الحصول عليهاالمحتوى غير مفهومسبب آخر
الغاء