“المراجعون ضيوفنا ويستحقون أفضل ما عندنا”.. بهذه العبارة جللت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي خلال زيارة سموه مركز الخدمات التابع لهيئة الإمارات للهوية.. هذه الكلمات افتتحت في القلوب مشاريع وجدانية، مجللة بالفرح والفخر، وأعطت معنى جلياً لوعي القيادة وقدرتها الاستثنائية على استيعاب متطلبات المستقبل واحتياجات الوطن وأحلام المواطن.
ونحن أسعد شعب لأننا أثرياء بمسؤولين ازدهر وجدانهم حباً للوطن ووفاء لشعبه وتضحية من أجل رقيه وتطوره، ولم تستطع الإمارات تحقيق هذا المنجز المدهش، إلا بقدرة الإنسان الإماراتي الذي أبحر وبحر عباب المحيط الكوني لكي يجني درر النجاح ولكي يحقق ذاته ويثبت وجوده أمام عالم متغير ومتطور وملتهب أيضاً بتقلبات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية. هذا الإنجاز الإماراتي لم يأت من فراغ وإنما هو نتاج عمل دؤوب وتضحيات كبرى وتجليات أفكار قيادة ما أجلت يومها للغد ولا توانت عن تفجير الطاقات والاستفادة من إمكانيات المواطن والمقيم في مختلف المجالات.
وعندما يصبح المراجع لأي معاملة في أي مؤسسة من مؤسساتها ضيفاً، وحسن الضيافة قيمة عربية ضاربة الجذور، وعندما يصبح ذلك فإن هذا يعني أن الثقافة الإماراتية جاوزت حد معرفة الكثير من الدول، وأن هذه الثقافة لا ينال شرفها إلا شعب طال عنقه حد النجوم، وأصبح المجتمع ينعم بقيم وثوابت يكرسها الحب والصدق والإخلاص والقناعة بأن العمل عبادة وفعل مقدس ومن لا يعمل بصدق لا يستحق أن يكون من جنس البشر.
هكذا نفهم من معطيات ما يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهكذا تصلنا الرسالة كما تصل إلى كل إنسان يعيش على هذه الأرض التي لا تنبت تربتها إلا الأشجار المثمرة، ولا تعطي سماؤها إلا العذوبة.
هكذا نعي هذه اللوحة ومعنى الهوية الوطنية ومغزى أن تكون للإنسان سمة خاصة به تميزه عن باقي الشعوب لأن الإمارات فعلاً أصبحت الفعل الحاضر دوماً المرفوع في كل لحظة وثانية، المنفتح على وجدان الآخر من دون تحفظ أو تردد لأن الحياة هنا وعلى هذه الأرض مثل الموجة في وجدانها يعلو النصوح وعند السواحل نسمع وشوشتها قائلة للمحارات إن الحياة لا تزدهر ولا تزهر إلا بأنامل الذين ينسجون الأفكار مثل غزل الحرير.
صفحاتنا للتواصل الاجتماعي