إشعارات هامة
Close

خيارات الوصول

استمع لهذه الصفحة

حدد اللون

القراءة الليلية

إعادة ضبط جميع الإعدادات

المساعدة التفاعلية

أفضل هيئة اتحادية

الحمد لله

إِذا غــامَرْتَ فــي شَــرَفٍ مَـرُومِ
فَـــلا تَقْنَــعْ بِمــا دُونَ النُّجــومِ

إخواني وأخواتي .. أسرة  “هيئة الإمارات للهويّة” ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

الشكرُ لله سبحانه وتعالى من قبل.. ومن بعد.

إنّه لمن دواعي غبطتي وسروري، أن أزفّ إليكم نبأ فوز “هيئتنا الغالية” بالجوائز الأربع التالية.. في “برنامج الشيخ خليفة للتميّز الحكوميّ”:

  • جائزة “أفضل هيئة اتحاديّة” (أقلّ من 900 موظف) .
  • الجهة الاتحادية المتميزة في مجال (القيادة) .
  • الجهة الاتحادية المتميزة في مجال (تقديم الخدمات) .
  • جائزة فريق العمل المشترك المتميز (فريق الانتخابات) .

احترتُ كثيراً بأيّ الكلمات أبدأ .. فكان الشكرُ لله سبحانه وتعالى هو الأوجب والأبلغ.. وجاهداً أحاول البحث عن “الكلمات” التي يمكنها التعبير عن “حقيقة” اعتزازي وتقديري وشكري لكم جميعاً.. فلم أجد سوى “فيضاً” من خواطر تنساب هذه اللحظة على هذه الشاشة البيضاء.. مثل حبّات المطر المسكون بالتفاؤل والأمل والبشرى.

أن نكون “أفضل هيئة اتحاديّة”.. وأن نحصد، بحمد الله، هذا العدد من جوائز التميّز.. فهذا يعني أنّنا نسير على الطريق.. وأنّ المسار الذي رسمناه معاً منذ نحو ثلاثة أعوام هو “المسار الصحيح”.. الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن.. والذي سيوصلنا بإذنه تعالى.. إلى ما نطمح له من أيّام أكثر إشراقاً.. وإنجازات أنصع بياضاً.. ونتائج أكثر تميّزاً.

أربع جوائز ..  وما أجمل طعم الانتصار..

أنظرُ إلى الوراء .. وأستعيدُ أيّاماً قضيناها جميعاً .. كانت صعبة في معظم الأحيان ً.. كنّا نواصل ليلها بنهارها.. بجدّ .. وتعب.. وسهر.. ومشقة.. كي نواصل مشروعاً بدأناه.. أو من أجل أن نُنجز هدفاً وضعناه.. أو كي نقطع طريقاً رسمناه.

  • “الجوائز” لم تأتِ من فراغ..
  • والتميّز ليس منحةً مجانيّة.. أو هديّة تذكاريّة..
  • “التميّز”.. ثمرة جهد وحصيلة تعب..
  • و”التميّز” وسام تفوّق وراية إبداع..
  • و”التميّز” .. أوّل الخطوات نحو “القمم” .. وأوّل الغيث نحو “المطر”.

“أفضل هيئة اتحاديّة” .. تتويج لرحلة بدأناها معاً.. ومعاً سنواصلها بإذن الله تعالى.. رحلة كانت خارطة الطريق لها:

“منظومة فكريّة وإداريّة واضحة المعالم”.. و”استراتيجيّة جديدة قرأت الواقع بعمق.. وتعاملت مع مفرداته بوعي.. وواجهت تحدّياته بشجاعة وثبات..

إِذا غــامَرْتَ فــي شَــرَفٍ مَـرُومِ
فَـــلا تَقْنَــعْ بِمــا دُونَ النُّجــومِ

بيتُ من الشعر هو من أروع الأبيات التي نظمها شاعر “العربيّة” الرائع.. والمتميّز.. والمتألق.. “المتنبي”..

بيتُ من الشعر يختزل أروع ما في التميّز من معاني بعدد قليل من الكلمات..

بيتُ من الشعر يضعنا.. جميعاً.. في مواجهة صريحة مع “استحقاقات” و “مسؤوليّات” ما بعد الفوز بالجوائز..

هل نقنع بأربع جوائز؟

وهل نكتفي بهذا القدر من الإنجاز؟

وهل نفرح ونبتسم.. ومن ثمّ نسلتقي على “حرير” الإنجازات”؟

على يقين أنا .. أنّ “الأصعب” هو القادم..

وأنّ “المحافظة على النجاح”.. أشق كثيراً من صناعة النجاح..

وواثق أنا .. أنّ “التميّز” هو الرحلة التي لا نهايات لها..

فأجمل “الإنجازات” هي تلك التي لم تتحقق بعد..

وثقتي بكم كبيرة أيّها الإخوة والأخوات.. بأن تكونوا “فرسان” الإنجازات القادمة.. كما كنتم.. وعن جدارة واستحقاق .. أهل “الإنجاز” .. ونجوم “التميّز”..

وفقكم المولى عزّ وجلّ لكلّ ما يُحبّ ويرضى

 

د. علي محمد الخوري, المدير العام

معنى الوفاء

هي أكثر من مجرد بطاقة نحملها في جيبنا أو في الحقيبة وتلازمنا كظلنا أينما كنا . تلك الصغيرة المليئة بالمعلومات والأرقام والأسماء وفي جانب منها صورة حاملها، هي أنت وهو وهي وكل إنسان، هي اسمك ونسبك، هي دليل وجودك منذ ولادتك وحتى مماتك، هي هويتك . ولعل الأهم في تلك البطاقة أنها جزء من انتمائك لبلدك، وبيدك أن تكون مجرد رقم ورمز تلتقطه أجهزة الكمبيوتر وتتعرف إليه الآلات في المطارات وفي المعاملات الرسمية، أو أن تحمل في بطاقتك كل مشاعرك ومبادئك ووطنيتك .
إذا سألت أغلبية الطلبة في المدارس عن معنى “الهوية”، فكم نسبة الذين سيربطون بينها وبين “الوطنية”؟ من منهم سيربط بين تلك البطاقة الإلكترونية التي تختصر وجوده في معلومات أساسية عنه ولا يمكنه إجراء أي معاملة من دونها، وبين ما ترمز إليه الهوية من مشاعر وطنية وإحساس بالانتماء للأرض والوطن؟
هيئة الإمارات للهوية قدمت دراسة إلى وزارة التربية والتعليم حول إمكانية تدريس مفهوم بطاقة الهوية في المناهج الدراسية والأنشطة التعليمية، وذلك في إطار السعي إلى رفع مستوى الوعي لدى الطلبة بأهمية “مشروع نظام السجل السكاني وبطاقة الهوية” . خطوة بلا شك إيجابية ومثمرة، لكن الوزارة مازالت تبحث في حيثياتها، ونتمنى ألا يطول هذا “البحث”، وأن يتحول إلى فعل التطبيق قريباً لما لهذه الخطوة من أهمية في تنمية وعي الطلاب حول مفاهيم أساسية لابد من زراعتها في نفوسهم وهم بعد طلبة في المدارس . فهل يختلف مفهوم بطاقة الهوية وسبب وجودها عن مشاعر الفخر وحب الانتماء للوطن، والتي تؤدي لاحقاً إلى التمسك به والدفاع عنه؟ لكن للأسف فئة كبيرة من الناس وهي غير محصورة بالشباب فقط، لا تدرك هذا الأمر ولا تربط بين هذه وتلك .
وزارة التربية والتعليم تبحث أيضاً في الأطر التي سيتم اعتمادها من أجل تطبيق المبادرة، على أن تشمل المرحلة الثانوية . قد تكون محقة لأنه يصعب على الصغار استيعاب مفهوم الهوية، إذا أخذناه بالأبعاد التقنية وبارتباطه بالتعداد السكاني، أما بالنسبة لتنمية المفهوم الوطني من خلال بطاقة الهوية، وترسيخ هذا الإحساس في نفوس الطلبة، فمن الأفضل بدء تطبيقه على المراحل الابتدائية كي تتأصل هذه المفاهيم والمشاعر في نفوس الأطفال وترافقهم في كل المراحل، وليس من الصعب إدخالها إلى المناهج التربوية بوسائل ترفيهية مبسطة .
تقول دراسة أمريكية حديثة إن 640 مليون شخص من أنحاء العالم يريدون الهجرة من بلدانهم ولأسباب مختلفة، وأغلبية هؤلاء من الشباب . وإذا كانت دولة الإمارات توفر السعادة لأبنائها وتتفوق في دعمهم ومساعدتهم وتوفير فرص التعليم والعمل لهم، فلماذا لا تزرع المدارس في نفوس الأبناء معنى الوفاء والدفاع عن الهوية والتمسك بها، كنوع من السلاح في أيدي الأبناء يواجهون به أي إغراء للهجرة أو التخلي عن الوطن؟

بقلم: مارلين سلوم , جريدة الخليج

حكمة القيادة .. ورؤية القائد

“نموذج نادر من نماذج القيادة المعاصرة”… وصف دقيق.. وتشخيص مُنصف.. وخلاصة منطقيّة للمشهد “القيادي” الذي يفرد جناحيه فوق هذه الأرض الطيّبة والمعطاءة.. أرض “الإمارات” التي تزهو هذه الأيّام بعبير نجاحاتها.. وروعة إنجازاتها.. ومٍسكِ ألقها وضيائها.

شهادتنا في “القيادة” التي نُحبّ هي شهادة مجروحة… وكلماتنا في “القيادة” التي حولها نلتفّ.. ستبقى كلمات عاجزة.

وأحرف اللغة التي نُبحر معها.. ومن خلالها.. لن يكون بمقدورها اكتناز المعنى النابض لحكمة القيادة التي عنها نتحدّث.. ولا لرؤية القائد التي صوبها نتّجه.

نعود إلى البدايات الأولى.. وإشراقاتها.. إلى الأيّام التي كانت معجونة بالصبر والتضحيات.. الأيّام التي أرسى أسسها المتينة..  ورسم ملامحها العميقة.. المغفور له بإذن الله تعالى والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. يرحمه الله، مؤسّس دولتنا وباني نهضتها الحديثة.. قائدها الفذ.. وصاحب رؤيتها العميقة.. حكيمها.. وربّان سفينتها.. وقائدها نحو شواطىء الأمن وفراديس الأمان.

الشيخ زايد طيّب الله ثراه.. هو حكمة القيادة.. ورؤية القائد في الآن ذاته… وهو من قبل ومن بعد “رجل دولة بامتياز”..

من رحم هذه الأرض الطيّبة جاء.. قرأ تفاصيلها جيّداً.. انصهرت روحه النقيّة مع حبّات رملها.. ومائها.. قلبه تعلّق بشجرها.. وبحرها.. وسمائها.. وأرضها.. وحدها “الإمارات” كانت تسكن قلبه وروحه.. ولها “بذل” عمره سخيّاً.. من أجل يومها.. وحاضرها.. وغدها.. ومستقبلها.

 

بقلم الدكتور المهندس/ علي محمد الخوري, مدير عام هيئة الإمارات للهويّة

الإمارات "الأولى"


الإمارات “الأولى”… الأولى عربيّاً في مؤشرات السعادة والرضا بين الشعوب.. الأولى عربيّاً في مجال جاهزيّة الحكومة الإلكترونيّة.. الأولى عربيّاً في مؤشرالرفاهية العالمي.. الأولى عربيّاً في منح الفرص الاستثمارية للمرأة.. الأولى عربيّاً فيقائمة التنمية البشريّة.. الأولى عربيّاً في نتائج الاختبارات الدوليّة(2009 PISA)…
***
شعور غامر بالسعادة لا يمكن وصفه، وفرحة زاهية ممزوجة بالفخر والاعتزاز، وفرحة تتسلل إلى القلب وتنساب في أقاصي الروح…
ذلك هو شعوري، وأنا أقرأ المسوحات التي تقوم بها المنظمات الدولية، والتي تظهر يوما بعد يوم نتائج يعيشها واقعاً من يسكن هذه الأرض الطيبة.. وطننا الأغلى من الروح…
***
الإنجاز يًولّد الإنجاز.. والمركز الأوّل دوماً يُغري بالتشبّث بالمركز الأوّل.. وإنجازات “الإمارات” لم تأت من فراغ.. فرؤية قيادة الإمارات 2021 بأن تكون “الإمارات” من بين أفضل دول العالم تجسيد حقيقيّ لحكمتها..  وبُعد نظرها..  وقدرتها الفذة على استشراف الغد المشرق.. الغد الذي ينبثق من رحم “الحاضر” المزدهر.. ويستند إلى صلابة “الماضي” العريق..
هذه الرؤية كانت ولا تزال خلف ما يتحقق من إنجازات وعمل يسير بخطى واثقة.. متفائلة.. ومسكونة بالوعد والأمل..
***
محظوظون بقيادتنا “حفظها الله” التي تضع دوماً نُصب عينيها سعادة أبنائها المواطنين، ولم تغفل كذلك عن المقيمين على أرضها.. وما يميز قيادتنا بأنها ترى سعادتها ومبعث راحتها الشخصية من سعادة وراحة شعبها..
ذلك هو التجسيد الحيّ والتعبير الحقيقيّ لمدرسة “الأبوّة الخالدة” التي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله تعالى.. والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.. مؤسّس دولتنا وباني نهضتها الحديثة.. صاحب القلب الكبير.. “الأبوّة الخالدة” التي ننهل إلى اليوم من نبع حنانها وفيض عطائها وطيب سجاياها وعبير محبّتها…
***
أقولها مرة أخرى: الإمارات الأولى.. ثمرة تخطيط سليم.. وفكر استراتيجيّ عميق.. ورؤية واضحة.. تعرف أين تقف وإلى أين تسير…
إمارات الوطن.. كنتِ وما زلتِ.. وستبقين.. الأولى في ثنايا القلب.. الأولى في أقاصي الروح.. الأولى في حدقات العيون…

بقلم: د. علي محمد الخوري, المدير العام

الإمارات الأسعد

في يوم الحصاد يكتمل الفرح أو يكاد، ويشعر كل مواطن بالإنجاز والقطاف، فالإمارات تحقق المراكز الأولى في كل مجال. وها هي تحقق المركز الأول عربياً في السعادة والرفاه. مواطن الإمارات هو الأسعد، وذلك نتاج شغل دؤوب للقيادة والحكومة والشعب. من هنا تهنئة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”. المنجز مشترك. لكن محمد بن راشد يرد الإنجاز إلى دعم ومتابعة خليفة، والكل قد عمل. وعمل كثيراً من أجل الإمارات العربية المتحدة. الكل اشتغل وضحّى، ولنتذكر دائماً، وحكومتنا، عادة، لا تنام، الجنود المجهولين العاملين في صمت، ومواصلي الليل بالنهار، نحو تحقيق نتائج عربية وعالمية مثل هذه.

الإمارات الأولى في تحقيق السعادة، والمعنى عميق، فمواطن الإمارات يعانق الفرح، وينام سعيداً ويصحو سعيداً. معناه أنه مطمئن على نفسه وعلى بيته وأولاده، ومطمئن على أرضه ووطنه، أنه يعيش وجوه التنمية والتقدم، يلاحظ ويسهم ويسعد. ويكتسب المزيد من الثقة.

وما كان ذلك ليحدث لولا تضافر الجهود من القيادة العليا إلى كل عنصر في الحكومة، وإلى كل موظف كبير أو صغير. الأسرة المواطنة لها دورها العظيم: الآباء والأمهات وأولياء الأمور، والمجتمع بكل فئاته وأطيافه.

إن الإمارات التي تستقطب اليوم أكثر من مئتي جنسية عالمية تنفتح على الآخر، وتحقق عبر سلوكها المتميز عنوان التسامح والاعتدال والانفتاح على الآخر، وتذهب بعيداً في أشواط التنمية والاقتصاد والثقافة، وتحقق في الوقت نفسه، عبر عمل مؤسسي، هويتها الوطنية.

الإمارات تستحق التهنئة، وقيادة الإمارات قطعاً تستحق.

الإمارات تستحق التهنئة، وقيادة الإمارات قطعاً تستحق.

بين الإدارة والقيادة

لا يستطيع منصفٌ إلا أن يؤكد أنّ دولتنا قد جعلت من التنمية البشرية هدفاً أسمى، بوضوح رؤية وإيمان ودأب تحدث عنها القاصي قبل الداني، ومن هنا تعددت وجهات النظر حول القيادة والمهارات التي يجب أن تتوافر في من يضطلع بدور قيادي في أية مؤسسة.

ورغم أنني من الذين يؤمنون بأن المهارات القيادية يمكن تعلمها، ومن الجائز أن يطور الإنسان مهارته التي وهبه الله إياها، في الاتجاه الصحيح ليتمكن من توجيه فريق من الناس لتحقيق هدف معين، إلا أنني في ذات الوقت من المؤمنين بأن القادة المؤثرين في أي مؤسسة أو دائرة، هم عملة نادرة أو هم هبة من الله يمنحها لبعض من الناس لتحمل تبعات قد لا يقدر عليها غيرهم، سواء من الناحية النفسية أو الطاقة البدنية، والاختلاف والتمايز بين البشر هو قانون كوني، واختلاف القدرات بين الناس هو كذلك نظام؛ أراد الله به أن تتوزع أدوار الناس لينضبط الكون، فكل ميسر لما خلق له كل على قدر طاقته، وإلا لو أن كل البشر أصبحوا قادة فمن سيقودون إذا؟

وإذا نظرت حولك لتقرأ سير الناس وميولهم، ستجد أن القيادة الحقيقية قد يجد الفرد فيها نفسه، وقد تكون دون إرادة منه أو رغبة فيها، وهي ليست وليدة المصادفة ولكن جانباً كبيراً منها جاء معه إلى الدنيا، تجده بين إخوانه وأخواته في أسرته الصغيرة، هو المركز وهو من يستشيره باقي أفراد أسرته في شؤونهم، ويلجؤون إليه في الملمات ووقت الكرب والشدة وعند الرغبة في اتخاذ القرار. وهو من يبادر قبل أن يطلب منه، كما أنه المهموم دوماً بشؤون الآخرين، مندفعا إليهم للمساعدة دون تطفل، كما أنك تجده القادر على العطاء بنفسية عالية دون مَنٍّ أو انتظار رد.

انظر حولك سوف تجد أن الله سبحانه وتعالى قد حبى كل أسرة بنفر قليل من هؤلاء دون باقي الأفراد، في حين تجد غيرهم يستهلكهم الشأن الشخصي، ويستمتعون بقيادة غيرهم لها، وينزعجون غاية الانزعاج إذا طلب منهم أن يتصدروا لأخذ قرارات مصيرية. هؤلاء النبت الطيب بهذه الصفات القدرية ـ في جانب كبير منها في أغلبهم ـ هم الذين يتولون القيادة في المؤسسات التي ينتسبون إليها، أو ما يديرونه من مشروعات وما يحملونه من مهام، ويتميزون فيها كذلك.

ولا شك أن الإدارة تختلف عن القيادة، فالمدير الناجح يكتفي بتنفيذ التعليمات بدقة وحذق، ويرضى كل الرضى بذلك، ويمكن الاعتماد عليه دائماً في ذلك، أما القائد فهو صاحب رؤية ومقتحم، ولديه حس يستطيع أن يرى به ما لا يراه الآخرون، وقد يتنبأ بفرص للنجاح يعجز عنها الآخرون، كما أنه قادر على اتخاذ قرارات تتطلب قدراً من المغامرة المحسوبة، يتراجع عنها غيره.

ورغم أنه بشر يصيب ويخطئ، إلا أن ندمه دائماً ندم إيجابي وليس ندماً سلبياً. فالندم الإيجابي هو الذي يحدث عندما يقدم الفرد على اتخاذ قرار قد يكون خاطئا، أما الندم السلبي فهو الندم على عدم اتخاذ قرار بعينه أو ترك فرصة للنجاح لم يتم اقتناصها، وفرق كبير بين الاثنين.

لذا فإن القائد هو من يملك شجاعة تحمل مسؤولية اتخاذ قرارات مصيرية، قد تؤثر على مستقبل المؤسسة في حالة فشلها، وقد تكون نقلة غير مسبوقة وتحدث تطوراً يجعلها في المقدمة إذا نجحت. وهذا ما يبعد عنه الكثيرين، إيثاراً للسلامة وخوفاً من القادم وخنوعاً لما هم فيه؛ فالمغامرة المحسوبة جزء أصيل من شخصية القائد.

القائد الحق لأية مؤسسة، هو من يبحث دائماً عن التحدي لتحقيق أهداف قد يرى آخرون أنها ضرب من الخيال، بينما يرى هو أنها ممكنة التحقيق، وهو لا يرضى بمجرد تحقيق الهدف وفقط، بل يسعى لتحقيق الأهداف بكثير من التميز.

القائد عندي هو من لا يتحدث كثيراً عن إنجازاته السابقة وفقط، ولكنه فور أن ينتهي من تحقيق هدف أو مرحلة من النجاح يتطلع لتحقيق غيرها، يعيش في معركة نجاح مستمرة، وهو في هذا لا يقيس نفسه وإنجازاته بما يحيط به من مؤسسات أخرى، ولكنه في تحدٍّ مع ذاته أولاً.

القائد الحقيقي هو من يوقن بأن لدى العاملين معه ـ وليس لديه ـ طاقات يمكن تفجيرها إذا أحسن استخدام مفاتيح شخصياتهم، ويوقن كذلك بأن كل عمل يوكل لأي فرد من المحيطين به، هو عمل كبير في قيمته مهما كان بسيطاً، وأن لدى الأفراد مهما كانت درجاتهم الوظيفية، أفكاراً يجب تقديرها والاستفادة منها.

لذا فإن القائد هو من يستمع أكثر مما يتحدث، ولا يتحدث إلا بعد أن ينصت لكافة وجهات النظر دون تمييز، ويعلي مصلحة المؤسسة مها كانت قبل أن يتحيز لرأي معين، ولا يتخذ قرارات قبل أن يستشير المحيطين به، وقراراته لا تكون بالضرورة اختياراً من بدائل مطروحة أمامه، بل قد تكون مخالفة لما هو مطروح ما دامت تدعمها الحجة وقوة المنطق، وفي الوقت ذاته يملك شجاعة التراجع عن رأي أخذه ليست فيه مصلحة أو سيؤدي إلى نتائج غير طيبة للمؤسسة.

القائد الحقيقي يملك شجاعة الاعتذار إن أخطأ، فهو ليس معصوماً، وإنما هو في النهاية إنسان يخطئ ويصيب. وهذا الاعتراف عند الخطأ، من أهم مؤهلات النجاح، وهو جدار الثقة الذي يعلو يوما بعد يوم بينه وبين فريق عمله.

القائد الحقيقي لا تقتصر علاقته بالعاملين معه على بيئة العمل، بما فيها من أوامر ونواهٍ، وليس في فمه غير كلمتي: افعل ولا تفعل.. ولكن هو من يدرك أن المحيطين به بشر يفرحون أحياناً ويحزنون أخرى، لذا فهو الحريص على مشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم، والبعد الإنساني حاضر في تعاملاته دائماً.

القائد الحقيقي لأية مؤسسة، هو من يقرب منه أصحاب الحكمة مهما كان اختلافه معهم، ولا يفضل أهل الثقة على أهل الخبرة، كما يدرك أن جزءاً أصيلاً من مهامه، هو صناعة قادة مؤهلين لتحمل المسؤولية من بعده، لتستمر مسيرة النجاح.

ورغم ذلك كله، أقول إن المهارات القيادية يمكن اكتسابها وتعلمها عبر تراكم الخبرات، فتلك المهارات ليست أمراً معجزاً.. فالكثير منا يستطيع أن يكتسب المهارات القيادية، ولكن قلة يصلون فيها إلى مرحلة الإبداع.

 

ملاحظة: المقالة منشورة في “جريدة البيان”

بقلم: د. خالد الخاجة , عميد كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية ــ جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا

حكمة القيادة واستشراف المستقبل

قيادتنا الرشيدة تملك مخزوناً من الحكمة الصافية.. وبُعد النظر.. والقدرة على استشراف المستقبل.. ما يجعل من “الحديث” الأبويّ الذي توجّه به صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، امتداداً للإشراقات الفكريّة التي عوّدنا عليها المغفور له بإذن الله تعالى الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يرحمه الله تعالى.

إن كلمة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، التي وجهها للشباب تُعدّ “إطاراً فكريّاً” وموجّهاً صادقاً من موجهات العمل الذي يصبّ في مصلحة الوطن والمواطن، و”كنزاً” من الحكمة التي يوجهها سموّه إلى قلوب أبنائه من شباب هذا الوطن الغالي.

مسؤوليّتنا كبيرة في استخلاص الدروس والعبر من “محتوى” الكلمة الثمينة لصاحب السموّ حاكم الشارقة، ودور كبير تتحمّله جميع المؤسّسات العاملة في الدولة في التوعية والتثقيف، مع ضرورة عدم اقتصار هذا الدور على المؤسّسات التعليميّة والتربويّة والثقافيّة، لأنّ هذه المسؤوليّة مسؤوليّة وطنيّة جماعيّة تفرض على جميع المسؤولين التعامل معها بمنتهى الجديّة والاهتمام.

شباب اليوم بحاجة فعليّة وتوعية مستمرّة ينبغي أن تبدأ من البيت، وتتواصل في المدرسة والجامعة، وفي كافة المراحل التي يمرّ بها شبابنا، تحصيناً لهم وحماية لأرواحهم من الوقوع أسيرةً بين “مطرقة” الإعلام المغرض برسائله التي تدسّ السمّ في الدسم، وبين “سندان” الأجندات الخارجيّة التي تحاول استخدام شبابنا لخدمة أهدافها.

ملاحظة: نُشرت هذه المقالة في جريدة “االخليج”، ص 9، العدد 11998، بتاريخ 25/مارس/ 2012

 

بقلم: سعادة الدكتور المهندس/ علي محمد الخوري, مدير عام الهيئة

"الله يديم عزّ شيوخنا"

“الله يديم عزّ شيوخنا”.  كلمات عفويّة من القلب!
قلب مواطن ينبض عشقاً وحبّاً لكلّ حبّة تراب من ثرى وطنه الطاهر..  قلب مواطن يفيضُ انتماءً.. ووفاءً.. وإخلاصاً لقيادته الرشيدة.
***
كلمات يكتبها القلب بديلاً عن القلم.. القلم العاجز هذه اللحظات عن التعبير بصدق عمّا يسكن أعمق أعماقنا..  من مشاعر متداخلة..
وأحاسيس متباينة.. وعواطف جيّاشة تنساب كماء نهر صافٍ تُسيّج ضفّتيه مشاهد وصور لن تبرح القلب.. والعقل.. والذاكرة.. والوجدان .
***
لم يكن لقاءً رسميّاً ذاك الذي جمعنا مع سيّدي سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربيّة، في قصر سموّه العامر في ليوا.
كان لقاء الأب بواحد من أبنائه القريبين جداً من القلب.  كان لقاء الأخ بإخوة له يقاسمهم الحلم.. والحبّ.. والفرح.. والأمل.. والوعد..
كان لقاء المُحبّ بمن يُحبّ.. وهل من هو أكثر حبّاً من “إبن الإمارات” بقادته وشيوخه وتيجان القلب والرأس.
***
سيّدي سموّ الشيخ حمدان:
الكلمات التي تخرج من القلب وحدها التي تلامس القلب والعقل والوجدان..  هكذا تعلمنا.. وهكذا قرأنا.. وفرق هائل سيّدي بين أن تقرأ وبين أن تشاهد.. بين أن تتعلّم وبين أن تمارس..
كلمات سموّكم الصافية والصادقة.. سيّدي..  من لحظة لقائنا بكم..  وحتى مغادرتنا قصركم العامر عائدين إلى عاصمة القلب “أبوظبي”.. هي التعبير الأصدق عن الكلمات التي تخرج من القلب.. وهي التجسيد الأمثل لروعة العلاقة التي تربط القائد الحقيقي بأبناء شعبه ووطنه.
***
سيّدي:
لن ننسى ما حيينا.. استقبالكم الدافىء.. وابتسامتكم الحانية.. وطيبتكم الآسرة.. ومحبّتكم النابعة من ” قلب من ذهب”..
ولن ننسى أبداً.. لهفة القائد الحقيقيّ.. التي رأيناها في عينيّ سموّكم.. وحرصكم على الإصغاء لنبض المواطن.. أيّاً كان موقعه.. والتفاعل مع احتياجاته.. والتوجيه نحو تلبيتها.
***
كلماتكم.. سيّدي.. هي “البوصلة” التي نُدرك من خلالها حجم محبّتنا لهذا الوطن الغالي والنفيس..  الوطن الراسخ في أقاصي القلب..  الوطن الرائع.. والعذب.. والجميل.
حديث سموّكم.. حُزمة  ضوء تنير الطريق.. وهو الرؤية التي تُسهم في تفجير الطاقات والإمكانات..  كي نخدم وطناً غالياً نحرسه برموش العين..  وطناً رائع الجمال والعطاء والبهاء.
***
حديث سموّكم.. سيّدي..  يُجدّد في أرواحنا جذوة الحماس.. ويوقظ في نفوسنا شعلة العطاء..
حديث استثنائيّ يُذكّرنا على الدوام أنّ الوطن هو الهدف.. وهو الغاية..  وأنّ “الإمارات” هي حاضرنا.. ومستقبلنا..  وهي يومنا.. وغدنا.. وهي “الأمانة” الغالية التي نحملها في صدورنا..  ونحفظها في قلوبنا..  ونصونها في حدقات عيوننا.
***
سيّدي سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيّان: هل نقول شكراً؟!
وماذا بمقدور هذه الكلمة العاجزة.. سيّدي.. أن تفعل أمام “الدروس والعبر” التي خرجنا بها من مجلس سموّكم العامر؟ في كلّ كلمة درس.. وفي كلّ جملة حكمة.. وفي كلّ نصيحة كنز.
سيّدي: جزاكم الله كلّ خير..  ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم عليكم نعمة الصحة والعافية.. وأن يوفقكم المولى عزّ وجلّ لكلّ ما يُحبّ ويرضى.

الدكتور المهندس/ علي محمد الخوري, مدير عام هيئة الإمارات للهويّة

هكذا هم

إخواني، أخواتي، متوجه الآن لاجتماع مجلس الوزراء، أشعر بطاقة إيجابية كبيرة تسري في آفاق دولة الإمارات، طاقة يملؤها الحب، والعطاء والعمل.

أطلب من الجميع بدون استثناء توجيه طاقاتنا لبناء مستقبل يحمل الخير لنا، ولأبنائنا، ولأسرنا، ونسأل الله أن يوفقنا في مساعينا من أجل رفعة الإمارات.

هذه الكلمات أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهو في طريقه إلى اجتماع مجلس الوزراء أمس، عبر حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي التويتر، فكانتا خير تغريدتين لأبناء الوطن وهم يتابعون رئيس مجلس الوزراء وكيف هي معنوياته، وما هي رسائله ودعواته، ومن التغريدتين تيقنت شخصياً من حجم المكاسب والنتائج الإيجابية والخير الذي يمكن أن يتمخض عنه الاجتماع، من هذه الرسالة أدركت حجم العمل والجهد الذي يبذله المجلس، لخدمة الوطن والمواطن، الذي هو نصب أعين القيادة والهدف الرئيس من كل جهد، أو عمل، فالوطن والمواطن هما الغاية وهما الهدف.

نعم يجب أن نستشعر جميعاً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا للحفاظ على الوطن وصون مكتسباته، وتعزيز قدراته وإنجازاته، ومواصلة عملية البناء والتنمية الشاملة، التي تسير عليها الدولة بطريقة أبهرت العالم، ومواصلة مسلسل النجاح وإضافة مشاهد جديدة من الإبداع والتألق الذي يضاف لرصيد الدولة، وهو الهدف الذي تسعى من أجله القيادة دائماً وأبداً.

لا يظن أحد أن ما يتحقق على أرض الوطن، وما تنجزه الحكومة، أو القيادة الرشيدة من مكاسب وإنجازات هو شأنها وحدها، وأن عملية بناء وطن شامخ بين الأمم هي مسؤولية القيادة والحكومة وحدها فحسب، فالمواطن معني بشكل مباشر بما يتحقق على أرض الإمارات من مكتسبات وسمعة وإنجازات ومكانة دولية مرموقة نتباهى بها اليوم بين الأمم والشعوب، فمسؤوليتنا جميعاً المساهمة بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة وإصرار لكسب غمار التحدي الذي تخوضه الدولة.

بسواعد أبناء الوطن يقوم البناء التنموي، وتدور عجلة التنمية الشاملة التي تسير عليها الدولة منذ قيام الاتحاد، فكانت ولاتزال مثالاً ونموذجاً يحتذى به في شتى حقول ومناشط ومجالات الحياة، وهي حصيلة وغلة ثمينة لابد من الحفاظ عليها، وتعزيزها بالعمل بجد وإخلاص، وعلينا أن نجعل من رسالة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتوجيه طاقاتنا لبناء مستقبل يحمل الخير لنا، ولأبنائنا، ولأسرنا، من أجل رفعة الإمارات، نبراساً نهتدي به وينير طريق الخير والعمل والفلاح والنجاح والتقدم الذي نصبو إليه.

فبالعمل والإخلاص والتفاني تتحقق الطموحات التي لا سقف لها في الإمارات التي عشقت خوض غمار كل معركة بناء وإنجاز وتحد يحقق الرفعة للوطن والمجد لأبنائه، هذا الحب غرسته فينا القيادة الرشيدة التي لا ترضى بغير الصدارة، والرقم واحد الذي هو الهدف الأول والأخير لخدمة وطننا، وسعياً لمزيد من الإنجازات والنجاحات والفخر لوطننا الغالي الإمارات، فإذا كانت هذه هي طموحات المجلس وقيادته، فبلاشك أنها ستقود إماراتنا الحبيبة إلى العلا والتقدم.

 

بقلم: محمد عيسى, صحيفة الاتحاد

حكامنا بشر مثلنا..

كان ذلك في بداية السبعينات، دأب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على التجول في المدينة، وتفقد أحوال المواطنين، براً وجواً، كما رأينا في لقطات مصورة بثها، أمس، المكتب الإعلامي عبر القناة الخاصة بالشيخ محمد على “يوتيوب”، يظهر فيها سموه متجولاً بطائرة مروحية يقودها بنفسه في أنحاء الإمارة.

لم يكن حينها حاكماً، كما لم يكن ولياً للعهد، بل كان وزيراً للدفاع، لكنه كان يتلمس احتياجات الناس، وكان قريباً جداً منهم، ولا يزال كذلك، لم تغيره المناصب، لأن ما يفعله نابع من قناعة ذاتية، وليس فعلاً مصطنعاً لهدف دعائي أو أهداف أخرى.

تعمدت أن أبدأ مقالتي بالفترة الزمنية التي ظهر من خلالها سموه وهو يتفقد أحوال مواطنين في منطقة صحراوية، يبدو أنها نائية بمقاييس ذلك الزمان، فلم تكن حينها المنظمات المعنية بحقوق الإنسان تعرف شيئاً عن هذه المنطقة، وهذا الجزء من العالم، ولم يكن هناك ربيع أو خريف أو شتاء عربي أو غير عربي، كما لم تكن هناك مواقع تواصل اجتماعي، “تويتر” لم يكن حاضراً، و”فيس بوك” لم يصنع بعد، لم يكن هناك سوى حكام يحبون شعبهم، وشعب مخلص لأرضه وحكامه.

الجولات الميدانية وسياسة الباب المفتوح، هما الركيزتان الأساسيتان، واختلاط الحاكم بالشعب هو الميزة التي تربى عليها ذلك الجيل، ومحمد بن راشد كان ولا يزال يمارس سياسة أبيه وأجداده في التواصل مع الناس، وتفهم احتياجاتهم، والنزول إليهم، والتجول بين بيوتهم لتلبية مطالبهم، وصلهم بالطائرة في أماكنهم الوعرة في السبعينات، ولا يزال يصلهم بسيارته وحيداً في أحيان كثيرة، رأيناه في هذا الفيلم المصور يتبادل الحديث مع مسن ويشرب معه القهوة، ورأيناه قبل سنوات مع ذلك “الشايب” يجلس معه على أرض خالية من أي فراش، سأل ذاك المسن عن حاجته قبل 40 عاماً، وبنى لهذا المسن بيتاً جديداً مؤثثاً قبل سنوات قليلة، وما بين هذا وذاك، آلاف وآلاف من الناس، وآلاف وآلاف من قضاء الحاجات، لم يفعل ذلك رياءً ولا طلباً لشهرة أو مجد، بل لأنه حاكم يؤدي مسؤوليات وواجبات الحكم، ويعطي الناس حقوقهم التي كفلتها لهم الدولة.

لم يكن مطلعاً على الغيب، كما لم يكن زايد كذلك، لكنهما صاحبا رؤية وفكر، فزايد لم يسمع كلام الخبراء الذين حذّروه من زراعة الصحراء، قبل أن يندهشوا لاحقاً من أنواع الثمار والأشجار التي نبتت في أنحاء أبوظبي، ومحمد بن راشد كان يتفقد بالطائرة مناطق خالية موحلة، لكنه كان مدركاً أن هذه الأرض ستتحول يوماً إلى ما مشروعات عملاقة، تنقل دبي من مدينة صغيرة غير معروفة إلى مدينة راقية تنافس أكبر مدن العالم، وتتفوق عليها أيضاً.

وبكل تأكيد فحكامنا أيضاً ليسوا ملائكة، ولا هم آلهة، بل هم بشر مثلنا، هذه ميزتهم الحقيقية التي يفتقدها كثيرون، إنهم بشر يتجولون بيننا، ويتفقدون أحوال الناس، يجلسون في مجالس المواطنين، ويأكلون طعامهم، يفرحون معهم، ويحزنون معهم، ويدركون أيضاً أن هناك متغيرات ونواقص، ويعملون على استكمالها، وهذا هو الفرق.

 

بقلم: سامي الريامي, صحيفة الإمارات اليوم

ماهي ملاحظاتك؟

الغاء

ماهي ملاحظاتك؟

واجهتني مشكلة تقنيةلم أتمكن من إيجاد المعلومات المراد الحصول عليهاالمحتوى غير مفهومسبب آخر
الغاء