كلنا يعرف هيئة الإمارات للهوية، لكن قليلون الذين يدركون أهميتها ودورها الذي أصبح بالغا وبارزا ومحوريا في تعزيز بناء الدولة ونهضتها الحضارية، وتطوير مؤسساتها وقطاعاتها، لبلوغ الاقتصاد القائم على المعرفة وعلى الإبداع والتميز، ولتحقيق رؤية الإمارات 2021، وحكومتها الهادفة إلى جعل الدولة في صفوف الدول الأكثر تقدماً، ولمواكبة جديد التطورات والمتغيرات التي يشهدها العالم، ولتبقى محافظة على مراكزها الأولى التي حققتها اقليميا ودوليا في مختلف المجالات والقطاعات.
الهيئة تلعب هذا الدور، ومن خلال استراتيجية واضحة المعالم والأهداف، مدعومة بكادر بشري يعمل بروح الفريق الواحد، يتطور ويتناغم ويتفاعل مع خطتها المرسومة لعام 2010- 2013 والمتمثلة في التركيز على المتعاملين والثقة والابتكار والمسؤولية لبلوغ أهداف رؤية الإمارات 2021.
ومن جديد الهيئة وهي تسير على هذا النهج، وعلى هذا الطريق- الإعلان عن التوجه لإنشاء مركز للتعليم المؤسس في الدولة ليكون فرعا للمركز الرئيس في الولايات المتحدة الأميركية، مهمته نشر الوعي بأهمية تعزيز ثقافة التعليم المؤسس بين مؤسسات الدولة المختلفة، التي بعضها يتمتع بهذه الثقافة، وبعضها الاخر يفتقدها، وهذا ما تجسده الخدمات في القطاعات التي تعكس مدى التطور والثقة في القطاعات.
وكما قال مدير عام هيئة الإمارات للهوية، نحن في أمس الحاجة إلى مؤسسات فاعلة للتعلم وإلى هذه الثقافة التي تصنع الثقة وتعزز المسؤولية، وتحث على العمل بروح الفريق الواحد، وتدفع إلى الابداع وإلى الابتكار، وتحقق الرضا للمتعاملين وتساهم في تحقيق التنمية الشاملة على مستوى الدولة، وتعمم المعرفة والتجربة الناجحة والنافعة للإنسان وللمجتمع.
ويأتي هذا الإعلان عن مثل هذا التوجه، الذي سوف يكون له دور رائد في نشر التعليم المؤسس وتشجيع المؤسسات على تبني مفاهيم هذا التعليم، وتعزيز ثقافته جنبا إلى جنب التعليم الرسمي وغير الرسمي لتصبح مؤسسات متعلمة، على هامش المؤتمر التحضيري الدولي للتعلم المؤسس، الذي يعقد في الإمارات لأول مرة وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ويضم نخبة من الخبراء العالميين وممثلي عدد من الجهات المحلية، ونظمته هيئة الإمارات للهوية، انطلاقا من دورها الريادي الفاعل في خدمة المجتمع، وسعيها الدؤوب إلى تطوير المجتمع وتطوير مؤسساته.
علي جاسم, جريدة الوطن
صفحاتنا للتواصل الاجتماعي