تتردد بين جنبات وطن العطاء أصداء الكلمة السامية الشاملة لقائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وسموه يخاطب ممثلي شعب الإمارات في افتتاح دور الانعقاد الثاني للمجلس الوطني الاتحادي يوم أمس الأول.
في الكلمة الشاملة التي ألقاها نيابة عن سموه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، أكد قائد المسيرة ثوابت قامت عليها الإمارات منذ بواكير التأسيس، وجعلت منها جنة للمواطن والمقيم، ثوابت استندت إلى دستور أهم ركائزه صون الحقوق والحريات. مما يوفر المناخ الصحي والصحيح لانطلاقة الوطن وأبنائه، لتحقيق ما تحقق من تقدم ونهضة شاملة في مختلف المجالات، جعلت من الإمارات واحة أمن وأمان واستقرار، ونماء ورخاء وازدهار، ولله الحمد والمنة.
وقد تحقق ما تحقق بفضل الرؤية الحكيمة والبرامج السديدة للقيادة الرشيدة، وهي تستلهم نهج القائد المؤسس زايد بن سلطان طيب الله ثراه، بأن تأمين الإنسان في وطنه وتسخير الموارد لأجله مفتاح النهوض بالوطن والمواطن. وبهذا الوعي والإدراك تعززت تجربة البناء الوطني وترسخت، لتصبح نموذجاً متميزاً في البناء والتعايش والتسامح، له مكانته وثقله على الساحتين الإقليمية والدولية.
لقد جاءت تأكيدات قائد المسيرة تحت “القبة الزرقاء” وأمام ممثلي شعب الإمارات، بمثابة التزام من القيادة السياسية أن تمضي مسيرة وطن العطاء نحو آفاق أرحب، بترسيخ دولة المؤسسات والقانون، في وطن صون الحقوق والحريات، استناداً إلى الدستور الذي ينطلق منه أداء مختلف السلطات.
كما حملت التزاماً بالمضي في إغناء التجرية البرلمانية، في رحاب عهد التمكين الذي أطلقه قائد المسيرة، في خطابه السامي بمناسبة اليوم الوطني الرابع والثلاثين 2005، والذي مثل منعطفاً تاريخياً في مسيرة بناء الدولة، والعمل البرلماني الذي هو من عمر قيام الدولة، حيث يكمل المجلس عامه الحادي والأربعين في فبراير المقبل. التزاماً ينطلق من ثوابت وقيم هذا المجتمع وخصوصيته.
وحملت الكلمة السامية تحفيزاً لأبناء هذا الوطن للمضي بكل قوة وتصميم، لمواصلة تعزيز إنجازات ومكتسبات الوطن، وصون أمنه واستقراره بالمزيد من العمل المخلص الدؤوب، وبالمزيد من الالتفاف حول القيادة والتلاحم الوطني. كما كانت الكلمة والمناسبة فرصة للراغبين في التعرف عن كثب على خصوصية تجربة الإمارات، والاقتراب مما حققته في مجالات حقوق الإنسان وصون الحريات، واحترام الثقافات، وإعلاء قيم التعايش والتسامح، بعيداً عن التقارير الموتورة الأحادية الجانب ذات الغايات والأهداف المريبة لتلك المنظمات المشبوهة.
لقد حققت تجربة العمل الوطني في الإمارات تشييد نموذج متفرد، لمجتمع ينبذ التفرق والتعصب والتطرف والتحزب، وينتصر لقيم المحبة والتعاون والانفتاح على الآخر، ويوجه طاقاته للعمل والبناء، من أجل رخاء الإنسان في وطنه، ويمد يد الصداقة للجميع، ويحرص على مساعدة المجتمعات المحرومة من دون تمييز بسبب لون أو عرق أو معتقد. وهي جوهر القيم التي انطلقت منها الإمارات منذ التأسيس، وتمضي بها في آفاق “التمكين”، باتجاه المستقبل، من أجل خير الإنسان على أرض الإمارات، وكل ما فيه خير البشرية.
جريدة الاتحاد
اكتب تعليقك