يرتبط مقر البرلمان في كل دول العالم بمناقشة القضايا الوطنية المصيرية، وله هيبة واحترام خاص. وكعادتها في تبنّي كل ما هو مفيد ونافع، تستمر القيادة الرشيدة في دولة الإمارات في نهجها باستضافة واحتضان المؤتمر الثالث للتعلم المؤسسي، ولكن هذه المرة تحت قبة المجلس الوطني الاتحادي يومي 30 نوفمبر وأول ديسمبر بالتزامن مع اليوم الوطني الـ43، وبرعاية سموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني رئيس مجلس إدارة هيئة الإمارات للهوية.
حضر المؤتمر ما يقارب من 400 مشارك، وتحدث 26 متحدثاً من 13 دولة، تناولوا أفضل الممارسات في التعلم المؤسسي والحكومي، وكان للمتحدث الرئيس الدكتور مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، دور كبير في إثراء المؤتمر بعرضه لرحلة التعلم الحكومي في ماليزيا، وتجربتها التنموية في التحوّل من بلد زراعي يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر إلى منافس قوي عالمياً في الصناعة والسياحة والخدمات والصادرات عالية الجودة.
جاءت توصيات المؤتمر مباشرة وعملية، ولعل أهمها حثّ المؤسسات على سرعة التحوّل إلى مؤسسات متعلمة، من خلال وضع هياكل تنظيمية تدعم وتعزز التعلم المؤسسي المستمر والإبداع، وإعداد مدربين متخصصين في مجال التعلم المؤسسي والتعلم التطبيقي، والتوسع في الترجمة للغة العربية ليتم نقل التجارب الناجحة والدراسات في هذا المجال الحيوي، واستحداث مبادرات ومشروعات تشجع على القراءة والاطلاع، وتدريب الموظفين على طرق التعلم الرسمي وغير الرسمي، والبعد عن الأساليب التقليدية في التدريب، وتشجيع قيادات الصفين الثاني والثالث على تطوير قدراتهم القيادية والإدارية، من خلال تمكينهم وتفويضهم الصلاحيات التي تؤهلهم لتطبيق أفكارهم الإبداعية على الصعيد المؤسسي، وتشجيع البحوث التطبيقية في مجالات التعلم المؤسسي، ورصد الميزانيات اللازمة لذلك، والاستفادة من تجارب دول آسيا، مثل اليابان وماليزيا وكوريا الجنوبية، في مجال التعلم المؤسسي، والاستفادة من التكنولوجيا في تطبيق أساليب التعلم، وضرورة اتباع أساليب إدارة التغيير.
شكراً لكل من أسهم في إنجاح هذا المؤتمر، ولنتذكر دائماً أن أقوى ميزة تنافسية لدى الأفراد والمؤسسات هي القدرة على التعلم الفعّال.
صفحاتنا للتواصل الاجتماعي