ممّا لا شكّ فيه أنّ أخلاقيّات العمل الإيجابيّة لها أكبر الأثر في تمكين أيّة مؤسّسة من السير بثقة والوصول إلى برّ الأمان، كما أنّ لها تأثيراً بالغاً على الكفاءة والفاعليّة مما ينعكس إيجاباً على تحقيق الأهداف المرجوّة وبشكل سليم.
أخلاقيّات العمل هي منظومة متكاملة من القيم والمعايير التي يعتمد عليها الأفراد في التمييز بين ما هو جيد وما هو سيّىء.. ومعالجتنا في هذه النافذة ستركز على الأخلاقيّات الإيجابيّة التي تنعكس بشكل إيجابيّ على سير العمل.
أخي الموظف .. أختي الموظفة:
إنّ السلوك الإيجابي يجعلك تصنع الفرق في مسيرتك الوظيفيّة.. فأنت من يصنع بيئة العمل الإيجابية.. ويُرسّخ الثقافة المؤسسية الجيّدة.. كما أنّ العمل بإخلاص وتفان.. وتأدية الواجبات الوظيفيّة بكلّ دقة هو في حدّ ذاته تطبيق لمنهاج الإدارة الإسلاميّة.. وأمانة في عنق الموظف.
ونحن اليوم في هيئة الإمارات للهوية نريد أن نُسهم.. وبفاعليّة.. في إيجاد البيئة الصحيّة والسليمة.. البيئة التي تتوافر فيها جميع مقوّمات النجاح وعناصر التميّز.. والتي تجعلنا في مصاف الناجحين والمتميّزين.
سلوكيّات العمل الجيّدة تمنح هيئتنا الموقرة فرصاً أفضل للنموّ.. والمبادرة في تطوير الذات.. ولا ننسى أن تحلّي الفرد بسلوكيّات إيجابيّة جيّدة قد يمنحه في وقت ما فرصة مناسبة للقيادة.
أخي الموظف .. أختي الموظفة:
لا بدّ من إعادة تشكيل النفس.. ومواصلة رحلة التغيير نحو الأفضل.. وانتهاج النهج السليم في التعامل الراقي.. الداخلي منه أو الخارجي.
مسؤوليّاتكم كبيرة في توجيه وتعليم من حولكم.. وتشجيعهم نحو تطوير أخلاقيات النفس.. تجسيداً لشعوركم الصادق بحجم المسؤوليّة الملقاة على عاتقكم.. ووعيكم لطبيعة وحجم الدور الذي تساهمون فيه من أجل وطننا الحبيب.
أخي الموظف .. أختي الموظفة:
التحلّي بالأخلاق الحميدة.. والتشبّث بالمبادئ الراقية.. والقيم الأصيلة.. والقواعد السليمة .. طريقنا نحو الخير والنجاح والتميّز.. بإذن الله تعالى.
وفقنا الله سبحانه وتعالى جميعاً لخدمة هذا الوطن الغالي.
Author: Anas Abo Khaled
حملة.. لا للهواتف أثناء القيادة
ملاحم الحوادث التراجيدية تجعل الإنسان أمام خيارين.. إما أن يموت مضرجاً بدمائه، تاركاً خلفه قلوباً مفجوعة، ودموعاً مسفوحة، أو أن يعيش هانئاً مطمئناً منعماً بعلاقات عائلية وإنسانية بلا دموع.
الحوادث الدامية التي أزهقت أرواحاً، وخلفت جراحاً، وأفقدت الوطن أغلى ما يملك، تجعل من الضروري أن تكون هناك يقظة، وأن تكون هناك هبّة لإيقاف النزيف ومنع التجريف للأرواح والأجساد…
لا بد من وقفة مع الضمير، ولا بد من محاسبة تضع الأمور في نصابها الصحيح، وبعض الشباب عندما يريدون أن يركبوا موجة التهور ويجمحوا باتجاه السرعات الفائقة يقولون إن الموت حق ولا مهرب من القضاء والقدر.. ونقول اللهم لا اعتراض، ولكن هل يستطيع المنتحر عندما يقدم على مشروعه الجهنمي أن يقول إنه سيموت بانتحاره موتاً طبيعياً وقضاء وقدراً؟
ما يفعله بعض شبابنا عند استخدامهم للهواتف النقالة ويقودون سياراتهم بسرعة تكاد تكون أسرع من صوت الناصحين والمحذرين والمؤنبين، هو في الحقيقة انتحار مبطن بأساليب وأعذار مختلفة، لكن النتيجة واحدة.. الأمر الذي يجعلنا نشد على أيدي شبابنا الذين يقودون وبسرعة فائقة حملة مضادة، موضحين لإخوانهم من شباب الوطن أن استخدام الهواتف أثناء القيادة هو طريق إلى الهلاك، وهو استخدام في غير موقعه يؤدي إلى الموت لا محالة.. نصائح تعبر عن وعي مجتمعي، خاصة في فئة الشباب اليانع وهذا ما يدفعنا لأن نشجع الآخرين على أن ينضموا إلى هذه الكوكبة المضيئة في فضاء المجتمع ويضعوا قدراتهم الفائقة في استخدام “فيسبوك” و”تويتر” في كل ما يخدم الناس ويحمي المجتمع من الفقدان…
نشد على أيديهم ونقول لهم إن ما يقومون به هو عمل وطني جليل ونبيل يستحق التقدير والإشادة، لأن هذه الأدوات لأجل خدمة الناس ولأجل أداء أعلى جودة يستفيد منه المجتمع.. فجهودكم يا شباب الوطن مشكورة ومقدرة ولها عندنا كل التبجيل والاحترام، وإن ما تقومون به ثقافة جديدة يجب أن يكون لها دور فعال في إزاحة اللغط وتصحيح الغلط وتخفيف الشطط لدى بعض الشباب لنحمي بلدنا ونوفر طاقات شبابنا لأجل البناء ورفعة شأن الوطن…
اليوم وبعد الخسائر الفادحة التي تكلفها الوطن، نجد في هذه الحملة المباركة من جهة شبابنا حملة الحب والوفاء ورد الجميل لوطن أعطى إلى ما لا نهاية، وسخر جل الإمكانات من أجل إسعاد الإنسان، فيجب أبداً ألا نكافئ وطننا بهذه الانكسارات المفجعة…
نقول لشباب الحملة الإعلامية الرائعة، عافاكم الله وأبقاكم ذخراً وسنداً لهذا الوطن المعطاء، وما نريده ونتمناه هو المزيد من الجهد وتكثيف العمل لأجل ترسيخ واقع ثقافي جديد ومرهف يغير من ثقافة العنف ضد النفس ويغير من تقليد سابق أصبح مكروهاً وبغيضاً، لأنه أفقدنا أعزاء على نفوسنا وخسرنا به أرواحاً غالية علينا.. نسأل الله الحماية لشبابنا ونتمنى لهم حياة تسعدهم ولا تشقيهم.
حملة «أتعهد»
«أتعهد»، حملة شعبية تطلقها «الإمارات اليوم»، استكمالاً للحملة غير الرسمية التي أطلقها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة على الإنترنت، بهدف الحثّ على التوقف عن استخدام الهواتف النقالة، وتحديداً كتابة الرسائل النصّية، سواء عبر الهواتف الذكية أو العادية، أثناء قيادة السيارة، بهدف وقف نزيف طاقات الشباب المهدورة بسبب الحوادث المرورية المميتة الناجمة بشكل مباشر عن هذه العادة السيّئة التي ظهرت في السنوات الأخيرة، وتفاقمت، وانتشرت، وحصدت أرواح شباب هم في سنّ العطاء، وهم ثروة هذا الوطن التي لا يمكن تعويضها.
الحملة تجرّب التوعية وسيلة للوصول المباشر إلى الأهداف، بدلاً من الحثّ على العقوبات فقط، فالشاهد أن كثرة المخالفات لم تصل بنا إلى حلول ناجعة لمعضلات السرعة والقيادة المتهورة، ومع ذلك لانزال نجرّب هذا الأسلوب بقوة وتوسع، من دون أن يكون مدعوماً على المستوى الوطني بنهج توعويّ ناضج ومدروس، فالمخالفة لا تنقذ روحاً، وأضرار الهدر في الطاقات البشرية تفوق المبالغ المالية المفروضة جزاءات على المخالفين.
حملة «أتعهد» تستجيب للخطر المحدق في شوارعنا، وتخاطب في الناس الوعي قبل الخوف من العقوبة، وتستحث فيهم الضمير الإنساني أولاً، وميزة هذه الحملة، أنها ستكون نابعة من قناعات الناس، من دون أية ضغوط أو حوافز أو مخالفات أو مكافآت، هي حملة تركز على القناعة الذاتية، من خلال تعهد بسيط يوقّع عليه الشاب أو الشابة، الصغير والكبير، المعروف والمغمور، يلزم به نفسه بعدم الانشغال بالهاتف النقال أثناء القيادة، وبذلك يكون قد انضم إلى الحملة، بعد أن يوقّع على هذا التعهد، ويرسله إلى الموقع الإلكتروني للصحيفة، أو الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية أو مؤسسة الإمارات للاتصالات، اللتين رحبتا بفكرة الحملة وقررتا رعايتها ودعمها.
من يملك القدرة على الالتزام بعهد قطعه على نفسه، فهو مشارك في الحملة، ومن لا يريد فلن نستطيع إجباره، كما لن تردعه أيضاً مختلف الحملات، أو حتى تشديد العقوبات، فالقصة كلها تعود إلى القناعات الداخلية للإنسان، وإن استطعنا الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين والمقيمين، واستطعنا إقناعهم والحصول على تواقيعهم التي تعني بالضرورة التزامهم، نكون قد حققنا نجاحاً فعلياً، فلا رادع للإنسان أكثر من وعيه وضميره، ولا يستطيع أحد أن يُخضع الإنسان لشيء ما، بقدر اقتناعه الداخلي، وهذا ما تسعى إليه الحملة.
هي حملة عامة وشاملة، سنحاول الوصول بها إلى كل مواقع الشباب الحقيقية والافتراضية، في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى المواقع الإلكترونية، في الجامعات والمدارس، وهي مفتوحة للجميع، كل الجهات والوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة تستطيع الإسهام والمشاركة، عبر نشر الفكرة والترويج لها، وجمع التواقيع لزيادة شريحة المتعهدين والملتزمين.
صحيح أننا سننطلق بدعم ورعاية وزارة الداخلية، لكن جميع الوزارات الأخرى مدعوة إلى الانضمام، فالمسألة تهم الجميع، وهي مسؤولية الجميع، ونشر الوعي والثقافة المرورية مهمة الجميع، لأنها في النهاية خدمة مجتمعية يستفيد منها الجميع، لأن ضحايا الحوادث المرورية هم أبناؤنا وإخواننا، وخسارة أي شاب هي خسارة للوطن، فلنعمل معاً على وقف نزيف أرواح أبناء الوطن، بسبب حوادث يمكن تلافيها.
إنتباه مفقود
مع كل حوادث السير والمآسي التي تقع يومياً إلا أن البعض يظن نفسه بمنأى عن كل ذلك، وأن بإمكانه السيطرة على نفسه ومركبته والآخرين والطريق، وهو يتحدث عبر هاتفه المتحرك أو يطالع رسالة نصية أو يكتب أخرى، أو بينما ينشغل بمطالعة أوراقه أو النظر في شاشة مركبته، حتى يقع خطأ بسيط في ثوان معدودة حينها يدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه، لكن في أحيان كثيرة لا ينفع الندم ولا يمكن التراجع، لأن ما نعتقد أنه أمر صغير يمكننا السيطرة عليه يتحول إلى بلاء كبير لا نستطيع الفكاك منه.
سيارات اليوم مجهزة بكل أنواع الترفيه، وإن لم توجد فيها تلك الأجهزة فبإمكانك شراؤها بأرخص الأثمان، لتجد في سيارتك وبمبلغ لا يتجاوز الألف درهم جهاز عرض للخرائط والفيديو والموسيقا والتلفزيون وحتى الصور، إلى جانب هاتف متحرك يعرض لك آخر الرسائل النصية، ويتيح إمكانية الرد عليها، إلى جانب كاميرات تطلعك على ما يدور حولك وتوضح لك السيارات القريبة منك وحركتها.
كل تلك الأمور تسهم بلا شك إلى جانب جهاز البلاك بيري في تشتيت انتباه السائق وانشغاله بأمور أخرى غير الطريق، مما يضعف تركيزه، إذ بات ملاحظاً هذه الأيام كثرة السيارات التي تسير بلا هدى، وتتهادى بين المسارات بلا تركيز ويكاد أصحابها يرتكبون حوادث مرورية لولا استخدام آلة التنبيه لردعهم وإعادتهم لحالة الانتباه.
قبل أن نطالب بحملات مرورية أو قوانين رادعة علينا أن نتعاون مع روح العقل والمنطق ونصلح من أحوالنا ونتنبه لسلوكياتنا الخاطئة حتى في حق أنفسنا، بالتأكيد لا يتمنى الواحد منا أن تنتهي حياته بسبب مطالعة رسالة نصية أو النظر في أخرى عبر البلاك بيري قد تكون رسالة تافهة تودي بصاحبها إلى الهاوية، وقد يأخذ في طريقه أناساً أبرياء لا حول لهم ولا قوة سوى التواجد في تلك اللحظة في المكان الخطأ، لو تعاطت القوانين مع كل السلوكيات وما يستجد فيها لتحولت إلى مجلدات عملاقة لا يمكن فتحها إلا بآلات ضخمة أو بكوادر أو بتقنيات حديثة للبحث فيها لكن الأسهل من كل ذلك هو أن نحصن أنفسنا وندرك حقيقة تصرفاتنا وخطورة ما نتصور أنه سلوك عادي قد يتسبب لنا ولأهلنا ومن حولنا في مأساة.
جميل أن نمتلك أحدث أدوات التكنولوجيا وأكثرها تطوراً ولكن الأجمل أن نحسن استخدامها ولا نحولها إلى وبال أو خطر يتهددنا كل لحظة بل ومصدر ازعاج للمحيطين بنا.
أفضل خمسة طرق تجعلك سعيداً في عملك
الشعور بالسعادة أمر صعب المنال في معظم الأحيان وذلك يرجع لعدة أسباب في مقدمتها الظروف والعقبات التي قد تواجه الإنسان ، وتعكر عليه صفو حياته, ولكن حديثنا فى هذا الموضوع سيكون عن نوع أصعب من السعادة ألا وهي السعادة في بيئة العمل.
الشعور بالسعادة داخل مكان العمل من أكثر الأمور طلباً من الموظفين, فهناك عدد كبير للغاية من الأشخاص من يعملون من أجل لقمة العيش والحياة الكريمة ولكنهم لا يشعرون بالسعادة داخل عملهم ويعود هذا لعدد كبير من الأسباب قد تكون بسيطة فى بعض الأحيان مثل عدم وجود مكيف هواء فى المكان.
وحسبما يرى كثير من الخبراء أن الشعور بالسعادة الداخلية لدى الموظف يزيد من قدرته الإنتاجية وكفاءته فى العمل, وبالتالي فإن الشركات الناجحة هي من تستطيع توفير سبل الراحة والسعادة لموظفيها ، وهذه السعادة ليس المال فقط ولكنها تعتمد على مدى الراحة النفسية للموظف داخل مكان عمله.
وفي هذا الإطار, قامت صحيفة “وول ستريت جورنال” بالتعاون مع احد المراكز المتخصصة في إجراء الإستقصاءات المتخصصة فى مجال العمل, بإجراء استقصاء عن السعادة داخل مكان العمل وظل الباحثون يجمعون المعلومات منذ عام 2006 حتى الشهر الماضي وضمت الدراسة 9 آلاف شخص من جميع أنحاء العالم.
وقالت النتائج الأولية للدراسة أن الموظفين الأكثر سعادة في أعمالهم, عملوا ضعف المدة التي عملها زملائهم الأقل سعادة, وقضوا ضعف المدة أيضاً مركزين على مهامهم المطلوبة منهم في مجال العمل, وأخذوا اجازات مرضية أقل عشر مرات من زملائهم, ويؤمنون أنهم يحققون أهدافهم بنسبة ضعف ما يشعر به الآخرون.
وقال منظمو الإحصائية أن الموظفين الذين يشعرون بالسعادة يكونوا قادرين على حل المشكلات بصورة أسرع, كما أنهم أكثر إبداعاً ويمكنهم التكيف مع التغيير بشكل أسرع ويطورون من أنفسهم بشكل أكبر ويحققون أهدافهم على المدى البعيد بنجاح.
والآن عزيزي القارئ تقدم لك الدراسة خمس طرق لتحقيق السعادة فى مكان عملك وهي كالتالي:
1. “المساهمة “
وهي ترتبط بالدرجة الأولى بما يفعله الموظف داخل عمله وبكل أنشطته التي يمارسها فى مكان العمل مثل إيجاد أهداف محددة والتحرك الإيجابي نحو تحقيقها ،والتحدث عن أمور من شأنها الإسراع في الوصول إلي هذه الأهداف والظهور علانية عند تحقيق إحداها.
وتقول الدراسة أن الموظف يشعر بالسعادة البالغة عندما يجد قدراً من التقدير من رئيسه وزملاؤه في العمل, ولذلك فإن الأمر ليس مقتصراً على توضيح ما تفعله ولكنه مرتبط بالبيئة التعاونية بين زملاء العمل.
وفي هذه النقطة يقول دانييل والش نائب مدير إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال المواصلات والنقل “كنت دائماً أركز على أهدافي ومهامي وسبل تحقيقها في بداية مشوار عملي وحققت نتائج مرضية لنفسي ولكن كان علي التوقف قليلاً من أجل إشراك زملائي بالعمل فيما أفعله”.
وأضاف “الآن أحاول خلق بيئة عمل يكون فيها الجميع سواسية ويشعر الموظفين أن آرائهم ورؤاهم ذات أهمية, وأقدر كل ما يقدمونه من أجل تطوير العمل داخل المؤسسة لأنني لا يمكنني القيام بوظيفتي بمفردي دون زملائي”.
2. “الإدانة “
وتأتي الإدانة هنا بمعناها الإيجابي حيث أنها تصلح في الأوقات الجيدة والسيئة أيضاً وهي المفتاح عندما تسوء الأمور حيث يمكن للموظف تجديد طاقته والتحرك نحو الخروج من المواقف الصعبة.
وطريقة تفعيلها هو أن يظل الموظف دائماً متمسكاً بالشعور بأنه مرن وكفء وفعال, حيث أظهرت الدراسة أن الأشخاص الطبيعيين يكونون أكثر فاعلية وكفاءة مما يعتقدون ولكنهم لا يعلمون كيف يستغلون هذه الكفاءة.
حيث قال آدم بار المدير التنفيذي لشركة ويليامز فورميلا وان أن سائق سيارة السباق إذا أنه مميز وعليه القيام بعمله على أفضل شكل عندما يحاول الخروج من سيارته عندما يجد نفسه فى سبيله للصدام فإن الأمور تتخذ شكلاً مختلفاً تماماً.
3. “الثقافة “
السعادة فى مكان عملك يمكنها أن تصل إلى أقصى حدودها عندما يكون الموظف ملماً بالثقافة المؤسسية الخاصة بعمله, فعندما يعمل شخص في وظيفة خاطئة تكون القيم الوظيفية ذات أهمية متدنية لديه ويفقد سعادته.
ولكنه على النقيض تماماً عندما يكون مثقفاً وملماً بكل أوجه عمله يشعر بالسعادة عندما يجد نفسه متأقلماً مع زملاؤه فى العمل.
4. “الإلتزام”
الالتزام مهم للغاية في مجال عملك لأن الالتزام ينبع من اهتمامك بأداء وظيفتك, وشعورك بأهمية العمل الذي تقوم به وهو يعود عليك بالفائدة فكلما كنت ملتزماً حصلت على التقدير المطلوب من مؤسستك التي تعمل بها واحترام رؤسائك بالعمل.
وبالنسبة للمدراء فإن التزام المدير يدفع الموظفين للالتزام أيضاً ويجعلهم مدركين لأهمية العمل بجهد أكبر من أجل تطوير العمل.
5. “الثقة بالنفس “
تعتبر الثقة بالنفس حجر الأساس للعناصر الخمسة للشعور بالسعادة فى العمل ، ولكن لابد أن تكون الثقة معتدلة لأن القليل منها لا يجدي نفعاً والكثير منها يتحول إلى إحساس بالغرور والقرارات المنفردة.
والثقة بالنفس مهمة للغاية لأنها تجعل الشخص مستعداً لأخذ قرارات مصيرية ومواجهة المخاطر التي قد تسببها هذه القرارات ، ولا يمكن أن تكون المؤسسة واثقة من موقعها طالما لا يشعر العاملون بها بالثقة فى أنفسهم.
وفي النهاية تعتبر هذه العناصر الخمسة نظام موحد يتبع في نفس الوقت, بمعنى أنه إذا حدث خللاً فى أداء إحدى هذه العناصر تأثرت الأخرى, فعلى سبيل المثال إذا كان التزامك ليس بالدرجة الكافية فإن إسهامك فى العمل سيتأثر سلباً, وكذلك إذا كانت المساهمة ضئيلة فستكون الإدانة ضعيفة خاصة الجانب المحفز منها.
مواطن غير ملتزم
إذا كان الالتزام مطلوباً من الجميع، فهو مطلوب من المواطن أولاً وقبل غيره . هذا واجبه أساساً، ويفترض أن يكون القدوة لغيره، فلماذا وضع المواطن وربما يوضع حتى الآن في الصورة النمطية المغايرة، باعتباره عدو الالتزام، أو أنه لا يقوى على الالتزام طويلاً؟
أثبت المواطن أنه قادر على العمل في كل مواطن، وأنه كفوء لاكتساب التجارب والخبرات، لكن لا دخان من غير نار، وقد أسهم بعض المواطنين، والتبعيض غير التعميم، في رسم الصورة غير الصحيحة، وبعث رسالة خاطئة عن المواطنين في أماكن العمل خصوصاً وفي المجتمع عموماً، بعض المواطنين لا يلتزم أبداً، يشوه للأسف، المشهد العام، وفي ذلك ظلم أكيد لكنه واقع .
من المواطنين من يتعامل مع الدوام، كما يتعامل مع آلة صماء، فلا ابداع أو روح، ونتيجة ذلك فهو يرضى بواقع الحال، فلا يسعى إلى تميز أو ترقية، وهو بذلك يظل راضياً بوضعه وقنوعاً سنواتٍ وعقوداً طويلة .
ومنهم من لا يعترف بالدوام أساساً، يأتي متأخراً ويذهب مبكراً، ومنهم من يحرص على الاستئذان لقضاء أغراض شخصية بشكل شبه يومي، هذا كله حقيقي وموجود ومن الصعب إنكاره، إلى حتى تستمر هذه الفئة في غيها وغفلتها وعدم التزامها؟
وكيف تتعامل إداراتها معها؟
الالتزام أساس الوظيفة، والشخصية غير الملتزمة بالمعنى الايجابي خطر أكيد على المجتمع وتقدمه وسلامته . على هؤلاء تذكر أنهم مرصودون، وأنهم موضع تساؤلات دائمة من زملائهم الملتزمين أي الأكثرية .
الالتزام ليس هواة اختيارية بحيث يمارسها البعض وينأى البعض الآخر عنها بنفسه . الالتزام واجب يقع على الجميع ولا استثناءات .
“عيديّتي” لكم ..
كل عام وأنتم بألف خير..
تقبّل الله صيامكم وقيامكم
في السنوات الأخيرة، أسمع من بعض الأصدقاء كلمة: العيد تغيّر.. ولم يعد كما كان في السابق..!
من الذي تغيّر؟!
العيد أم نحن؟
هل سألنا أنفسنا لماذا أصبحنا لا نشعر بحلاوة العيد كالسابق.. يوم كنا صغاراً ؟
لنجرّب أن نعيش فرحة العيد الحقيقيّة وبعدها نقرر إن كان العيد قد تغيّر أم نحن من تغيّر .
وهذه العبارة كثيراً ما نسمعها من الشباب.. وبخاصة من الذي يستيقظ من النوم بعد الساعة التاسعة من صباح يوم العيد.. مفوتاً على نفسة صلاة العيد في المصلّى.. ومضيّعاً فرصة تهنئة أقاربة وأصدقائة والمصلين بقدوم العيد.
لماذا نهنئ بعضنا بالعيد أصلاً ؟؟
إنّه الإحساس الرائع والشعور الجميل بأننا عملنا عملاً طيّباً خلال أيام شهر رمضان الكريم.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبّله منا.. “عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ..”
أين تكمن السعادة؟
اجعل السعادة في وجوه كبار السن.. عندما تكون أنت سبباً لها بوجودك معهم وبينهم.. تزورهم وتقبّلهم.
واجعل السعادة في وجوة الأطفال عندما تكون أنت سبباً لها.. من خلال بعض الكلمات.. وقليلاً من الدراهم (العيديّة).
والسعادة أيضاً من خلال وجودك بين أهلك.. وأنت تشعرهم بأنك فضلتهم على كل شئ.. واخترتهم لتقضي إجازة العيد معهم وبينهم.
جرّب أن تكون واقفاً بجوار والدك وإخوانك في صلاة العيد.. كتفك بكتفهم..
جرّب إسعاد كبار السن قبل الصغار.. فهم لا يحتاجون منك سوى الكلام الطيب..
جرّب أن تعطي عائلتك كلّ وقتك.. فهم يستحقون منك ذلك.. وحينها ستعرف بأنّ العيد لم يتغيّر.
كلّ عام وأنتم بألف ألف خير.
السادس من أغسطس
في السادس من أغسطس وُضعت أوّل لبنة من لبنات الاتحاد والتقدّم والنهضة والعمران، على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيّب الله ثراه”.
لقد سعى “رحمه الله” منذ توليه الحكم في أبوظبي إلى النهضة ببلاده، حيث احتوى أبناء هذا الوطن واحتضنهم برعايته وتوجيهاته حين قال:
“إنّ الآباء هم الرعيل الأول الذي لولا جلدهم على خطوب الزمان وقساوة العيش لما كتب لجيلنا الوجود على هذه الارض التي ننعم اليوم بخيرها….. إن الاتحاد ما قام إلا تجسيداً عملياً لرغبات وأماني وتطلعات شعب الإمارات الواحد في بناء مجتمع حرّ كريم يتمتع بالمنعة والعزة وبناء مستقبل مشرف ترفرف فوقه راية العدالة والحق وليكون رائداً ونواة لوحدة عربية شاملة “.
لقد نجح المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد في إرساء أسس التقدم باعتماده على ركيزتين قويتين في مشروعاته في التحديث:
أولهما: التخطيط والعمل والمتابعة والتنظيم والدينامية.
وثانيهما: الإمكانيات والإنفاقات التي تتيح نجاح عمليّات التطور.
ولم ينس “يرحمه الله تعالى” الإنسان والمواطن فقد كان اهتمامه الأوّل في تنمية الكوادر الشابة واعتماده في تطوير الوطن والنهضة به من خلال تطوير الكوادر البشرية، وفي هذا المعنى قال:
” إنّ الإنسان هو أساس أية عملية حضارية.. اهتمامنا بالإنسان ضروري لأنه محور كلّ تقدم حقيقي مستمر مهما أقمنا من مباني ومنشآت ومدارس ومستشفيات ..ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات فإن ذلك كله يظل كياناً ماديّاً لا روح فيه .. وغير قادر على الاستمرار إنّ روح كلّ ذلك الإنسان.. الإنسان القادر بفكره..القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كلّ هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها .”
” إن الدولة تعطي الأولويّة في الاهتمام لبناء الإنسان ورعاية المواطن في كل مكان من الدولة.. إن المواطن هو الثروة الحقيقية على هذه الأرض، وهو أغلى إمكانيات هذا البلد.. ولا تنمية للقدرة المادية بدون أن تكون هناك ثروة بشرية وكوادر وطنية مؤهلة وقادرة على بناء الوطن”.
“إنّ طريق نهضة الوطن سيظل دائماً يتطلب من كلّ فرد في هذا المجتمع بذل الجهود الشاقة لأجل أن تثمر جهودنا ثمارها.. ونسأل الله عزّ وجلّ أن يجعل التوفيق رفيق مسيرتنا لإدراك هدفنا الأسمى وتحقيق نهضتنا الشاملة .”
يرحمه الله تعالى ويتغمده في واسع الجنان،،
إنها لتغصّ الحناجر وتدمع العين لذكر والدنا الشيخ زايد يرحمه الله تعالى.
(اللهمّ إنّ زايد نزل بك وأنت خير منزول به، وأصبح فقيراً إلى رحمتك ورضاك وقه فتنة القبر وعذابه وآته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين).
صباح الخير توطين القطاعات
كتب “إبن الديرة” في عاموده الصحفي اليومي “صباح الخير”، بعدد جريدة الخليج ليوم الجمعة 5/8/2011، مقالاً بعنوان “توطين القطاعات”. ولأهمية المقال من وجهة نظر هيئة الإمارات للهوية، يعيد الموقع الإلكتروني نشره كاملاً تعميماً للفائدة.
وفيما يلي نصّ المقال:
لا توطن القطاعات كلها بالطريقة نفسها. الوسائل والآليات مختلفة، والنتائج بالضرورة متفاوتة، بسبب من طبيعة الوظائف والمهن. هذا في المطلق، لكن وجب الوقوف على هذه الملاحظات التي ربما اقتربت من الحقائق في مجملها ومفصلها، وهذا لا يتأتى إلا عبر تجاوز النظرات الانطباعية السريعة إلى الدرس الحقيقي والمعمق، بحيث يعرف كل قطاع مشكلاته ومعوقاته بالضبط. وبالتالي، يستطيع وضع خطته الخاصة، المناسبة لوضعه أكثر من غيرها.
يفترض أنه تراكمت لدينا الآن خبرة معقولة في قضية التوطين، وهذا يعني أننا لا نبدأ في كل مرة من الأول، وإذا عرف كل قطاع خطته بدءاً من المنطلقات وصولاً إلى الغايات، فستكون لدينا، في المحصلة، استراتيجية وطنية متكاملة، أو أقرب إلى التكامل، خاصة بالتوطين.
ومرة ثانية، أو عاشرة. التوطين مسألة استراتيجية من الطراز الأول ليست حكاية طارئة ولا مزحة. التوطين حكاية يجب أن نتذكرها كل يوم. صباحاً ومساءً وبعد الظهر. هذه حقيقة. كل الوقت للتوطين، حيث الأرقام مازالت خجولة، وحيث الخطط، للأسف، في ظاهرها على الأقل، خجولة.
المطلوب، وهذه مسألة مبدئية ألا نتناول التوطين باعتباره عنواناً عاماً وفضفاضاً. عندئذ لن نستطيع الامساك به. على العكس. هنالك توطين القطاعات، وكل قطاع له أرقامه ونسبه وظروفه وملابساته الخاصة، ومعوقاته الخاصة، وعلينا أن نشتغل بهذه الطريقة حتى نصل إلى نتيجة، ولا نخضع قضية التوطين الأساسية في بلادنا للمصادفات.
في القضايا من هذا النوع لا ينفع الخضوع للمصادفات، لأنه ببساطة شديدة، يؤدي إلى المفاجآت، ولن يكون جميلاً حين يستفيق بعض قطاعاتنا من سباته العميق، أو غفلته على الأقل بعد عدد من السنين، فيجد أن قطار التوطين فاته وفاته بكثير.
توطين القطاعات هو الحل، أو بعض الحل وأوله، شريطة التعامل مع هذا العنوان الضروري، والمهم بشفافية عالية، فهو قضية وطن ومجتمع ومستقبل وأولاد وأحفاد.
مكانة استثنائيّة ونموذج مضيء
إنّ اختيار صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “يحفظه الله ويرعاه” الشخصية الإسلامية لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم فى دورتها الخامسة عشرة، يُعدّ تجسيداً حيّاً للمكانة الاستثنائيّة للوالد والمربّي والقائد صاحب السموّ رئيس الدولة في الفكر وفي القلوب والعقول والوجدان.
القلم يعجز عن وصف درجة الفخر والاعتزاز وحالة الفرح والسرور التي نشعر بها نحن أبناء هذا الوطن المعطاء تجاه قائدنا ووالدنا بمناسبة فوزه المستحق بهذه الجائزة التي تأتي تتويجاً لمساهمات سموّه الجليلة في العمل الإنسانيّ والخيريّ.
مساهمات خيّرة ونبيلة ما زال نهر جريانها يتدفّق على أبنائه المواطنين داخل الدولة، كما يغمر فيض عطائها أفراد الأسرة الإنسانيّة من الفقراء والمحتاجين والمعوزين في مختلف أنحاء العالم.
صاحب السموّ رئيس الدولة هو نموذج مضيء من نماذج البذل والعطاء، وهو الأنموذج الحيّ والتجسيد الساطع لمدرسة المبادىء الخالدة التي أرساها المغفور له بإذن الله تعالى الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسّس دولتنا وباني نهضتها الحديثة.
إنّ اختيار سيّدي صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، “يحفظه الله ويرعاه” الشخصية الإسلامية لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم هو درس بليغ لنا نحن جيل الأبناء من مواطني هذا الوطن الغالي، درس نتعلم منه معاني العطاء المخلص، ومنه نستلهم روح القيم النبيلة التي يجسّدها سموّه يحفظه الله، والتي يريد لنا سموّه أن نتشبّث بها.. وندافع عنها.. ونجسّدها واقعاً مشرقاً في حياتنا.
من أعماق قلوبنا نبارك لسيّدي صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، “يحفظه الله ويرعاه” هذا الاختيار المستحَق.. كما نهنّىء أنفسنا، وطناً ومواطنين، بقيادته التاريخيّة.. وبحكمته الصافية.. وبأبوّته النادرة التي تفيض حناناً.. وعطاء على الجميع.
صفحاتنا للتواصل الاجتماعي