السعادة هي كل ما نرغب بتحقيقه في حياتنا، فجميعنا نسعى لنكون سعداء دائما ونبذل من وقتنا وجهدنا ومالنا الكثير للوصول إليه فهل نتمكن من تحقيقه أم أنه يظل كالسراب الذي نلهث وراءه ولا نستطيع الإمساك به بأيدينا.
مفهوم السعادة أكبر وأوسع من أن يصفه مقال أو تصفه بعض كلمات أو عبارات، ويمكن بتعبير بسيط وصفه بأنه الإحساس الذي نشعر به عندما ندرك أن كل شيء صحيح وجميل في حياتنا، أو عندما نحقق هدفا طالما حلمنا بتحقيقه، أو هو الشعور بالسلام الداخلي في أنفسنا والرضا عن الذات، فالسعادة لا تعني أنك تعيش حياة كاملة وإنما هي مؤشر على أنك منسجم مع ذاتك ومع ما يدور من حولك من مواقف، وأنك قررت غض البصر عن النواقص وهي ليست حظاً ولا بختاً وإنما هي قدرة على التغلب على الصعاب.
ولكي تسعد من حولك عليك بالكلمة الطيبة، بها تدخل البهجة على قلوبهم وتنال رضى الرحمن، وتزيد من خلالها رصيد حسناتك، وليكن حديثك وكلامك طيب ومعاملتك حسنة مع الجميع، والتزم الصمت خيرا لك كي لا تجرح بكلامك أي شخص حتى لو أخطأ في حقك لأنه يبين مقدار صبرك وحلمك، كن طيب القلب لين الجانب وتنازل عن أشياء ثانوية في حياتك حتى لا تخسر أصدقاءك، وعامل الناس بفطرتك التي فطرت عليها وكن رحيماً معهم فارحم الضعيف والفقير والمريض، وعش حياتك على سجيتها ولا تتصنع وكن أكثر مصداقية بالتعامل مع الأخرين وابتعد عن الرسمية بالتعامل معهم، واسمح لكل شخص أن يكون على طبيعته في التعامل معك وتجنب كثرة لوم الأخرين، وإذا عاتبك شخص على أمر ما فلا تقاطعه واستفد من معاتبته ولا تكن كالذي كسر ساعة منبه لم يكن ذنبها إلا أنها أيقظته من نومه.
حاول أن لا تكون سريع الغضب، فالغضب مذموم في جميع أحواله فلا تكن فظاً غليظاً مع الأخرين لأن هذه الصفات تجعلهم ينفرون من حولك وأيضاً تنقص من أجرك. لقوله تعالى ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾.
كي تسعد من حولك ابتسم واجعل الابتسامة أسلوب حياتك فلا شيء سوى الابتسامة تجعلك سعيدا وبها تسعد من حولك، ابتسم في وجه أخيك وبادله مشاعر الأخوة في فرحه وبهجته، لقوله صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة). كن قنوعا بما لديك وأجعل الرضا شعارك في الحياة وقلبك عامر بالعطاء ونفسك راضية بالقضاء، لأن السعادة تكمن بالرضا بما هو لديك في الوقت الراهن والقناعة التي تجلب لك راحة البال والشعور بالإطمئنان بأن ما كتبه الله لك لن يكون لغيرك.
كي تسعد من حولك عليك أن تكون أنت مصدرا للسعادة والجمال في الحياة بالنسبة للأخرين ويكون لديك الشعور الفعلي بهذه السعادة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولكي تشعر بهذه السعادة، عليك التفكير بإيجابية ولتكن متفائلا دائماً وأعمل على تطوير نفسك وإثبات ذاتك، ضع أهدافاً واضحة واسعى جاهداً لتحقيقها لتكون ناجحاً لأن النجاح من أهم أسباب السعادة، وتخلى عن معتقداتك وأفكارك السلبية تجاه الآخرين وتخلص من الأحاسيس السيئة تجاه الغير ولا تتذمر من الأشخاص أو الأشياء أو الأحداث التي تجعلك حزيناً أو يائساً واجعل الأخرين يستمتعون بحرياتهم ولا تتحكم بقراراتهم بل شاركهم إياها وقدم لهم النصائح وكن مخلصاً وفياً لهم.
وأعلم أن السعادة لا تتحقق بالثراء أو السلطة أو النفوذ لأنها أمور يتلاشى سحرها على المدى البعيد بل أنها تكمن بوجود عائلتك بقربك أوأصدقاء تحبهم ويحبونك تتشارك معهم أجمل لحظات حياتك، تعلم وأعمل وأعلم وساعد الناس قدر استطاعتك، وكن معطاءً دون مقابل ولا تنتظر رد الجميل من أحد فإن نسوها فإن الله لن ينساك، علماً بأن السعادة بحد ذاتها ليست هدفا أو مقصدا نسعى إليه بل هي مطلب ورغبة وحاجة أساسية يبحث عنها الجميع وإسعاد من حولنا بطريقة أو بأخرى يشعرنا بالسعادة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
الإنسان السعيد حقا… هو من يرى الحاضر الذي يعيشه أفضل أيامه ومستقبله أفضل من حاضره ويعيش الحياة لحظة بلحظة مستمتعاً بها حتى الذروة وهذا بدوره ينعكس على حياته وحياة من حوله فما أجمل أن تكون كالمطر حيثما وقع نفع.
تتلخص السعادة بثلاثة أشياء، شيئاً تعمله، وشيئاً تحبه، وشيئ تطمح إليه ،وأخيراً لتسعد من حولك وبالتالي تسعد بحياتك أحب لغيرك ما تحبه لنفسك تسعد في دنياك وآخرتك.
اكتب تعليقك