(ليس المهم أن تعمل ما تحبّ، بل أن تحب ما تعمل).
على الإنسان أن يتفانى في عمله، ويتقنه ويخلص فيه، باذلاً أقصى جهده، متحرياً الدقة والأمانة فيه، لأنه بذلك يكسب أجرين في آن واحد: الأجر الماديّ جزاء ما يعمله والأجر الأخروي لأنه يتعبّد الله سبحانه وتعالى في عمله بإخلاصه وإتقانه كما جاء في الحديث النبويّ الشريف: (إنّ الله يُحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، وفي السنة النبويّة المطهرة الأدلة الكبيرة الحاثة على ذلك، وبقدر حبّك للعمل، وبقدر إتقانك له يعوضك الله سبحانه وتعالى خيراً منه وأفضل، لأنّ المولى عزّ وجلّ يعلم صدقك وإخلاصك وعزمك.
وقد تصل إلى ما قد كنت تصبو إليه من قبل إذا كنت صاحب عزيمة وهمّة عالية:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر الكرام المكارم
إنّ الموظف الملتزم في عمله، الباذل فيه وسعه وطاقته، تستطيع أن تحكم على باقي تصرفاته وسلوكيّاته، لأنّ عمله يؤكد أنه صاحب مبادئ وقيم ينطلق منها، لا يضرّه لوم لائم بل يزيده إصراراً وعزيمة أن يستمرّ بالوتيرة ذاتها، جاعلاً من قوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، ومن الحديث الشريف (إتقان العمل عبادة) شعاره ومنهجه .
وليس المطلوب منا فقط أن نعمل، بل المطلوب أن نكون دقيقين في عملنا، لما في ذلك من انعكاس مباشر على طبيعة العمل، ولأنّ الإتقان السبب الرئيس في نجاح العمل وتطويره مهما كان مجاله، بل إنه يؤدي إلى الوصول للاكتفاء الذاتيّ على مختلف الأصعدة، وبالتالي نكون كغيرنا من الأمم التي أتقنت العمل فوصلت إلى ما تصبو إليه.
أخيراً.. أليس من الواجب أن نحبّ عملنا ونتفانى فيه ونقدّم أفضل ما عندنا؟
اكتب تعليقك