إشعارات هامة
Close

خيارات الوصول

استمع لهذه الصفحة

حدد اللون

القراءة الليلية

إعادة ضبط جميع الإعدادات

المساعدة التفاعلية

“أمي نبع حنان لا ينضب”

في يوم الأم الذي احتفلت به الكثير من دول العالم قبل عدة أيام، تقديراً للأم التي تمثل بالنسبة لنا أيقونة الطهر والنقاء، ومنتهى المحبة والحنان، في هذا اليوم والعالم مشغول بتدبيج عبارات المجاملة، أستذكر القول الذي لم يدع لأي كان مجالاً للتعبير عن حق الوالدة على الولد بما هو أبلغ وأفصح، وهو قول خير الخلق والبشر المبعوث رحمة للعالمين رسول الله محمد صل الله عليه وسلم حين سأله رجل: “يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟” فجاء الجواب الذي لم يستطع أحد منذ ذاك التاريخ من الفلاسفة والمفكرين والمثقفين أن يزيد عليه أو يعبر بما هو أوضح منه:”قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك”.

إنها الأم التي كرّمها رب العزة عزّ وجلّ في أكثر من موقع في كتابه العزيز “ووصينا الإنسان بوالديه حملته إمه كرهاً ووضعته كرها” (الأحقاف آية 15)، و”ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن” (لقمان آية 14)، ثمّ كرّمها الذي لا ينطق عن الهوى حين أمر بحسن صحابتها ثلاثاً في موقع، وحين امر بلزوم رجلها لأن ثمَّ الجنة.

وفي هذا الإطار أقتبس فقرة من أجمل ما قرأت في حق الأم من مقالة للشيخ الدكتور سعود الشريم إمام الحرم المكي يقول فيها: “هي أنثى بسيطة من هذا الكون ثَمَّ مخلوقة ضعيفة، تغلب عليها العاطفة الحانية، والرقة الهاتنة، لها من الجهود والفضائل ما قد يتجاهله ذوو الترف، ممن لهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، ولهم قلوب لا يفقهون بها، هي جندية حيث لا جند لها، وهي حارسة حيث لا حرس لها، لها من قوة الجذب ومَلَكة الاستعطاف ما تأخذ به لبَّ القلب، وتملك نياط العاطفة دقّها وجلِّها، وتحل منه محل العضو من الجسد، بطنها له وعاء، وثديها له سِقاء، وحجرها له حِواء، إنه ليملك فيها حق الرحمة والحنان، لكمالها ونضجها، وهي أضعف خلق الله إنساناً، إنها مخلوقة تسمى الأم، وما أدراكم ما الأم؟”.

هي أمي ..وعاء الحب والطيبة ومنبع العطف والحنان، فهل منّا من يجزم بأنه برّ بها؟

اعتقد بأننا ومهما وصلنا من مراتب البرّ، فإننا لن نوفّي تلك الشمس حقها.

 

عنود هلال الدرمكي

تحقيق الإبداع

أن يبدع الإنسان يعني أن يخلق أو يبتكر شيئاً أو فكرة لم تكن موجودة بالفعل، وبالتالي فإن الإبداع دائماً ما يتعلق بربط عنصرين أو فكرتين أو أكثر في إطار علاقة لم يتوصل إليها أحد من قبل.

ولا ينحصر الإبداع في مجال معين أو علم معين ففي حياتنا اليومية فإن أي لمسة جمالية نراها أو نشعر بها تعدّ عملاً إبداعياً، لأنه يولّد لدى من يشاهده نوعاً من الانبهار والإعجاب.

ويعتبر الإبداع أحد المؤشرات الهامة التي تساهم إلى حد كبير في الاستدلال على مدى تقدم الجهد الذي يبذله الإنسان ومدى قدرته على تطوير أفكاره والوصول بها إلى مستوى تطبيق الفكرة وتجسيدها على أرض الواقع بما ينفع الناس ويحسن مستوى حياتهم.

ويرتبط مفهوم الإبداع ببعض المعايير نجملها فيما يلي:

– لا يرتبط الإبداع بمستوى التحصيل التعليمي، بل إنه يعني في المقام الأول أن المبدع ارتقى في معرفته عن مستوى التذكر إلى مرتبة الفهم والتطبيق والتحليل والرغبة في التغيير.

– يعد الإبداع نتاجاً للاعتماد على النفس من خلال تفعيل التعلم الذاتي في تحصيل المعارف، وعدم الاكتفاء بالملفات والمراجع والكتب المقررة، وتجاوز ذلك كله في تحصيل المعرفة من لال البحث والقراءة والتردد على المكتبات وطلب المزيد من المعلومات؟

وهنا يتبادر للذهن سؤال لكل منا، هو :هل أنت مبدع ؟

إن الإجابة على هذا السؤال تتوقف على رغبة كل منا في تحقيق الإبداع، فلدى كل إنسان قدرات إبداعية كامنة لكن القليل من الأشخاص هم الذين يسعون لاستكشاف هذه القدرات وتوظيفها والعمل على تطوير أنفسهم ونشر إبداعاتهم، فالإبداع لا يقتصر على أشخاص دون غيرهم، ومن يعتقد أنّ تحقيقه رهن بوجود جينات وراثية أو ما شابه يمتلك نظرة خاطئة للأمور وعليه أن يذكر نفسه بذلك كلما شعر باليأس أو الفشل في تحقيق شيء خلاق .

 (أن تبدع هو أن تضيف شيئا جديدا للحياه).. هيا بنا لنحلّق معا في حياة إبداعية جديدة مليئة بالإنجازات.

 

عنود هلال الدرمكي/ إداري تسجيل- مركز الفجيرة لخدمة المتعاملين

“ذوو الاحتياجات الخاصة” ليسو معاقين

يحثّنا الدين الإسلامي الحنيف دائماً على اختيار الأسماء والكنى الجميلة، وتجنب الألفاظ التي قد تجرح مشاعر الآخرين أو تؤذيها، وقد أمرنا الله تعالى بذلك في كتابه الكريم حيث قال في سورة الحجرات “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”.

كما أمرنا الرسول الكريم بتجنب احتقار الناس سواء بالقول او بالفعل في حديثه علية الصلاة والسلام “لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا … المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات ، بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه”

وقد استحب الاسلام منادة الإنسان بأحب أسمائه إلى نفسه حيث ورد عن حنظلة بن حذيم أنه قال “كانَ النّبي صلى الله عليه وسلم يُعجبه أن يُدعى الرجلُ بأحبّ أسمائه وأحبِّ كناه”.

ويعتبر أبناء المجتمع من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة جزءاً مهما وفعالاً فيه، يلعبون دوراً في بناء وطنهم وتحقيق الإنجازات المتتالية التي ترفع اسمه عالياً في مختلف المحافل والمجالات، وقد كثر في الآونة الأخيرة استخدام كلمة معاق عند التحدث عنهم وعن الأمور التي تخصهم، وهي كلمة قد تترك أثراً سلبياً في نفوسهم وتؤذي مشاعرهم، خصوصاً إذا كان المعني طفلاً لأنها قد ترسخ في ذهنه وتعلق في ذاكرته لتظل معه حتى يكبر الأمر الذي قد يؤدي إلى التأثير سلباً على علاقاته الإجتماعية.

إن التسمية الإيجابية مثل “ذوي الاحتياجات الخاصة” أو “ذوي الصعوبات” تعطي انطباعا جيدا ومريحاً للشخص الذي يعاني من قصور في وظائف بعض أعضاء الجسم، بحيث يشعر أنه جزء لا يتجزأ من مجتمعه، وأنه شخص فاعل ومنتج لا يشكل له ما يعاني منه أي عائق أمام تقدمه وتطوره نحو تحقيق المنجزات التي يعجزعنها الكثير من أقرانه الأصحاء.

‏‫إن الكثير من اذوي الاحتياجات الخاصة يملكون مواهب وصفات يمكن تنميتها وتدريبها ليتمكنوا من الاندماج في مجتمعهم وتحقيق الإنجازات التي تخدم وطنهم ومجتمعهم وقد يفوقون في هذا المجال الكثير من أفراد المجتمع لأن “المعاق هو معاق الأخلاق وليس من يعاني من مرض أو إصابة أو تلففي أحد أعضاء جسده لا ذنب ولا دور له في حدوثه”..

راية هلال الدرمكي/ إداري تسجيل – مركز الفجيرة لخدمة المتعاملين

الاحترام يبدأ من الذات

يسعى العديد من الناس إلى كسب ود واحترام الآخرين في الوقت الذي قد تصدر فيه منهم بعض التصرفات التي لاتدل على احترام الذات، ومثال ذلك التسبب بإزعاج المحيطين بالقول أو بالفعل، وعدم مراعاة آداب الحديث والتلفظ  بألفاظ خادشة.

والاحترام يُكتسب من خلال أن يعيش الفرد بنزاهة مع الآخرين وعن طريق معاملتهم بأدب واحترام ، لأن احترام الإنسان لنفسه هو أساس احترامه للآخرين، فمن احترم ذاته ووثق بنفسه سيكون قادراً على أن يعرف قدرها وأن يدرك قميتها ليعكس ذلك في سلوكه تجاه الآخر من خلال التعامل مع الناس بالطريقة التي يحب أن يعامل بها.

ويؤكد علماء النفس أن احترام المرء لذاته ركيزة أساسية يحتاجها في مواجهة تحديات الحياة ، وأن معظم قراراته وتصرفاته تنطلق من هذا الاحترام وهوما يقود إلى تحقيق التوازن النفسي الذي يستطيع من خلاله أن يتعامل مع الآخرين وأن ينال احترامهم.

ويتميز الأشخاص القادرون على احترام أنفسهم بالدبلوماسية وتجنب الدخول في نزاعات مع الآخرين وخاصة عند حدوث اختلاف في وجهات النظر، لأن ذلك سيفاقم من حدة المشكلة ويهدد استمرار العلاقات، كما يتميزون بقدرتهم على تقييم تصرفاتهم ومحاسبة أنفسهم على أخطائهم أولا بأول وذلك إذا بدرت منهم أية إساءة.

كما أن حسن الإصغاء للآخرين هو ركيزة أساسية من ركائز احترام الذات، ذلك لأن الاستماع لوجهات النظر المختلفة يجعل النقاش مفيداً وناجحاً لأنه يلغي كافة أشكال التعصب للرأي وعدم قبول الرأي الآخر.

وعادة ما يتحلى الإنسان الذي يحترم ذاته بقدر كبير من المسؤولية، حتى أنه لا يتوانى عن الاعتراف بأخطائه ولا يجبر المحيطين به على تغيير أنفسهم باعتباره هو المسؤول عن تصرفاته، بالإضافة إلى تجنب كراهية الآخرين والحقد عليهم عندما  يرتكبون الأخطاء التي تكون في معظم الأحيان غير مقصودة.

هذه دعوة لنا جميعاً للتحلي باحترام الذات والحرص على الارتقاء بأخلاقيتنا وسلوكياتنا وأن يقبل كل منّا الآخر، لنساهم جميعاً في خدمة وطننا وتطوير مجتمعنا.

احمد عبدالله السويدي /إداري تسجيل أول – مكلف ضابط إداري – مركز الفجيرة لخدمة المتعاملين

أفكار لتطوير الذات

يعتبر كلام الإنسان وسلوكه تجاه الآخرين دليلاً على مستوى ثقافته ورقيه وتطوره الفكري، لأن هذه المعايير هي المقياس لذلك، وليس عدد الكتب التي يقرؤها المرء أو نوعية الشهادات التي يحصل عليها رغم أهمية الأمرين.

وقد أحببت في هذه العجالة أن أقدم لزملائي وزميلاتي في هيئة الإمارات للهوية ولكل من يقرأ هذه الزاوية بعض الأفكار التي قد تساهم في مساعدة كل منا على تطوير ذاته وتعزيز التفكير الإيجابي لديه، من منطلق تبادل الأفكار والخواطر لما فيه مصلحتنا جميعاً:

الفكرة الأولى هي دعوة للبحث والقراءة حول أي مشكلة نواجهها في الحياة، بحيث نثقف أنفسنا ونتعرّف على المزيد، وهنا أقول: قد تعيش مشاعر غير جيدة بسبب نقص الفهم وقد تجدُ حلا أو طريقة للتكيف معها.

الفكرة الثانية: نستطيع أن نقول الكلام السيّئ نستطيع بشكل جيّد، والكلام الجيّد من الممكن أن نقوله بشكل سيىء، ولذا فقبل أن تفكر فيما ستقوله، فكر كيف ستقوله.

الفكرة الثالثة: إذا أردت التوقف عن القلق والبدء بالحياة، إليك بهذه القاعدة : عدّد نعم الله عليك وليس متاعبك.

الفكرة الرابعة: التفاؤل وقت الفشل ذكاء، والثقة في النفس وقت اليأس قوة، والإصرار برغم المعوقات نجاح في حد ذاته.

الفكرة الخامسة: إجعل أهدافك معقولة قابلة للتحقيق لأنك إذا بدأت شيئا لايمكنك انهاؤه فستصاب بخيبة أمل وإحباط، وقد يتهمك الآخرون بأنك سريع التقلب والتغير.

الفكرة السادسة: علّم ابنك مهارة التفكير بنفسه، فعندما يسألك عن حل مشكلة اسأله عن الطريقة المناسبة لحلها؟ وامنحه الفرصة وسيتعلم تجاوز المآزق بالمحاولة والخطأ.

 

سميــة جلال/ إداري تسجــيل – مركز الفجيرة لخدمة المتعاملين

مواقف وعبر من الحياة

مليئة هي حياتنا بالكثير من المواقف، منها ما يتكرر ويمرّ في كل مرة كعابر سبيل ولا يترك فينا أثراً ملموساً، ومنها النادر الذي يلامس شغاف القلب ويستحيل نسيانه، ويظل عالقاً في الذاكرة كطيف جميل نتمنى لو يعود.

وفي مقالتي هذه أروي لكم كموظفة في هيئة الإمارات للهوية موقفاً مررت به في إطار طبيعة عملي في خدمة المتعاملين، ولم استطع نسيانه بالرغم من مرور عامين على حدوثه.

فذات صباح يوم عمل جديد استعددت له بكل ما أملك من رحابة صدر باعتباري موظفة جديدة لا أزال في مرحلة التدريب، حيث كانت أولى محطات عملي في قسم الاستقبال وهو الواجهة الرئيسية للمركز التي لا يستطيع المتعامل أن يكمل إجراءاته إلا بعد المرور فيها للتأكد من نوع معاملته وتوفر الوثائق المطلوبة  لديه ليتم بعد ذلك إرشاده الى المحطة الخاصة لإنجاز معاملته، أقول، في ذلك الصباح مع بدء الضجة وارتفاع وتيرة تردد المتعاملين فوجئت بمتعامل يقف أمامي عابس الوجه وقد تملكه الغضب ويلقي عل سؤالاً كالسهم قائلاً:  ما اسمك؟ فأجبته: اسمي راية، فرد علي بعبارة جارحة قائلاص: “رايتك سوداء”.

رغم تجاوزه الحد المقبول إلا أنني حاولت جاهدة أن أكتم غضبي وأن أسيطر على رد فعلي وأعرف سبب غضبه، حيث تبين أنه لم يستلم بطاقة الهوية الخاصة بابنته رغم مرور مدة طويلة على إنجاز معاملتها، فطلبت منه أن يرافقني الى المسؤول الذي سيساعده في حل المسألة.

لقد دخلت للوهلة الأولى في تحدًّ مع الصراع الداخلي الذي انتابني للوهلة الأولى بين أن أساعده وأستوعب غضبه وبين أن أتقدم بشكوى لأنه أساء إلي، لكني آثرت الخيار الأول حيث مرّ اليوم كسابقاته من الأيام ونسيت الموضوع.

وبعد يومين انتقلت للتدرب في قسم خدمة الرد على الهاتف وهو المكان الذي يتطلب من الموظف أن يحاول قدر الإمكان الرد على جميع استفسارات المتصلين، حيث تلقيت اتصالاً أدهشني حين سألني أحدهم عن الموظفة راية، فأجبته “تتحدث معك كيف يمكن أن أقوم بخدمتك فكان جوابه:”التمس منكٌ عذراً عمّا بدر مني تجاهك قل يومين، ووالله إن رايتكٍ بيضاء وستظل دائماً كذلك بإذن الله، ولقد أسأت إليك وعاملتكً بأسلوب قاس ولم تردي علي بمثله، وأودّ أن أعرب لك  عن شكري وامتناني على ردك الإساءة بالإحسان.

أجبته: لقد نسيت الأمر وكأن شيئا لم يحدث، فشكرنيً مرة أخرى، وكم كان وقع اتصاله كبيراً في نفسي وكأنه أزال سهماً جارحاً رماني به قبل يومين.

 إن من يستعرض سير الأنبياء والصالحين، يجد أنَّهم ما بلغوا مراتبَ الكمال من العلم والإيمان إلاَّ بصدقهم وبعفوهم وصَفحهم، فقد كان من أخلاقهم وصفاتِهم العفوَ عمَّن أساء إليهم قولاً وفعلاً، حيث قدّموا للإنسانية دروساً في التربية الحقَّة على معاني الأخلاق الفاضلة السامية، فهذا نبي الله  يوسف – عليه السَّلام – بعد ما لقيه من إخوته من حسد وكيد وافتراء وتآمر للتخلص منه، يقابل ذلك كلَّه بالإحسان والعفو، بل والدعاء لهم بالمغفرة، في الوقت الذي كان بإمكانه وهو سُلطان بيده النفوذ والقوة والأمره المطاع، أن يوقع بهم أشدَّ أنواع العقوبة، لكنه عفا عنهم، وهو من كمال الإحسان أنْ يعفو الإنسان عن قدرة واقتدار.

راية هلال الدرمكي/ إداري تسجيل – مركز الفجيرة لخدمة المتعاملين

إفشاء السلام

جميلة تلك الكلمات التي يملأ صداها الأجواء عند الالتقاء، كلمات صغيرة تحمل الكثير من معاني المحبة والمودة والألفه والسلام، ويكفيها فخراً أن الله تعالى ذكرها وحض عليها في كتابه الكريم، وجعلها تحية أهل الجنة والنعيم حيث قال سبحانه:”دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم  أن الحمدلله رب العالمين” (سورة يونس، الآية 10).

كما حثّ الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلّم على إفشاء السلام والمحبة كسبيل لدخول الجنة حين قال لأصحابه “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم” (رواه مسلم)، وهو ما اقتدى به مجتمع الإمارات كله، حيث نشأ وبني على فضيلة إفشاء السلام من خلال تبادل تحية الإسلام.

فالإماراتي ومنذ أن منذ أن تبصر عيناه النور، يسمع كلمة السلام مرات عديدة في كل يوم سواء داخل الأسرة أو بين الجيران أو في الطريق إلى المدرسة، وقد اعتاد أن يلقي التحية على من يعرف ومن لا يعرف، بحيث يكبر وتكبر معه هذه الفضيلة حتى أصبحت ملازمة له في كل مكان،  في عمله وبين أصدقائه وزملائه وفي حضوره لأي مجلس أو وجوده في أي مكان.

ومما يؤسف له أنّ الحرص على هذه الفضيلة بدأ بالتراجع شيئا فشيئا، بحيث أصبح الشخص منا لا يلقي السلام إلا على معارفه، فإن وجدوا في مكان عام خصّهم دون غيرهم، الأمر الذي يغيّب ما تحمله كلمات السلام من معان جليلة، تدخل الطمأنينة والسكينة على القلب، ولنا أن نتخيل عالماً يخلو من المودة والمحبة بسبب غياب السلام، كيف سيكون حاله، وكيف سيعيش الناس فيه ، وما هي الشريعة والقانون الذي سيحكم العلاقات بينهم، والتي لا شكّ بأنها ستكون شريعة الغاب التي يأكل فيها القوي الضعيف.

وهذه دعوة لكل زميل وزميلة في هيئة الإمارات للهوية، ولكل من يقرأ هذه الكلمات بأن نحرص جميعاً على المحافظة على وصية رسولنا الكريم، وأن ننشر المحبة والمودة بيننا وأن نحافظ على أصالة ونقاء مجتمعنا ونسمو به إلى العلا ليظل مجتمع الفضيلة من خلال المبادرة إلى إفشاء السلام وإلقاء التحية في كل مكان وزمان، وعلى كل الأنام عرفناهم أم لم نعرفهم.

 

إيمان أحمد المرشدي/ اداري تسجيل- مركز الفجيرة لخدمة المتعاملين

ماهي ملاحظاتك؟

الغاء

ماهي ملاحظاتك؟

واجهتني مشكلة تقنيةلم أتمكن من إيجاد المعلومات المراد الحصول عليهاالمحتوى غير مفهومسبب آخر
الغاء