Skip to content

نضحك أم نبكي؟!

كان ذلك فحوى السؤال الذي انشغل بمتابعته آلاف المواطنين خلال الأيام القليلة الماضية، وهو السؤال الذي فاجأ به الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مجموعة من الشباب المواطنين خلال تقديم شرح لمشروع في جناح هيئة الماء والكهرباء بالمعرض الذي صاحب مؤتمر طاقة المستقبل الذي احتضنته عاصمتنا الحبيبة مؤخراً وحظي باهتمام ومتابعة خاصين من سموه. وقد كان سؤالاً مباغتاً من سموه، وهو يسألهم “ماذا سنفعل في آخر يوم نصدر فيه آخر برميل نفط؟، هل سنضحك أم سنبكي؟”. ووسط الدهشة التي عقدت ألسنتهم، أجاب سموه عن السؤال “بالتأكيد سنضحك”، وقبل أن يفيقوا من ذهول ومفاجأة السؤال والجواب، قال سموه “بالتأكيد سنضحك؛ لأن استثمارنا فيكم أيها الشباب”. وقد أشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في موقعه على “تويتر” لمتابعة تفاصيل مناسبة اللقاء والسؤال في المقال الذي كتبه رئيس تحرير موقع “مقالات دوت كوم”.
وفي السؤال والإجابة يتلخص مقدار الاطمئنان للمستقبل الذي حرصت قيادة إمارات المحبة والعطاء على توفيره لمواطنيها، وهو اطمئنان لم يبن من فراغ، بل كان ثمرة رؤى استشرافيه، كان الهاجس الأول فيها الإنسان ولأجل الإنسان. ومن هنا كانت كل تلك الخطط توجه لأجله، وللاستثمار في الموارد البشرية التي تعد الأهم في هذا الوطن. وما زلنا نستذكر تلك المقولة الخالدة لسموه لدى احتفائه بعدد من شباب هذا الوطن، بعد أن حققوا إنجازاً يضاف لرصيد الإمارات من الإنجازات، عندما قال سموه “الاستثمار في عيال البلاد ما يخيب”.
إن سؤال وإجابة سموه، يحملان كل هذا القدر من الاطمئنان للمواطن على مستقبله ومستقبل أحفاده، وحاضره وغده، ويؤكدان رهان قيادة بلاده عليه، كإنسان، ومقدار الجهود التي بذلتها وتبذلها من أجله، في خطط وبرامج بتنويع مصادر الاقتصاد الوطني بحيث لا تقتصر على مورد وحيد قابل للنضوب. على الرغم من الدراسات العلمية التي أكدت حجم الاحتياطات النفطية الهائلة للإمارات والتي تستمر لعشرات العقود المقبلة. لقد كان استشراف المستقبل من الهواجس والانشغالات التي أولاها سمو ولي عهد أبوظبي، الكثير من الاهتمام والرعاية. ونستحضر هنا الدعوة التي أطلقها سموه في مجلسه العامر لدى استضافته عالماً متخصصاً للحديث عن أزمة المياه، حيث حث سموه العلماء على ابتكار تقنيات غير مكلفة تساعد سكان منطقة الجزيرة العربية التي لا يجري فيها نهر واحد في مواجهة أزمة المياه بعد خمسين عاماً من الآن. وكذلك الاهتمام الكبير الذي يوليه سموه لمشاريع الطاقة المتجددة والبديلة، والذي من ثماره مشروع مدينة “مصدر” التي تعد أول مدينة في العالم خالية من الانبعاثات الكربونية، وفي عاصمة دولة تعد لاعباً مهماً في صناعة وإنتاج النفط، وتحتضن مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “ايرينا”.
شواهد عديدة مضيئة تجسد جهود قيادة تستشرف المستقبل وتعمل لأجله بعد أن عززت الحاضر الباهي والمزدهر لأبنائها، الذين يحق لهم أن يضحكوا للمستقبل، ويفخروا بجهود قيادة صاغت بحكمة واقتدار أهم أدوات الاطمئنان للمستقبل، الإنسان الإماراتي.
علي العمودي
صحيفة الاتحاد

المحاسبة والتكريم

دأبت العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة، على تكريم العاملين بها، وذلك بهدف تشجيع الآخرين نحو العمل الجاد والالتزام بواجباتهم، إلا أن هناك نقطة لا بد من طرحها وهي لماذا لا تتم محاسبة المقصرين وإبرازهم ليكونوا عبرة لمن لا يؤدي واجبه الوظيفي؟، آخذاً بعين الاعتبار أن هنالك العديد من الموظفين ممن لا يؤدون مهامهم الوظيفية، ضاربين عرض الحائط بكل القيم والأعراف والتقاليد، اعتقاداً منهم أنهم فوق المساءلة والتحقيق.

إن هذا السلوك والنمط يؤدي إلى انتشار روح عدم المبالاة، والإهمال في العمل، ويدرك كل من يهتم بالمصلحة العامة ان الإحباط النفسي يؤدي إلى تدمير الذات الإنسانية ومن ثم إلى تدمير المحيط الخارجي، وهي مصيبة العالم سواءً المتقدم ظاهرياً أو تلك التي لا يمكن غض الطرف عنها نتيجة للتراجع في مجالات التطور والتقدم.

من المعلوم أن معظم التقارير السنوية عن أداء الموظفين هي نسخة عن العام السابق، وانها تدخل في مجال حماية المسؤولين، ليؤكد للهرم الوظيفي الأعلى، أن العمل يسير بشكل جيد.

ولعل هذه الوضعية هي التفسير المنطقي لظاهرة احتلال بعض الشخصيات لبعض المناصب وهم غير كفء لها، في حين تهمل بعض المؤسسات الكفاءات الوطنية، وللأسف يحل محلها أفراد من جنسيات أخرى، وهي تعتمد على مزاجيات ومصالح المقيمين عليها سواء الأفراد أو المؤسسات التي تدفع لهؤلاء الأجانب ملايين الدراهم سنوياً.

فهل من المعقول أن الدولة لا يوجد بها كفاءات مواطنة لإدارة العديد من المؤسسات سواء الحكومية أو غيرها بعد مرور أربعين عاماً على قيام الدولة الاتحادية، وهل يعقل عدم وجود كفاءات أكاديمية لإدارة المؤسسات العلمية ومنها الجامعات والمعاهد؟، أم أن عقدة الأجنبي لا تزال سارية المفعول حتى الآن.

إن من سخرية القدر بل إنها جزء هام من عوامل الإحباط، أن يناط ببعض المؤسسات لأفراد أجانب، كل مؤهلاتهم أنهم من أصحاب العيون الزرق والخضر.

في هذا المجال لا بد من التذكير أن العديد من المواطنين قد أكدوا نجاحهم الواضح في العديد من المؤسسات التي يديرونها وبكفاءة عالية وإنجاز يشهد لهم به العالم الخارجي قبل الداخلي.

إن المصيبة الكبرى يتم طبخها في أفران بعض أولئك المستشارين ممن يخشون على مكاسبهم المالية والمعنوية لذلك فهم متآمرون من الدرجة الأولى ضد الوطن والمواطنين.

في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن التوطين وأهميته، إلا أن وضع العصا في عجلة التنفيذ دون علم معظم متخذي القرار سواءً على المستوى الاتحادي أو المحلي وحتى في معظم دول مجلس التعاون الخليجي التي تدعي أنها تسعى لتنفيذ سياسة توطين الوظائف، وإعطاء مواطنيهم الأولوية إلا ما ندر، ولكن للأسف هذا الذي ما ندر نلاحظه في أهم المؤسسات وهي الجامعات الحكومية وشبه الحكومية.

من الملاحظ أيضاً في وسائل الإعلام والاتصال، إقصاء للعناصر المواطنة تحت أسباب واهية وبعيدة عن الموضوعية إلا ما ندر، لإيمان بعضهم بأهمية تأهيل المواطنين.

إن المواطن المتعلم يجيد العديد من اللغات الأجنبية إضافة إلى اللغة العربية، ويتعامل مع التكنولوجيا الحديثة بشكل ممتاز… الخ، إلا أن تزايد طلب التقاعد المبكر في ازدياد، وهذا مؤشر على حالة الإحباط ورفع الراية البيضاء أمام العيون الزرق وذوي الياقات البيضاء القادمين من العالم الآخر.

وربما يتبادر للذهن سؤال ظاهره ساذج وباطنه مؤلم، لماذا لا تستفيد بلدان أولئك الخبراء من خبرات أبنائها العباقرة، بدلاً من تصديرهم إلى دول مجلس التعاون؟

ألم ندرك ان هؤلاء هم أداة من أدوات قمع الإبداع والعطاء للإنسان في وطنه أم أن إرضاء الخارج أهم من الداخل، إن صمام الأمان للجميع هو الجبهة الداخلية، أما الخارج فلديه عدد من الأجندات والخطط، فلا يزال يعامل المنطقة وكأنها بقرة حلوب متى ما جف اللبن أو الحليب تركت لتموت ببطء دون محاولة علاج للعلة، وهذه العلة هم الخبراء ممن لا يحملون مؤهلات الخبرة، إلا في عقول البعض. وقديماً قيل ان السمكة الفاسدة، تدمر بقية الأسماك.

 

بقلم أ.د. محمد عبد الله المطوع, جريدة البيان

قرب انتهاء زمن الـ «Password»

قد تستغرب قليلاً وأنت تقرأ عنوان المقال، وقد تعتقد أن هذا الأمر ليس بالأمر الصحيح، وأن عملية الاستغناء عن كلمة المرور للدخول إلى عنوانك البريدي، أو لفتحك كمبيوترك الشخصي، أو الدخول إلى الموقع هذا أو الشبكة الاجتماعية تلك، هي من المستحيلات وهي في نفس الوقت من الأمور الذي يصعب تصديقها، بسهولة ولنقل الآن وفي زمننا الحالي. وبصراحة تامة فتكهنك في مكانه وظنك ليس بالخاطئ، فكيف يمكن الاستغناء عن كلمة المرور؟.

في زمننا هذا، الذي أصبحت عمليات الاختراق والقرصنة، من السهولة لبعض المخربين حيث يمكنهم سرقة كلمات المرور الخاصة بك، بمجرد مرورهم على جهازك أو تصفحهم لبعض محتوياته. كلمة المرور في زمننا الحالي أصبحت من أهم ضروريات عصر التكنولوجيا الذي نعيشه، والاستغناء عنها يعتبر بمثابة تسليم خصوصياتك لملايين الأشخاص عبر بحر الإنترنت المفتوح.

ورغم كل هذه الأهمية لكلمة المرور، إلا أن علماء في شركة «أي.بي.إم» الأميركية العملاقة للتكنولوجيا تنبأوا بأنه سيكون بمقدور أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية قراءة الأفكار خلال الخمس سنوات القادمة، بمعنى أن هاتفك الذكي سيتمكن من قراءة أفكارك لتنفيذ أمر ما، دون الحاجة إلى الضغط على زر معين أو حتى النطق بهذا الأمر، كما هو عليه الحال في التكنولوجيا المستخدمة في هواتف آبل الجديد، آي فون 4 إس، من خلال العقل الصناعي «سيري».

ولقد أكدت شركة «آي بي إم» أن هنالك العديد من الاختراعات التكنولوجية الأخرى التي ستظهر قريبا، وعلى رأس هذه التغيرات الكبيرة التي ستطرأ على عالم التكنولوجيا، حسبما ذكرت الشركة هو اختفاء كلمات المرور والاستعاضة عنها بأنظمة «البيانات البيومترية»، وأن التكوين البيولوجي سيكون هو المفتاح للهوية الفردية.

ومن بين الشركات التكنولوجية التي بدأت في السير على هذا النهج، والتي بدأت في محاولة الاستغناء عن كلمات المرور، هي شركة جوجل، وذلك من خلال أحدث نسخة من نظام التشغيل الخاص بها «أندرويد»، القادر على قراءة تقسيمات الوجه والتي ستعتبر عبارة عن «كلمة المرور» لفتح الجهاز أو للدخول مثلاً إلى عنوانك البريدي أو حسابك الخاص، في المستقبل القريب.

أعتقد أنه لم يعد هنالك مجال للاستغراب أو التعجب، فعملية طباعة كلمات المرور الخاصة بك ومحاولة تذكرها وعدم نسيانها لكل حساب خاص بك أو لكل عنوان بريدي تتردد عليه.. ستصبح عاجلاً أم آجلاً، من الماضي، ولن تضطر إلى تذكرها أو تسجيلها على ورقة خاصة، سرية.. خوفاً من أن يعلم بها أحد، ولن تضطر إلى مداراة أصابعك وهي تطبع كلمة المرور الخاصة ببطاقة الصراف الآلي، خوفاً من أن تلتقطها عيون من حولك.. فكلمة المرور بعد سنوات قليلة قادمة ستكون هي (أنت)، فحافظ على نفسك من السرقة.

 

المصدر: جريدة الإتحاد

2012

اليوم الأول في السنة الجديدة. كل عام والجميع بخير، كل عام وبلادنا الإمارات بخير، والإمارات تقطف نتائج عهود أهلها المتطلعين دائماً إلى زمن أفضل، وإلى مستقبل أفضل. هذه هي السنة الميلادية الأولى بعد احتفال شعب الإمارات باليوم الوطني الأربعين، هذا هو اليوم الأول في السنة الجديدة. بهذا تجدد العبارة معناها وبريقها: “كل عام وأنتم بخير” لها معنى جديد مختلف. معنى مغاير ومفارق.
ليست عبارة وجدانية خالصة. نريد في السنة الجديدة استكمال المنجز، واستعراض الملفات غير المكتملة.
نريد سد كل نقص، والوصول إلى كل هدف، ونريد أن نتوقف لحظة ولحظات مع النفس. إن لدى كل منا خطته، مشروعه الشخصي، ولدى كل منا إسهامه ضمن المشروع الوطني، والمطلوب أن نعمل تحت مظلة الإخلاص والجدّية والحماسة نحو تحقيق الأهداف، فالأهداف تقترب وتتحقق في حالة العمل فقط. الكلام وحده على أهميته لا يقدم خطوة إلى الأمام، وأمامنا الغد المفتوح على أرحب الآفاق.
المطلوب العمل الواعي والعميق، وأن نحوّل كل أيامنا إلى أيام وطنية، وكل سنواتنا إلى سنوات وطنية، فلنعمل خصوصاً على استكمال ملفاتنا المهمة ما أمكن، وفي مقدمها التعليم والصحة وإسكان المواطنين. لنعمل أيضاً، وبقوة وثقة، على تحقيق هويتنا الوطنية، وعلى مواجهة عناوين كبرى على رأسها التوطين والبطالة والتركيبة.
المنجز واضح وكبير، وما يتطلب الاستكمال واضح، والمطلوب العمل في السنة الجديدة كما في السنة القديمة. في السنوات المقبلة كما في السنوات الماضية. المهم الالتفات إلى التجربة، وقراءتها وإعادة قراءتها، واستخلاص الدروس، والانطلاق إلى غد يليق بإمارات الخير بجناحين من القوة والثقة.

بقلم ابن الديرة , جريدة الخليج

المنسحبون

المنسحبون غير المتسربين، هؤلاء يبقون في دائرة الفعل ولا يفعلون. يظلون على رأس العمل في المستويات كافة ولا يحركون ساكناً. قد يكون فيهم المسؤول الكبير والصغير. المدير الكبير والمتوسط. مدير الإدارة والقسم. بعضهم يستمرئ الغياب في صورته التقليدية، وهو حتى إذا حضر يغيب، وبعضهم يغيب دائماً وإن داوم من أول دقيقة حتى آخر دقيقة. لقد قرر الانسحاب وحسب.
والمنسحبون أخطر من المتسربين، فوجودهم لا يقف عند عدم الفائدة، وإنما يصل إلى الضرر، والضرر الجسيم. أبعد ممن يعدد أياماً ويقبض راتباً، وقد يشتغل بعضهم على الأعمال الخاصة وهو في مكتب الحكومة.
الموظف وحتى لو كان مسؤولاً من هذا النوع، يشيح بوجهه إلى الجدار كلما طرحت مسألة أو مشكلة ولا يتدخل لإنهاء معاملات الناس. تتجمع الملفات على مكتبه وفي الأدراج حتى تفيض ولا بأس. ينشغل بالهاتف عن المراجع الذي أمامه ولا بأس. يتواجد في الدائرة، داخل المبنى، لكن خارج المكتب. الخبر المتداول أنه سيأتي بعد قليل، ويمضي القليل والكثير من دون أن يأتي. موجود لكن الوجود المطاطي العجيب. حضوره حقيقي وافتراضي في الوقت نفسه. وغيابه أفضل من الحضور.
ومن قال إن المنسحب في المكتب والوظيفة لا ينسحب في البيت والمجتمع وفي كل مكان؟.. يتحول الانسحاب إلى صفة لصيقة بالشخص. إلى هواية، وإلى أسلوب في الحياة، ويتحول إنسان الانسحاب إلى عزلة لا يطيقها أحد من حوله، فلا رأي له في أية قضية، ولا يتفرج على نشرة الأخبار. وقد لا يقرأ الصحف. لسان حاله: “وأنا مالي؟”.
فهل أقل من متابعة المنسحبين والتعامل معهم كما تقرر الأنظمة والقوانين والأعراف؟

بقلم ابن الديرة, جريدة الخلي

إخواني وأخواتي.. أسرة هيئة الإمارات للهوية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

كلمات الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية نائب رئيس مجلس إدارة هيئة الإمارات للهوية “حفظه الله”، خلال حفل تكريم فريق عمل برنامج جائزة الشيخ خليفة للتميز الحكومي، منظومة فكريّة متناغمة ومتكاملة عن التميّز والمتميّزين.. عن الإبداع والمبدعين.. وعن سقف أحلام وطموحات قادتنا.. تلك التي لا تعرف الحدود.

***

ولنا وقفة مع تلك الكلمات…

فحين خاطب سموّه الفائزين بجائزة وزير الداخليّة للتميّز في دورتها الأولى، كان يخاطبنا جميعاً.. نحن أبناء هذا الوطن الغالي.. الوطن المزروع في أقصى أقاصي القلب.. الوطن الذي يغمرنا بفيض عطاءاته.. ويحنو علينا كأم لا تتقن سوى لغة الحبّ.. والدفء.. والحنان.

***

حديث سموّه عن التميّز.. ودعوته الكريمة إلى الارتقاء بخدمة الجمهور.. وتأكيد سموّه أنها ليست ترفاً بل واجب وطنيّ وأخلاقيّ على حدّ سواء.. يضعنا إخواني وأخواتي في مواجهة صريحة مع أنفسنا.. ومع مسؤوليّاتنا.. ومع التزاماتنا تجاه “وطننا” الذي نحب ونعشق.

فالعمل الخلاق “كما يقول سموّه” بات جزءاً من المسؤوليّة العامة تجاه الناس والوطن؛ المتميّز بقيادته وشعبه الأصيل”.

***

يا لروعة القيم!! ويا لنُبل المعاني !!

قيم راسخة.. ومعاني عميقة.. تلك التي تزدهر بها كلمات سموّه عن التميّز والابتكار.. عن الوفاء والعرفان.. عن الأيدي الكريمة والأجيال القادمة.. وقبل هذا وذاك، عن الثقة الغالية التي نحملها في أعماقنا تجاه وطننا.. وقيادتنا.. ومجتمعنا.. ومستقبل أجيالنا!!

***

فخورون نحن بالانتماء إلى هذه المدرسة الفكريّة الرائدة.. مدرسة سموّه التي نتعلم منها يوماً إثر يوم المزيد عن العطاء والإخلاص.. والمزيد عن التميّز والابتكار.. والمزيد عن الوفاء والتكريم.

فلتكن كلمات سموّه ، خارطة طريق لنا جميعاً.. نحن أسرة الهيئة .. التي إليها ننتمي.. ومن أجل تحقيق رؤيتها وأهدافها نبذل قصارى جهدنا.. فالوطن الذي نضعه نصب أعيننا.. ونحن نواصل مسيرة العطاء والتميّز والابتكار.. يستحق منا الكثير.. بل يستحق منا الغالي والنفيس.

***

وليس آخراً.. إخواني وأخواتي

فلنجدّد العهد معاً

كي ننهل من نهر الحكمة الصافية لقيادتنا النادرة والاستثنائيّة.. ونتعلم المزيد من توجيهاتها الصادقة.. وورؤيتها المكتنزة بالمعاني العميقة.. والأهداف النبيلة.. والغايات السامية.

أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا.. وأن يعيننا على أداء الأمانة.. وصون الثقة الغالية التي أولتها لنا جميعا قيادتنا الحكيمة.. وأن نواصل مسيرة العمل المخلص من أجل تحقيق رؤيتها.. وتجسيد أحلامها.. وطموحاتها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

بقلم د. المهندس علي محمد الخوري, مدير عام هيئة الإمارات للهوية

مستصغر الخطأ

لا أحد يوافق على الخطأ. هذا موقف مبدئي صارم أو ينبغي أن يكون صارماً، لكن المسألة لا تنتهي عند هذا الحد، فعدم الموافقة على الخطأ وحده لا يمثل حتى الحد الأدنى من الحماية. لا عصمة لأحد نعم، ومن هنا ضرورة الالتفات في العمل اليومي وغيره للخطأ، بدءاً من إمكانية حدوثه من دون قصد، ناهيك عن الأخطاء بقصد، والمخالفات الجسيمة التي تصل إلى حد تحقيق الفساد.

البداية مع الفرد، ومع كل موظف عام على حدة، فعليه واجب الانتباه واليقظة، والتزام اللوائح والآليات، والدخول في المسؤولية دخولاً حقيقياً، عبر الوعي والقصدية، وليس ترك الأمر للمصادفات.

والمؤسسة لها دورها في التوجيه والتنظيم ثم الرصد والمتابعة، وصولاً إلى توقيع العقوبات اللازمة، فكم يتحقق ذلك في بلادنا اليوم حين يكون القصد الالتفات ابتداء، وتطويق الأخطاء في مهدها، قبل أن تكبر وتتشعب وربما تستفحل وتتخذ الصور الأخرى الأشد.

الرقابة تبدأ على النفس من النفس، وما المؤسسة إلا مجموعة أفرادها ضمن العلاقات المحددة في اللوائح والهياكل التنظيمية، وضمن التوصيف الدقيق للوظائف، حتى تعرف الواجبات والمراكز والأدوار، فلا محاسبة من دون هذه المعرفة.

وأول هذا الوعي أن الخطأ الصغير مهم جداً، وأن الخطأ الصغير يقود إلى الخطأ الكبير، وأن الفساد إنما يتحقق عبر الغفلة، وعبر مراكمة أخطاء ظن أصحابها في البداية أنها هامشية وغير مؤثرة.

وهل النار إلا من مستصغر الشرر؟

 

بقلم ابن الديرة

خطة النجاح

لأنّ الحياة والعمل أصبحا أكثر قلقاً وتعقيداً من ذي قبل، وهناك الكثير من المهام اليوميّة تنتظرنا، لكن الوقت المحدّد لنا لا يكفي لأدائها بصورة مرضية وأداء متقن يدفع على النجاح، وقد يفقدنا كلّ ذلك الحماس للعمل، وبالتالي يفقدنا القدرة علي الاستمتاع به والاستمتاع بالحياة بشكل عام.. لذلك يجب أن نتساءل:

ما هو النجاح الذي نطمح للوصول اليه؟

ما معنى النــجــاح ؟

قد تكون الإجابة صعبة وملتبسة على البعض، خاصة وأنّ النجاح ليس نهائيّاً فهناك فترات يكون النجاح فيها حليفاً، وأوقات يكون الإخفاق فيها صديقاً.

لكن الناجحون دائماً لا يستسلمون وعندما يواجهون الفشل يستجمعون قواهم مرّة أخرى ويواصلون المسيرة.
لكي تكن ناجحاً في هذه الحياة فعليكَ أن تحدّد أهدافاً يمكنك تحقيقها.. وبعد ذلك تحدّد أهدافا أكثر صعوبة بقليل من الأولى ثم تعمل على تحقيقها والوصول إليها وهكذا.

ولأنّ النجاح ليس هو الهدف النهائي الذي تدور حوله حياتنا، فالهدف الفعلي هو الاستمرار في النجاح، والاستمرار في النجاح يعني الاستمرار في التطوّر والعمل على أن تكون دوماً في أفضل حالاتك، والحرص على أن تكون الأفضل في مجال عملك ومهنتك التي اخترتها، وكذلك أن تكون أفضل قائد أو قائدة.. أفضل زوج أو زوجة.. أفضل أب.. أفضل أم.. أفضل صديق أو ابن أو بنت.. وهكذا.

لا يجب أن تكون حياتنا خواء… سواء كان الواحد منا ناجحاً أم لا… حيث أنّ أي عمل يجب أن تحدّده مجموعة من التوقعات قبل أن نبدأ فيه، وعلينا أن نعي ما هي المعايير التي على أساسها سنقوم بتقييم أنفسنا أو سيقوم الأخرين بتقييمنا.

ليس بيننا من هو ناجح مائة بالمائة في أي عمل يقوم به، ولكن الهدف هو أن نبذل قصارى جهدنا ونتعلم من تجاربنا وأن نستوعب تماماً هذه المعلومات كي نستطيع أداء المهمة الموكلة إلينا بشكل أفضل في المرّة القادمة.

ومن هنا أحبّ أن أقتبس كلام الكاتب “جيفري جيه ماير”:

“اعلم أنّ كلّ شيء في الحياة يتوقف على إطارك المرجعي، أي على موقفك الحالي والحالة التي كنت عليها والوضع الذي ترغب في الوصول إليه”.

هناك خمسة أمور يشترك فيها الناجحون وهي كالتالي:

  • لديهم حلم.
  • لديهم خطة.
  • لديهم معرفة وتدريب من نوع خاص.
  • لديهم الاستعداد والرغبة في العمل بجدّ.
  • لا يعدون كلمة “لا” إجابة لأيّ تساؤل.

النجاح يبدأ من الحالة النفسيّة للفرد.. فعليك أن تؤمن بأنك ستنجح من أجل أن يكتب لك النجاح فعلاً.
لذلك فالناجحون لديهم حلم.. الناجحون دائماً يتميّزون بتحديد أهدافهم وغاياتهم بشكل جيّد ودقيق..الناجحون لديهم طموح.. فهم يرغبون دائماً في تحقيق شيء.. كما يتميّز الناجحون بالانضباط الذاتي وهم على استعداد للعمل بجدّ ولأنّ يبذلوا جهداً خارقاً لرغبتهم الشديدة في النجاح.. والناجحون لديهم الشجاعة على الاعتراف بأخطائهم.

باختصار: الإنسان يكون قادراً على النجاح إذا فكّر أنّ النجاح يكمن في الإرادة والاعتقاد بإمكانيّة تحقيق النجاح.. فالنجاح يعني تحقيق عدّة أشياء إيجابيّة تسعدنا وتشعرنا بالارتياح والاطمئنان في نهاية المطاف.

 

ريم الرضي

دروس اليوم الوطني

أتاح الاحتفال الممتد لليوم الوطني هذا العام الفرص والدروس بعيداً عن المواعظ بالمعنى المتداول. الاحتفال جاء ليتوج أربعين عاماً من العمل والعطاء، ولذلك اتسمت دروسه بنظرة يصدقها الواقع، وفكر مرئي في الممارسة والتطبيق.

فماذا بعد؟

مطلوب تحويل روح الاتحاد التي أحاطت بنا بحق من كل جانب، ودخلت قلوبنا وعقولنا، إلى برامج ومشاريع، ومطلوب قبل أن يسهم المواطن في إنجاح المشاريع الوطنية عبر العمل بروح الفريق، أن يتحول نفسه إلى مشروع. مطلوب أن يحسب المواطن الفرد حساب المستقبل وأن يتعايش هو أولاً مع ثقافة المساءلة، بمعنى أن يسأل الإنسان نفسه كل صباح وكل مساء عن واجباته، وهل هو راضٍ عن نفسه ذلك اليوم. وليحاسب المرء نفسه على أدائه في المحيط الأضيق فالأوسع فالأوسع، بدءاً من نواة الأسرة الصغيرة وصولاً إلى المجتمع والوطن.

أهم دروس اليوم الوطني الأربعين تلك المحبة المتدفقة التي غمرت الوطن من أقصاه إلى أقصاه، فقد عبّر المواطنون عن انتمائهم للوطن بشفافية وتلقائية وصدقية عالية، ومطلوب بعد اليوم الوطني استمرار هذه الروح الوثابة، بحيث تتحول إلى ضوء ومنهج وطريق.

مواطن الإمارات، بل والمقيم على أرضها الغالية، بعد اليوم الوطني الأربعين هو غيره قبله، هذا أكيد، ومن المناسب تماماً نشر هذا الوعي في الأيام والشهور والأعوام المقبلة. المدارس والجامعات والأوساط الشبابية بالذات معنية بهذا الكلام قبل غيرها باعتبارها مستقبل هذا الوطن.

نعم استحضرنا الماضي في مناسبة اليوم الوطني الأربعين لكن هذه الذكرى المجيدة تؤدي قطعاً إلى المستقبل، والمستقبل مسؤولية الجميع.

 

بقلم – إبن الديرة جريدة الخليج

مسؤولية اليوم الوطني

من مفردات اليوم الوطني المسؤولية. هذه الكلمة المفعمة بالإيحاءات، والتي تشتمل على مزيج مذهل من السحر والواقع. وفي إسلامنا العظيم “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.

الحكاية تبدأ من البيت إلى المجتمع والوطن والدولة، والمسؤولية تتوزع بين الجميع، وصولاً إلى حاضر أرقى ومستقبل أفضل، وإذا كانت المسؤولية كلمة جميلة ومعبرة، فإنها، في هذا الزمن، أحوج ما تكون إلى تحديد وتأطير، حتى تغادر الشعار البرّاق إلى الفعل والتأثير، وإلى واقع الناس ومستقبل البلاد.

ما نحن فيه اليوم من حياة ونهضة إنما تحقق، وبهذا الشكل والمضمون، بناء على إدراك عميق بالمسؤولية.

والمسؤولية متطلبات وشروط. المسؤولية وعي، وتاريخ من التعامل مع النفس والآخر. مع الذات والموضوع. المسؤولية أن نقدر قيمة الوقت، وأن نسعى، معاً، وعلى حدة، لتحسين الأداء وتحقيق فكرة الإنتاج.

المسؤولية أن نحاول، كل صباح، مواجهة المسؤولية منذ الصباح الباكر إلى الليل المتأخر. أن نكون مسؤولين أمام أنفسنا أولاً، وبالتالي أن ننمي داخلنا فكرة النقد الذاتي بكل شفافية ووضوح بعيداً عن جلد الذات، أو تجريح الآخر.

والمسؤولية أن نستوعب تماماً معنى أن نكون إماراتيين.

هي النسبة إلى الإمارات. الانتساب والانتماء، والاستعداد لتحمل المسؤولية من أصغر تكليف إلى التضحية بالروح.

هذه مسؤولية اليوم الوطني، ومسؤولية الأيام الوطنية، وفي السنة الإماراتية 365 يوماً وطنياً.

 

بقلم “إبن الديرة” جريدة الخليج

آخر تحديث في: أكتوبر 21, 2020 /