كنا قديماً نحفظ عن ظهر غيب عبارات جميلة ذات مغزى، أثرت فينا بشكل مباشر، وغير مباشر وترسخت في نفوسنا، وشكلت في كثير من الأحيان عامل تحفيز وتشجيع لنا لتحدي الصعاب وتجاوز العقبات لنتمكن من تحقيق ما نصبوا إليه ولنتجاوز العقبات والصعوبات أياً كانت.
فهذه مقولة “من جد وجد .. ومن زرع حصد” و”لكل مجتهد نصيب” وغيرهما من العبارات تعلمنا أن لكل شي في هذه الحياة ثمن، وأن تحقيق النجاح بحاجة إلى الجدّ والاجتهاد والسعي وبذل الأسباب الموصلة إليه، لا الاستكانة والتواكل وانتظار حدوث المعجزات “فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا”.
ومن أسباب وموجبات النجاح كما تعارفت عليه البشرية “العمل” فالنجاح في أي عمل لا يأتي بالتمني، وإنما بالتخطيط السليم الخالي من الأخطاء، ومن البديهي أن كثرة العمل تولد الكثير من الضغوطات أثناء ممارسته وهي ضغوطات تحتاج إلى الكثير من الجدّ والمثابرة ليتمكّن الإنسان من مواجهتها وتجاوزها.
كما أن من الطبيعي أيضاً أن يتعرّض كل من يعمل لضغوط تختلف باختلاف طبيعة العمل ومكانه وزمانه، فالإنسان المجتهد الذي يسعى لتحصيل العلم بجدًّ واجتهاد أملا في التفوق والتميز،و سواء كان رجلاً أو امرأة، نراه يتعرض إلى ضغوط نفسية كبيرة، لكنه يستطيع بتميزه الفكري تحويل هذه الضغوط إلى تأثيرات إيجابية تدفعه نحو العمل الجاد الذي يمكنه من تحقيق أهدافه وإثبات وجوده ومكانته، بعكس الشخص الفاشل الذي ينهار تماماً في حال تعرضه للقليل من الضغوط ويراها دائماً نهاية المطاف وأن القرار السليم بنظره هو ترك العمل والبحث عن عمل آخر لا توجد فيه ضغوط متوهما أنّ النجاح يتحقق بسهولة ودون تحديات أو عقبات.
اكتب تعليقك