إشعارات هامة
Close

خيارات الوصول

استمع لهذه الصفحة

حدد اللون

القراءة الليلية

إعادة ضبط جميع الإعدادات

المساعدة التفاعلية

آخر تحديث للصفحة تم في :16/10/2020 - 8:55 ص

 

الوطن هو أغلى ما يعتز به الإنسان، لأنه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته ومأوى كهولته ومنبع ذكرياته ونبراس حياته، وموطن أبائه وأجداده وملاذ أبنائه وأحفاده (مقتبس).

فالإنسان بلا وطن إنسان بلا هوية ولا ماضي أو مستقبل وحب الوطن ليس لنا عنه بديل أرض الأجداد والآباء أرض الخير والبركة والعطاء والنقاء.

حب الوطن ينبع من الإيمان الخالص لله عز وجل وللوطن فهي كلمة حق في معناها ومبناها، الوطن هو قبلة على جبين الأرض وهو المكان الذي ولدنا فيه وعشنا في كنفه وترعرعنا على أرضه وتحت سمائه وأكلنا من خيراته وشربنا من مياهه وتنفسنا هوائه واحتمينا في أحضانه ولو أبعدتنا الظروف ومشاغل الحياة عن الوطن الغالي لسبب أو لآخر، فهناك دائما ما يشدنا للعودة إليه فجذورنا راسخة في ترابه وانتماؤنا وولاؤنا له لا ينتهي ولا يفنى أبداً، و كما قال الشاعر:

وطني لو شغلت بالخلد عنه          نازعتني إليه في الخلد نفسي

الوطن كلمة ذات حروف بسيطة ولكنها تحمل معان عظيمة  تعجز الكلمات عن حصرها فهو ليس مجرد حكاية تروى أو كلمات تقال بأسلوب عذب، بل هو من أجمل النعم التي أنعم الله بها علينا، وبالتالي فإنّ علينا نحن الأبناء واجب أن نحميه وندافع عنه ونفديه بأغلى ما نملك ونعمل بيدٍ واحدة ليبقى آمناً وصامداً.

شعورنا بحب الوطن شعور الأم التي تحنو على أبنائها وترعاهم وتسهرعلى راحتهم. يفرحها ما يفرحهم ويحزنها ما يحزنهم ويؤلمها ما يؤلمهم، تسعى على الدوام للم شملهم وتحرص على تماسكهم وتعاضدهم في الشدة والرخاء ليساند بعضهم بعضا ويساعد قويهم ضعيفهم وكبيرهم صغيرهم ويكونوا أخوة متحابين ومتعاونين على البر والتقوى في وطن واحد وعلى أرض واحدة . لقوله صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا).

الوطن هو الأسرة الكبيرة المتماسكة بأبنائها والتي ننعم بدفئها وهو المأوى والمكان الذي نلجأ إليه ونشعر فيه بالأمن والأمان والسكينة والحرية والطمأنينة وهو النواة التي يعم من خلالها الخير والعطاء على أبنائه دون استثناء أو تمييز. الوطن هو نعمة كبيرة وواجبنا أن نصون ترابه وأرضه بالترابط والتلاحم وغرس القيم النبيلة في نفوس أبنائه. . وطني هو الوطن الحاضنُ للماضي والحاضر ذلك الحب الذي لا يتوقف و العطاء الذي لا ينضب .

ولا يختلف إثنان على أن التآلف والمحبة والإيثار والتضحية من السمات الحسنة التي وهبها الله لنا حتى نستطيع التعايش مع الاخرين على أرض الوطن فليس ما هو أسمى وأجمل وأروع من حب الوطن ولا شيء يسمو ويعلو على هذا التلاحم بين الوطن وأبنائه فالوطن كلمة لامست أرواحنا وضمائرنا قبل أن تعيش فيه أجسادنا وحب القيادة لأبناء الشعب أكبر دليل وأقوى حجة على هذا التلاحم.

من أقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله (إن الثروة ليست ثروة المال بل هي ثروة الرجال فهم القوة الحقيقية التي نعتز بها وهم الزرع الذي نستفيء بضلاله والقناعة الراسخة بهذه الحقيقة هي التي مكنتنا من توجيه كل الجهود لبناء الإنسان  وتسخير الثروات التي من الله علينا لخدمة أبناء هذا الوطن حتى ينهضوا بالمسؤوليات التي تقع على عاتقهم وليكونوا عوننا لنا ولأشقائنا(.

ومن أقوال صاحب السمو الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان (إن هدفنا الأساس في دولة الإمارات هو بناء الوطن والمواطن وأن الجزء الأكبر من دخل البلاد يسخر لتعويض ما فاتنا واللحاق بركب الأمم المتقدمة التي سبقتنا في محاولة منا لبناء بلدنا).

وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (إن العلاقة الملحمية الفريدة بين قيادة الإمارات وشعبها كانت وما زالت من أسرار كل النجاحات التي تحققت على أرض دولتنا، نعتز بأمسنا ونفتخر بحاضرنا ونمضي إلى غدنا وبيقين ووعي وعزم أكيد وإرادة لا تعرف التردد وهمم لا تعرف التلكؤ) .

وهل بعد هذه العبارات الحكيمة ما يعبر أكثر عن مدى التلاحم والترابط بين القيادة والشعب في وطن يحكمه قادة يحملون القلب الكبير والحكمة الراجحة في القول والفعل، وبدورنا نحن علينا أن نبذل كل ما في وسعنا من قوة وجهد منحنا الله إياه للحفاظ على مكتسباته وموارده ومنشآته وعدم إلحاق الضرر بها واحترام أنظمته وقوانينه التي تصب أولا وأخيرا في مصلحة أبنائه ولنكون عناصر فعالة في بناء الوطن ورفعته ليكون دائما من الدول السباقة في التقدم والإزدهار.

إن مبدأ حب الوطن لا ينكره عقل ولا يرفضه لبيب فهو انتماء فريد وإحساس راقي ووفاء وتضحية شريفة فالوطن ليس لهجة نتلفظ بها أو جنسية نحملها أو قانون نلتزم به بل هو أسمى من جميع تلك العبارات.  ولإن الوطن نعمة كبيرة فعلينا أن نصون ترابه وأرضه بالترابط والتلاحم وغرس القيم النبيلة في نفوس أبنائه.

وواجب على كل منا تأصيل حب الوطن وغرسه في نفوس أبنائنا منذ الصغر فهم جيل الغد جيل المستقبل القوي بدينه وثقافته وعاداته وتقاليده التي أنشأه عليها آباؤه وأجداده كون هذا الجيل هو اللبنة الأساسية لبناء هذا الوطن والتمسك بالقيم والدين الإسلامي الحنيف الذي يحثنا على حب الوطن وحب العمل والإخلاص فيه والتكافل والترابط ومساعدة المستضعفين في كل مكان.

ولنا في رسول الله أسوة حسنة فحب الوطن لم يأت من فراغ بل هو فطرة المولى عز وجل التي فطر الإنسان عليها بتنوع أعراقه وأجناسه واختلاف طبيعته.

ولإن الوطن عزيز فحق علينا تجاهه أن نرد الجميل في شتى المجالات والواجب الأكبر علينا أن نجود بدمائنا رخيصة لأجله ونقدم كل غال ونفيس من أجل الحفاظ على حريته واستقراره وآمنه وأمانه وأن نمنع كل من تسول له نفسه أن يعوق ازدهاره ورخاءه.

ولا ننسى أبدا ما حيينا شهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم وجعلوا من أجسادهم سدا منيعا فداء لنصرته وفي سبيل رفعتة وعزته لينالوا بالمقابل الفردوس الأعلى من الجنة لقوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).

فتحية فخر وإعتزاز وشموخ لأرواح شهدائنا الأبرار الأطهار. ودائما وأبدا البيت متوحد قادة وشعبا بكل الحب والولاء والإنتماء لوطننا الغالي الإمارات، وتحت ظل قيادة شامخة نعتز ونفتخر بها وندعو الله مخلصين أن يحمي ولاة أمرنا ويحمي إماراتنا الغاليه على الدوام.

مريم فضل الله – إداري تسجيل أول / مركز الذيد لخدمة المتعاملين

هل محتوى الموقع ساعدك على الوصول للمطلوب؟

أرسل الى صديق

اكتب تعليقك

هذا الحقل مطلوب
هذا الحقل مطلوب
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
انتظر لحظة...
تم إرسال تعليقك وسيتم نشره بعد الموافقة عليه.
1 من0
0تعليق
الأول
الأخير

ماهي ملاحظاتك؟

الغاء

ماهي ملاحظاتك؟

واجهتني مشكلة تقنيةلم أتمكن من إيجاد المعلومات المراد الحصول عليهاالمحتوى غير مفهومسبب آخر
الغاء