تعيش الإمارات هذه الأيام احتفالاتها الوطنية بمناسبة “عيد الاتحاد” الواحد والأربعين. الإماراتيون وطنيون -إلى العظم- في حبهم لوطنهم وفي تعبيرهم عن هذا الحب. نادراً ما تسمع إماراتياً يتذمر عن أحوال وطنه. لكنك لو تأملت في الفرص (على كل المستويات) المتاحة أمام المواطن الإماراتي لأدركت أن أسباب التذمر معدومة. كثيراً ما تبهرني تلك العلاقة التلقائية بين رموز المجتمع والناس في الإمارات. المسؤول الإماراتي، شيخاً أو وزيراً أو تاجراً، مشهود له بالتواضع والقرب من الناس في محيطه. الشاب الإماراتي يحقق “أحلام العمر”، من وظيفة وبيت وتأسيس عائلة، في سن مبكرة. مؤسسات رسمية وأهلية تدعم مشاريع الشباب وتحفزهم على الإبداع والابتكار. مستوى الخدمات في الدولة شكّل رقماً صعب المنافسة حتى في المقارنة بين الإمارات ودول عالمية سبقتها في التنمية بعقود. أعيش في الإمارات منذ ثماني سنوات، مثلي مثل آلاف من شباب المنطقة، وأسأل: ما الذي أغراني بالعيش والعمل في الإمارات؟ إنها “الفرصة” التي وجدتها في الإمارات ولم أجدها في غيرها! أعرف عرباً هاجروا من بلدانهم الجديدة، من أمريكا وكندا وأوروبا، وقرروا العيش في الإمارات. الإماراتي يستثمر بوطنية وبذكاء في هذا المناخ الجاذب للاستثمارات والأفكار والإبداع. وهو يفاخر أن بلاده أسست لبيئة منفتحة بوعي على الآخر حتى استقطبت مزيداً من رؤوس الأموال ومن العقول والأفكار الخلاقة. وحينما تبنَّى الشيخ عبدالله بن زايد مبادرة “فوق بيتنا علم”، تسابق سكان الإمارات، من إماراتيين ومقيمين، لتعليق علم الإمارات فوق بيوتهم. وما تلك سوى نقطة في بحر حب الناس في الإمارات لبلد منحهم فرص العمر في تحقيق الطموح والعيش بسلام!
اكتب تعليقك