الخطأ متوقع تماماً. هذه حقيقة أكيدة، فلا مكان لمن ينكرها أو يكابر، فالخطأ وارد خصوصاً في الأوساط التي تعمل، فكل من يعمل معرض للخطأ كما هو معرض للصواب. طبعاً الخطأ بمقدار، والمطلوب تكريس هذا الاعتبار في الإمارات، فلا يجوز التبرؤ من الخطأ مطلقاً، كما يحدث في بعض المؤسسات، ومن قبل بعض المسؤولين للأسف. وزراء ورؤساء تنفيذيون يتنصلون من الخطأ المؤسسي، وكأنهم هم بأشخاصهم مسؤولون.
ونريد تكريس وعي الاعتراف بالخطأ، ما يرتب مفهوم النقد الذاتي، وهو ليس جلد الذات، وإنما الوقوف معها، وتأمل الحالة، والانطلاق منها إلى الإصلاح، وإلى المستقبل الأفضل.
في التعامل مع الصحافة ووسائل الإعلام، يلجأ البعض إلى الدفاع التلقائي عن المؤسسة، ويبدو بعض الردود متشابهاً وكأنه مأخوذ عن بعضه بعضاً، والأصل التعامل مع كل واقعة في حد ذاتها. ولو تصورنا أن هذه المؤسسة أو تلك بادرت إلى الاعتراف بالخطأ، واعدة بتجاوزه، لاحترمها الجميع، بالمقارنة مع المؤسسة التي تدين دائماً وتشجب، ودائماً تكذّب ناقدها، فلا لكلامه صلة بالواقع، والمسؤول المذكور مثلاً في النقد مفترى عليه دائماً.
وذلك مما لا يستقيم مع فكرة العمل المؤسسي أصلاً، فالعمل يحتمل قدراً من الخطأ. والموظفون على اختلاف مستويات المسؤولية معرضون للخطأ، ولا من توقع نسبة خطأ ما في عمل العاملين، وإذا أخطأ موظف فالموضوع يتعلق به وحده، ولذلك فإن الثقافة التي يعتنقها البعض، حيث يعتبر نفسه كمسؤول عنوان الدفاع التلقائي عن أخطاء الموظفين، ثقافة عجيبة ويجب أن تراجع وتطوق حتى تزول.
من النقد الذاتي تبدأ الحركة نحو تجاوز الخلل، ومن قبول نقد الناقدين، والتعامل معه بموضوعية وشفافية ووضوح.
Author: Anas Abo Khaled
نضحك أم نبكي؟!
كان ذلك فحوى السؤال الذي انشغل بمتابعته آلاف المواطنين خلال الأيام القليلة الماضية، وهو السؤال الذي فاجأ به الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مجموعة من الشباب المواطنين خلال تقديم شرح لمشروع في جناح هيئة الماء والكهرباء بالمعرض الذي صاحب مؤتمر طاقة المستقبل الذي احتضنته عاصمتنا الحبيبة مؤخراً وحظي باهتمام ومتابعة خاصين من سموه. وقد كان سؤالاً مباغتاً من سموه، وهو يسألهم “ماذا سنفعل في آخر يوم نصدر فيه آخر برميل نفط؟، هل سنضحك أم سنبكي؟”. ووسط الدهشة التي عقدت ألسنتهم، أجاب سموه عن السؤال “بالتأكيد سنضحك”، وقبل أن يفيقوا من ذهول ومفاجأة السؤال والجواب، قال سموه “بالتأكيد سنضحك؛ لأن استثمارنا فيكم أيها الشباب”. وقد أشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في موقعه على “تويتر” لمتابعة تفاصيل مناسبة اللقاء والسؤال في المقال الذي كتبه رئيس تحرير موقع “مقالات دوت كوم”.
وفي السؤال والإجابة يتلخص مقدار الاطمئنان للمستقبل الذي حرصت قيادة إمارات المحبة والعطاء على توفيره لمواطنيها، وهو اطمئنان لم يبن من فراغ، بل كان ثمرة رؤى استشرافيه، كان الهاجس الأول فيها الإنسان ولأجل الإنسان. ومن هنا كانت كل تلك الخطط توجه لأجله، وللاستثمار في الموارد البشرية التي تعد الأهم في هذا الوطن. وما زلنا نستذكر تلك المقولة الخالدة لسموه لدى احتفائه بعدد من شباب هذا الوطن، بعد أن حققوا إنجازاً يضاف لرصيد الإمارات من الإنجازات، عندما قال سموه “الاستثمار في عيال البلاد ما يخيب”.
إن سؤال وإجابة سموه، يحملان كل هذا القدر من الاطمئنان للمواطن على مستقبله ومستقبل أحفاده، وحاضره وغده، ويؤكدان رهان قيادة بلاده عليه، كإنسان، ومقدار الجهود التي بذلتها وتبذلها من أجله، في خطط وبرامج بتنويع مصادر الاقتصاد الوطني بحيث لا تقتصر على مورد وحيد قابل للنضوب. على الرغم من الدراسات العلمية التي أكدت حجم الاحتياطات النفطية الهائلة للإمارات والتي تستمر لعشرات العقود المقبلة. لقد كان استشراف المستقبل من الهواجس والانشغالات التي أولاها سمو ولي عهد أبوظبي، الكثير من الاهتمام والرعاية. ونستحضر هنا الدعوة التي أطلقها سموه في مجلسه العامر لدى استضافته عالماً متخصصاً للحديث عن أزمة المياه، حيث حث سموه العلماء على ابتكار تقنيات غير مكلفة تساعد سكان منطقة الجزيرة العربية التي لا يجري فيها نهر واحد في مواجهة أزمة المياه بعد خمسين عاماً من الآن. وكذلك الاهتمام الكبير الذي يوليه سموه لمشاريع الطاقة المتجددة والبديلة، والذي من ثماره مشروع مدينة “مصدر” التي تعد أول مدينة في العالم خالية من الانبعاثات الكربونية، وفي عاصمة دولة تعد لاعباً مهماً في صناعة وإنتاج النفط، وتحتضن مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “ايرينا”.
شواهد عديدة مضيئة تجسد جهود قيادة تستشرف المستقبل وتعمل لأجله بعد أن عززت الحاضر الباهي والمزدهر لأبنائها، الذين يحق لهم أن يضحكوا للمستقبل، ويفخروا بجهود قيادة صاغت بحكمة واقتدار أهم أدوات الاطمئنان للمستقبل، الإنسان الإماراتي.
علي العمودي
صحيفة الاتحاد
2012
اليوم الأول في السنة الجديدة. كل عام والجميع بخير، كل عام وبلادنا الإمارات بخير، والإمارات تقطف نتائج عهود أهلها المتطلعين دائماً إلى زمن أفضل، وإلى مستقبل أفضل. هذه هي السنة الميلادية الأولى بعد احتفال شعب الإمارات باليوم الوطني الأربعين، هذا هو اليوم الأول في السنة الجديدة. بهذا تجدد العبارة معناها وبريقها: “كل عام وأنتم بخير” لها معنى جديد مختلف. معنى مغاير ومفارق.
ليست عبارة وجدانية خالصة. نريد في السنة الجديدة استكمال المنجز، واستعراض الملفات غير المكتملة.
نريد سد كل نقص، والوصول إلى كل هدف، ونريد أن نتوقف لحظة ولحظات مع النفس. إن لدى كل منا خطته، مشروعه الشخصي، ولدى كل منا إسهامه ضمن المشروع الوطني، والمطلوب أن نعمل تحت مظلة الإخلاص والجدّية والحماسة نحو تحقيق الأهداف، فالأهداف تقترب وتتحقق في حالة العمل فقط. الكلام وحده على أهميته لا يقدم خطوة إلى الأمام، وأمامنا الغد المفتوح على أرحب الآفاق.
المطلوب العمل الواعي والعميق، وأن نحوّل كل أيامنا إلى أيام وطنية، وكل سنواتنا إلى سنوات وطنية، فلنعمل خصوصاً على استكمال ملفاتنا المهمة ما أمكن، وفي مقدمها التعليم والصحة وإسكان المواطنين. لنعمل أيضاً، وبقوة وثقة، على تحقيق هويتنا الوطنية، وعلى مواجهة عناوين كبرى على رأسها التوطين والبطالة والتركيبة.
المنجز واضح وكبير، وما يتطلب الاستكمال واضح، والمطلوب العمل في السنة الجديدة كما في السنة القديمة. في السنوات المقبلة كما في السنوات الماضية. المهم الالتفات إلى التجربة، وقراءتها وإعادة قراءتها، واستخلاص الدروس، والانطلاق إلى غد يليق بإمارات الخير بجناحين من القوة والثقة.
المنسحبون
المنسحبون غير المتسربين، هؤلاء يبقون في دائرة الفعل ولا يفعلون. يظلون على رأس العمل في المستويات كافة ولا يحركون ساكناً. قد يكون فيهم المسؤول الكبير والصغير. المدير الكبير والمتوسط. مدير الإدارة والقسم. بعضهم يستمرئ الغياب في صورته التقليدية، وهو حتى إذا حضر يغيب، وبعضهم يغيب دائماً وإن داوم من أول دقيقة حتى آخر دقيقة. لقد قرر الانسحاب وحسب.
والمنسحبون أخطر من المتسربين، فوجودهم لا يقف عند عدم الفائدة، وإنما يصل إلى الضرر، والضرر الجسيم. أبعد ممن يعدد أياماً ويقبض راتباً، وقد يشتغل بعضهم على الأعمال الخاصة وهو في مكتب الحكومة.
الموظف وحتى لو كان مسؤولاً من هذا النوع، يشيح بوجهه إلى الجدار كلما طرحت مسألة أو مشكلة ولا يتدخل لإنهاء معاملات الناس. تتجمع الملفات على مكتبه وفي الأدراج حتى تفيض ولا بأس. ينشغل بالهاتف عن المراجع الذي أمامه ولا بأس. يتواجد في الدائرة، داخل المبنى، لكن خارج المكتب. الخبر المتداول أنه سيأتي بعد قليل، ويمضي القليل والكثير من دون أن يأتي. موجود لكن الوجود المطاطي العجيب. حضوره حقيقي وافتراضي في الوقت نفسه. وغيابه أفضل من الحضور.
ومن قال إن المنسحب في المكتب والوظيفة لا ينسحب في البيت والمجتمع وفي كل مكان؟.. يتحول الانسحاب إلى صفة لصيقة بالشخص. إلى هواية، وإلى أسلوب في الحياة، ويتحول إنسان الانسحاب إلى عزلة لا يطيقها أحد من حوله، فلا رأي له في أية قضية، ولا يتفرج على نشرة الأخبار. وقد لا يقرأ الصحف. لسان حاله: “وأنا مالي؟”.
فهل أقل من متابعة المنسحبين والتعامل معهم كما تقرر الأنظمة والقوانين والأعراف؟
أهل اللحظة الأخيرة
تنتهي يوم بعد غد الأربعاء مهلة التسجيل في نظام السجل السكاني وبطاقة الهوية لموظفي القطاع الحكومي وعلائاتهم والمقيمين في إمارات أم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة وعجمان، ليبدأ بعد ذلك تطبيق رسوم التأخير والغرامات على المتأخرين اعتباراً من الأول من ديسمبر المقبل. بينما سيبدأ تغريم المتخلفين عن التسجيل في إمارة الشارقة بدءاً من مطلع فبراير المقبل، وفي أبوظبي اعتباراً من أول أبريل ودبي في الأول من يونيو، وذلك بحسب خطط وبرامج هيئة الإمارات للهوية التي خولها قرار مجلس الوزراء رقم 25 لعام 2011 تطبيق الغرامات والتي حددها القرار بعشرين درهماً عن كل يوم تأخير، وبحد أقصى ألف درهم. وكانت مهلة تطبيق الغرامات على المواطنين المتأخرين قد انتهت لتدخل حيز التطبيق منذ الأول من نوفمبر الجاري.
وتشمل الغرامات كل من تأخر في التسجيل واستخراج البطاقة أو عدم تجديدها بعد شهر من انتهائها، أو تأخر في الإبلاغ عن أي تغيير أو تعديل في بياناته المسجلة بعد شهر أيضاً من حدوث التغيير.
والحقيقة أن من بيننا فئات عريضة من “أهل اللحظة الأخيرة”الذين يفضلون الانتظار حتى آخر لحظة، وكأنهم يتوقعون تمديداً بلا نهاية للمواعيد، في وقت وضعت فيه الهيئة برامج وتواريخ محددة للانتهاء من تسجيل المواطنين والمقيمين في هذا المشروع الوطني الاستراتيجي. وأمثالهم لا يقرؤون دلالات الاهتمام الكبير الذي توليه للمشروع، والذي تجسد في حرص سمو الشيوخ وكبار المسؤولين في الدولة وأعيان البلاد على التسجيل.
كما أن الهيئة نظمت حملات إعلاميه وتوعوية ضخمة رصدت لها ميزانيات كبيرة، وعلى موقعها الرسمي تعاريف وخدمات بسبع لغات، ومع هذا لا يزال بعض هؤلاء ينتظر حتى اللحظة الأخيرة، ولا يتردد في طلب تمديد المدة وإعفائه من الغرامة المترتبة على تأخيره هو. ويبدو أن هناك فجوة أو ثغرة في الرسائل التي توجهها” الهيئة” بحيث لا يجري استيعابها بالشكل الصحيح. وقد حققت “الهوية” نقلة هائلة في الاداء” للتخلص من العديد من المظاهر غير الحضارية التي اتسمت بها في بدايات المشروع، حيث كان المراجعون يصطفون منذ ساعات الصباح الأولى عند مراكز التسجيل التي كانت تشهد ازدحاماً شديداً، ومشادات ومظاهر لم تكن لتليق بالمستوى الراقي في الأداء الذي تميز به العديد من الدوائر في الدولة.
لقد كانت خطة هيئة الإمارات للهوية بإسناد أدوار كبيرة لمراكز الطباعة وربط التسجيل بالإقامة للمقيمين أثره في القضاء على الازدحام، والتخلص من الكثير من تلك المظاهر غير الحضارية. ومع هذا يستغرب المرء تكدس المراجعين عند مركز التسجيل الرئيسي في المصفح، ويستغرب أكثر من سلوكيات “ أهل اللحظة الأخيرة” الذين يصرون على انتظار تلك اللحظة، ولا يريدون بعد ذلك أن يتحملوا مسؤوليتهم في التقاعس عن أحد أهم مبادرات الدولة، وهي تسعى لأن تكون “الهيئة المرجع الرئيسي لإثبات الهوية الشخصية وتوفير البيانات السكانية في الإمارات”، بحسب رسالة الهيئة “للمساهمة في الأمن الوطني والفردي من خلال تعزيز الهوية الشخصية في الدولة، والمحافظة على سجل سكاني دقيق”.
المسيرة
مع اقتراب اليوم الوطني الأربعين، تحبذ كتابة اليوم الوطني، حيث تشتمل على غنى وتنوع لافتين. هي كتابة مستمدة من حبر الوطن ومن أبجديته الحروف المضيئة تبدأ ولا تنتهي، والأفكار تتوالى كما تتوالى فصول الحياة.
واليوم مقارنة بين أسابيع الاحتفال باليوم الوطني وأسابيعنا العادية، قبل الثاني من ديسمبر/ كانون الأول وبعده. المؤسسات اليوم في سباق حقيقي نحو التفوق على مستوى الاحتفال. الكل يريد الوصول إلى مشاريع مبدعة ومتفوقة. الكل يريد أن تكون أيام احتفالة أجمل وأفضل، وكأن هذه الأيام تختصر بالفعل الأربعين عاماً الماضية، العقود الأربعة الماضية من حياتنا وهي كل حياتنا.
وفي المقارنة مشهد المسيرة الشبابية والتراثية، المسيرة بشكل عام، فقد شهدت مدننا وقرانا وشوارعنا الداخلية والخارجية، خصوصاً بمحاذاة البحر مسيرات حافلة بالفعاليات. في الاحتفال تجسيد لمجد ودور المسيرة، والأربعون عاماً الماضية عبارة عن مسيرة شعب ووطن، وبعد أن تنتهي مسيرات الاحتفالات تستمر المسيرة الأساسية، وتنتظر الدعم والمشاركة والإسهام من الجميع . كل مشارك في المسيرات الاحتفالية مدعو إلى المشاركة الفعالة والعميقة والواعية في المسيرة الوطنية الكبرى.
كيف؟
كل من خلال موقعه بالتأكيد. لا يراد لهذا المقال أن يتحول إلى موضوع إنشاء مما يتكرر في المدارس . لكن الكلام هنا مدروس ومقصود. الكلام هنا حقيقي ومن القلب والعقل، أيها المشارك في مسيرات الاحتفالات: دورك مهم ومقدر، ودورك ينتظرك بعد اليوم الوطني، نحو تحويل كل زمننا إلى أيام وطنية.
وسواء كنت مشاركاً أو متفرجاً عن بعد، فإن المسيرة الوطنية لا تحتمل مسك العصا من الوسط. حالة التفرج مرفوضة، وموقف اللاموقف غير مقبول.
لست جزءاً منفصلاً عن المشهد. أنت في صميم المشهد قطعاً، وأنت الراية والدرب والبوصلة، أنت مستقبلك، ومستقبل الناس.
حلم ميلان
الأحلام السعيدة تمرّ على أعيننا المغمضة وتزول بمجرّد فتحها.. فنستسلم للواقع الحقيقي في حياتنا.. هكذا هي الأحلام .. لا تحقق لنا كل ما نتمناه.. وتُتعب أفئدتنا وأنفسنا.. وتتخلى عنا.. ولا تلتفت إلينا مهمانادينا عليها بأعلى الأصوات!
هيئة الإمارات للهويّة تتبنى دائماً الأحلام السعيدة.. ومن هذه الأحلام الواقعيّة التي أدخلت الفرح والسرور إلى قلوبنا.. قرار مشاركتنا في مؤتمر عالمي عُقدفي مدينة ميلان الإيطاليّة.
جزى الله خيراً من تبنّى لنا تلك الأحلام.
أجمل ما في هذه المشاركة العالميّة أنّ “وفد الهيئة” كان أسرة متماسكة ومترابطة.. فالمدير في معاملته مع المجموعة تخلّى عن منصبه من أجل الإخاء ونقاء الصفاء.. والموظف في واجباته المهنيّة تجرّد خلال تعامله مع المدير من الرسميّات.. علاقتنا الأخويّة ازدادت عمقاً.. علاقة رائعة جمعت بين أفراد الوفد المشارك من مختلف إدارات ومراكز التسجيل.
جزى الله من جمع شملنا وقوّى أواصرنا.
أيّتها الأحلام الورديّة.. آن لك الرحيل من قواميس التمنيات.. فأحلام المُنى تصبح في هيئة الإمارات للهويّة حقيقة.. بألامس القريب كانت المكافآت للمتميّزين والترقيات للمستحقين.. واليوم إرسال الموظفينلأداء فريضة الحج.. وغداً.. مفاجآت أخرى قادمة بإذن الله تعالى.
جزى الله خيراً من حقق لنا تلك الأمنيات.
أختم كلامي بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: “لا يشكر الله من لا يشكر الناس”ونحن المجموعة المشاركة في المؤتمر العالميّ العاشر للهويّة نشكر الإدارة العليا في هيئة الإمارات للهويّة على هذه الهديّة الغالية على قلوبنا، والتي تدلّ على حرصهمالشديد.. وتؤكد دعمهم اللامحدود لموظفي الهيئة.. بهدف تمكينهم من التميّز والنجاح في حياتهم المهنيّة. إن شاء الله تعالى.
بارك الله تعالى فيكم وشكّر الله سعيكم
العمل والهوية
منذ العام 2008 ونحن نتكلم على الهوية الوطنية . انشغلنا طوال السنين بالتعريفات، ومن خلالها تناولنا المكونات وكلما ذكرت الهوية الوطنية ترد مفردات مثل اللغة والدين والعادات والتقاليد والتراث والمأكل والمشرب إلى آخره، وننسى، دائماً ننسى، أن قيمة العمل والإنتاج واحدة من مكونات هويتنا الوطنية، وهي قيمة عزيزة وأصيلة توارثناها أباً عن جد وكابراً عن كابر.
الهوية ليست قوساً ملصقاً بالمبنى من خارج . الهوية نحن، وهي نسيجنا الاجتماعي والثقافي المتماسك، والهوية نشاط حضاري وسلوك قديم متجدد، وهي العمل أولاً والعمل أخيراً، ولذلك لابد من التمسك بالهوية باعتبارها عملاً وقيمة عمل.
تدور هذه الخواطر الآن ونحن في رحاب اليوم الوطني الأربعين: كيف نحتفل بهذا اليوم في المدارس، وهل تتحول هذه المعاني إلى دروس إلى جانب تحية العلم والنشيد الوطني؟
في المدى الاستراتيجي لابد من إدخال هذه المفاهيم في المناهج، والآن، في المدى القريب، ومشاركة في الاحتفالات، لابد من تخصيص الدروس والمحاضرات، نحو تشكيل رأي عام طلابي جديد . إن الكثيرين من الإماراتيين، وبعضهم طلاب وخريجون وموظفون، منفصلون عن معرفة تاريخهم وثقافتهم الخاصة، والمطلوب استغلال هذه المناسبة العظيمة إلى المدى الأقصى، حتى تزداد معرفة الجميع، وتبلغ سقفاً وأسقفاً أبعد.
الهوية الوطنية هي كل المفردات المهمة والجميلة التي ركزنا عليها منذ العام ،2008 وهي قيمة العمل والإنتاج أيضاً، وهي قيمة العمل والإنتاج خصوصاً، هي ثقافة المبادرة والمشاركة، وثقافة المعرفة، والحضور، فقطعاً لا تعبر ثقافة الغياب عن هويتنا الوطنية . الرسالة إلى مجتمعنا كله، وإلى أولادنا في المدارس على وجه الخصوص.
قائد الإنجازات .. وصانع البشارات
تلتمع بيارق الأفراح، تضيء أرجاء إماراتنا الحبيبة بشراً وفرحاً، وأيام الفرح والألق تتواصل، تحتفي بثلاث مناسبات مباركات عزيزات على القلب والوجدان.
تطل اليوم الذكرى السابعة لتولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم في أبوظبي، وانتخاب سموه ـ حفظه الله ـ رئيساً للدولة من قبل أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، الذين جددوا الثقة في سموه وأعادوا انتخابه رئيساً للدولة في عام 2009.
تحل المناسبة التي تفوح عطراً وفرحاً وتقطر إنجازات، بينما أنوار البهجة تغمر كافة أرجاء الوطن الذي انطلقت الاحتفالات في كل أنحائه، بمرور أربعين عاماً على تأسيس هذا الوطن الشامخ -دوماً بإذن الله- بقادة شيوخنا الكرام، وبرجاله ونسائه، بشيبه وشبابه الذين نسجوا ملحمة الإرادة والتحدي، وصنعوا أنموذجاً متفرداً في بناء الأوطان.
تحل الذكرى، ونحن نستعد للاحتفال بالعيد الكبير، عيد الأضحى المبارك، وما يحمل من دلالات ومعاني التضحية والصبر والإيثار، وهي من القيم التي استمد منها أبناء هذا الوطن الغالي مقومات البناء الوطني الذي امتد عبر العقود الأربعة الماضية، وصاغوا ملحمة بناء وطن نفاخر به اليوم بين الأوطان والأمم.
مسيرة البناء التي قامت على أسس متينة لنهج راسخ خطه القائد المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وإخوانه من الحكام المؤسسين، شهدت تطويراً للتجربة في العهد الميمون لخليفة الخير. وشكلت منعطفاً مهماً لتجربة البناء والعمل الوطني. وكان خير ورفاه المواطن، وتقدم وازدهار الوطن عناوين المسيرة في مختلف المراحل.
ويسجل التاريخ بأحرف من ضياء ونور للعهد الميمون لخليفة الخير، إطلاق مرحلة التمكين التي تكللت بثاني تجربة لتعزيز المشاركة السياسية للمواطن في سبتمبر من العام الجاري، حيث جرى توسيع أعضاء الهيئات الانتخابية بصورة غير مسبوقة، وهي تؤسس لمراحل مقبلة رحبة الآفاق واسعة المدى، تستمد الزخم والحيوية من خصوصية التجربة السياسية لإمارات المحبة والوفاء.
يوميات العهد الميمون لخليفة الخير، حملت إلى إنسان هذا الوطن بشارات الفرح مع بزوغ فجر كل يوم، وهي تطرح إنجازات ومبادرات لأجل خير ورفاهية الأجيال، جعلت إمارات الوفاء والعطاء في المرتبة الأولى إقليمياً وعربياً في مؤشر التنمية البشرية العالمية لعام 2011. مكانة تحققت برؤية قائد أخلص للوطن وأبنائه، الذين تربع بالحب على قلوبهم واستقر بين المقل، يفتدونه بالروح وبكل غال ونفيس.
يوميات العهد الميمون لخليفة الخير، حملت اعتناء خاصاً بالهوية الوطنية، وكان تخصيص عام لها، منطلقاً نحو غايات أوسع وأرحب، من دون انكفاء على الذات، لبناء جسور من الصداقة والشراكة مع ثقافات وحضارات العالم بإشاعة روح التسامح والمحبة، وجعل الإمارات واحة حب وسلام.
في هذه المناسبة الوطنية المباركة، وشلالات الفرح والمحبة تغمر القلوب، فخراً واعتزازاً بقائد الإنجازات، وصانع البشارات، يتسابق الجميع للتعبير عن أسمى معاني الولاء والوفاء لخليفة الخير، سائلين المولى عز وجل أن يديم على إماراتنا نِعَم الأمن والأمان والعز والتقدم والازدهار، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.
والدنا الشيخ زايد
طيب الله ثراه
كانت رؤية رجل واحد هي حجر الأساس الذي بنيت عليه دولة الإمارات العربية المتحدة وتحولت إلى الدولة الرائدة التي نعرفها اليوم.
مرت أربعون سنة على اتحاد الإمارات وما زالت ذكرى والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تتألق مع مرور كل سنة، وغروب شمس كل يوم،
لتنير أمامنا الطريق نحو مستقبل واعد، فهي تشرق لأنها مغروسة في قلب كل فرد من أفراد شعبنا، وتتألق لأنها القاسم المشترك بيننا،
وتسطع لأنها لا تعرف للحدود معنى.
منذ أربعين سنة، اتحدنا تحت رايته وقيادته وغرس فينا روح الاتحاد والمحبة والأخوة لنصبح دولة واحدة متحدة.
آمن الشيخ زايد – طيب الله ثراه – طيلة حياته بكرم هذه الدولة وعطائها، ومنحها مودته التي انبثقت من إيمانه بالإنسانية وثقته العميقة بأن كل إنسان
يمتلك روح الإيثار في نفسه ليهتم بالآخرين ويعطي لمجتمعه.
لم يطلب الشيخ زايد – رحمه الله – من شعبه سوى أن يكونوا يداً واحدة تواجه تحديات الزمن ومصاعبه وتثبت أن في الاتحاد قوة لتحقيق المستحيل،
إنه لم يطلب سوى التحلي بروح الاتحاد.
واليوم يحق لنا أن نفتخر بالاتحاد أمام العالم أجمع.
صفحاتنا للتواصل الاجتماعي