اختتام أعمال ورشة العمل التقنيّة حول تطبيقات الهويّة الرقميّة

أشاد المشاركون في ورشة العمل التقنية حول تطبيقات الهويّة الرقميّة بالإنجازات التكنولوجيّة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة، ونجاحها اللافت للنظر في تبني برنامج رائد لإصدار بطاقات الهويّة الذكيّة وفق أعلى المعايير العالميّة وأكثرها تقدّماً وتطوّراً.

ونوّه المشاركون بأحدث تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي والذي صنف دولة الإمارات العربيّة المتحدة في المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي المرتبة الـ23 عالمياً من بين 133 دولة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال متقدّمة بذلك على دول متقدمة مثل إيرلندا وإيطاليا وأسبانيا وغيرهم، وذلك في مؤشر واضح على نجاح جهود حكومة دولة الإمارات في بناء اقتصاد معرفي متنوّع مرن يعتمد على الابتكار والتميز.

وثمّنت ورشة العمل، التي اختتمت أعمالها في العاصمة أبوظبي أمس الثلاثاء، الجهود التي تبذلها هيئة الإمارات للهويّة، وتنفيذها لعدد من المشاريع والمبادرات الاستراتيجيّة في إطار سعيها نحو تحقيق الأهداف والمشاريع الاستراتيجيّة للدولة.

وأثنت ورشة العمل على الدور البارز الذي تقوم به هيئة الإمارات للهويّة في إثراء مسيرة البحث العلمي المتخصّصة والمتمثلة بنجاح الهيئة في إنجاز عشرات البحوث والدراسات العلميّة والتقنيّة المتخصّصة، والمنشورة في عدد من المجلات والدوريّات العالميّة المحكّمة ذات المكانة العلميّة العريقة.

وأوصت بضرورة وضع خطة تنفيذيّة لمتابعة تنفيذ الخطة الاستراتيجيّة الخاصّة بصياغة إطار عمل تفصيلي لترجمة مشروع الهوية الرقمية واعتباره “الدستور التقني” الخاص بتطبيقات الهويّة الرقميّة والتي يتمّ من خلالها تحديد مسارات التنفيذ وووضع مؤشرات أداء ومخرجات واضحة تقاس بنتائجها.

ودعت ورشة العمل إلى الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة مجال البنية التحتيّة للمشروع وبناء الشراكات الاستراتيجيّة، والاستمرار في عقد ورش العمل التقنية مع الشركاء الاسراتيجيين للهيئة لصياغة الاستراتيجية العامة لتفعيل تطبيقات الهويّة الرقميّة وإشراك القطاعين العام والخاص في تنفيذ هذه الاستراتيجية.

ومن جهة أخرى أوصت ورشة العمل بمدّ جسور التعاون مع مؤسّسات التعليم العالي والعمل معها من أجل وضع البرامج التي من شأنها المساهمة في نشر الفكر الخاصّ بمفاهيم وتقنيات بطاقات الهويّة والبرمجيّات الخاصّة بالتشفير الإلكتروني، لأهميّتها ودورها في دعم الاقتصاد الوطني.

كما أوصت ورشة العمل بضرورة على تطوير برامج القارئات الإلكترونيّة وتحديثها بما يتناسب مع متطلبات الجهات المستفيدة في القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة إلى تطوير الوثائق التقنيّة التي تهدف إلى توسيع وتسهيل استخدام تلك البرامج المطوّرة، ومتابعة تطوير وتحسين البنية التحتية التقنية التي تخدم مشروع تفعيل تطبيقات الهويّة لضمان مستوى عال من الجودة والمحافظة على استمراريّة تقديم خدمات مركز التصديق الإلكتروني المتعلق بتأكيد وتوثيق عمليات بطاقة الهوية وذلك لمواكبة التطوّر التقني والتكنولوجي الذي تشهده دولة الامارات العربية المتحدة.

ومن ناحيته، أكّد سعادة الدكتور المهندس/ على محمد الخوري، مدير عام هيئة الامارات للهويّة، سعي الهيئة وحرصها على الاستجابة لمعطيات الفكر الاستراتيجيّ الذي يميّز رؤية القيادة الرشيدة في الدولة بهدف غرس مفاهيم الإدارة الاستراتيجيّة المعاصرة في أداء كافة القطاعات العاملة في الدولة، والعمل وفق مفاهيمه المتطوّرة.

وذكر أنّ الهيئة ستواصل مسيرتها وأدائها وفق النهج العلمي والرؤية الواضحة التي توجه جميع مشاريع الهيئة ومؤشرات أدائها بحيث تتلاءم وتستجيب لمتطلبات القيادة العليا في الدولة ورؤيتها التطويريّة الثاقبة.

وقال إنّ مشروع الهويّة الرقميّة هو “مشروع المستقبل” ويُعدّ انعكاساً مباشراً لحركة التطوّر المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد الرقمي على مستوى العالم، موضحاً أنّ القيمة الحيويّة للمشروع ستُسهم وبشكل فعال في ترسيخ مفهوم “الاقتصاد الإلكتروني الآمن” على مستوى الدولة من خلال تقديم خدمات التحقق من الهويّة وتأكيد المصداقيّة لبطاقة الهويّة المستخدمة في إتمام الإجراءات الإلكترونيّة عبر الانترنت والقنوات الإلكترونية الأخرى.

وأكّد حرص هيئة الإمارات للهويّة على بناء وتعميق العلاقات التي تربط الهيئة مع شركائها الاستراتيجيين سواء في القطاعين العام أو الخاص والعمل على بناء المزيد من تلك الشراكات بهدف تأمين التطبيق الناجح لمشروع الهويّة الرقميّة الذي يُعدّ واحداً من أبرز المشاريع الاستراتيجيّة وأكثرها حيويّة على مستوى الدولة.

وذكر سعادة مدير عام هيئة الإمارات للهويّة إنّ الهيئة ستبدأ في التنسيق مع عدد من الجامعات ومؤسّسات التعليم العالي في الدولة لوضع الأطر العامة الكفيلة بتشجيع حركة البحث العلمي المتخصّصة في مجال تطبيقات الهويّة الرقميّة، مشيراً إلى أنّ الهيئة ستقدّم الدعم المناسب لأصحاب الأفكار الإبداعيّة والابتكاريّة في المجالات ذات الصلة بعمل الهيئة ورسالتها.

ومن الجدير بالذكر أنّ ورشة العمل شهدت مشاركة فاعلة، وعلى مدى يومين، لعدد كبير من الخبراء وكبار الباحثين في الجامعات الأوروبيّة والمتخصصين في مجال التشفير الإلكتروني وأمن وحماية البنى التحتية المتعلقة بحلول تطبيقات الهويّة الرقميّة، ناقشوا الفرص المتاحة في الدولة للخروج باستراتيجية محكمة لتفعيل استخدام تطبيقات الهوية الرقميّة على مدار السنوات القادمة.