* وقتنا لم يعد ملكنا، ولكنه ملك للآخرين، والجميع يتسابق على وقتك لأخذ شريحة منه.
إذا كنت تقرأ حالياً كتاباً عن إدارة الوقت أو تنوي حضور دورة في هذا المجال أقترح عليك أن تتريث قليلاً. كما نعلم فالحياة مهما طالت فهي قصيرة والأمل كبير، معظمنا يسعى دائماً إلى الأفضل والتحسين المستمر، لكن ليس هناك متسع من الوقت، دائماً لدينا ضغوط ودائماً هناك أمور عاجلة وغير مخططة. إن وقتنا لم يعد ملكنا ولكنه ملك للآخرين والجميع يتسابق على وقتك لأخذ شريحة منه، رئيسك في العمل، مرؤوسوك، زملاؤك، أسرتك، أصدقاؤك وأقاربك، وذلك بخلاف الوقت الذي يضيع في الانتظار، سواء الانتظار على التليفون أو الانتظار في صفوف للحصول على خدمة ما، أو في إشارات المرور.
كما أن جزءاً كبيراً من وقتنا يهدر في أمور كثيرة، مثل مراجعة البريد الإلكتروني أو حذف الرسائل غير المهمة، والوقت هو أثمن عنصر نمتلكه وجميعنا يتساوى في ملكيته فلدى كل منا 168 ساعة في الأسبوع، إذن من الصعب وغير العملي إدارة الوقت لأن المطالب تزداد والوقت محدود.
اتفق معظم الكتاب وعلماء القيادة من أمثال «بيتر دراكر» و«توم بيترز» و«مارك فريتز» على أهمية التركيز فيما نقوم به وما يجب أن نقوم به، حيث يجب أن نسأل أنفسنا هل ما نقوم به الآن يتفق مع ما نصبو إلى تحقيقه من أهداف؟
فيجب دائماً التركيز على أهدافنا ولا ننسى الغرض الذي نعمل من أجله، إذن هي «إدارة التركيز» وليست إدارة الوقت، ركز على الأشياء المهمة فقط وراقب أوجه «صرف» الوقت، أين يذهب وقتك؟ إذا احتد النقاش في أحد الاجتماعات، فهل الغرض هو أن تثبت وجهة نظرك فقط أم الغرض تنفيذ مهمة ما؟ ركز على تنفيذ المهمة، إذا حدث خطأ ما فليس المهم من المتسبب في الخطأ الأهم هو تلافيه والتعلم منه والانتقال إلى الخطوة التالية، لا تبدأ اجتماعاتك أو يومك بقائمة المهام، ولكن ابدأ بكم من الوقت لديك، يفضل في نهاية اليوم أن تسجل أين «صرفت» وقتك خلال اليوم، ولتنظر أين يذهب معظم وقتك، وما إذا كان يذهب على أهدافك الرئيسة أم يضيع من دون قيمة مضافة.
تعلّم أن توكل بعض المهام إلى آخرين، طالما يمكن أن يقوم آخرون بالمهمة نيابة عنك، فقط قم بما لا يستطيع أحد غيرك القيام به، إذا كان بمقدورك الاستعانة بسائق أو استخدام النقل الجماعي فلا تهدر وقتك في القيادة، خصوصاً إذا كنت تقود لمسافات طويلة ووفر عناء البحث عن موقف للسيارة واستفد من الوقت المستغرق لذلك، استخدم الخدمات الذكية بدلاً من الذهاب بنفسك إلى مكان تقديم الخدمة، وأخيراً لا تنسَ نصيب أسرتك، فلا بد أن تخصص لهم جزءاً من ميزانية وقتك، على أن يكون وقتاً عالي الجودة والتركيز فلا تجلس معهم ويدك ملتصقة بالهاتف، ولا تسمح لهم بذلك أيضاً، لابد من وقت عالي الجودة للأسرة. إنه «التركيز» وليس إدارة الوقت.
اكتب تعليقك