جميلة تلك الكلمات التي يملأ صداها الأجواء عند الالتقاء، كلمات صغيرة تحمل الكثير من معاني المحبة والمودة والألفه والسلام، ويكفيها فخراً أن الله تعالى ذكرها وحض عليها في كتابه الكريم، وجعلها تحية أهل الجنة والنعيم حيث قال سبحانه:”دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمدلله رب العالمين” (سورة يونس، الآية 10).
كما حثّ الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلّم على إفشاء السلام والمحبة كسبيل لدخول الجنة حين قال لأصحابه “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم” (رواه مسلم)، وهو ما اقتدى به مجتمع الإمارات كله، حيث نشأ وبني على فضيلة إفشاء السلام من خلال تبادل تحية الإسلام.
فالإماراتي ومنذ أن منذ أن تبصر عيناه النور، يسمع كلمة السلام مرات عديدة في كل يوم سواء داخل الأسرة أو بين الجيران أو في الطريق إلى المدرسة، وقد اعتاد أن يلقي التحية على من يعرف ومن لا يعرف، بحيث يكبر وتكبر معه هذه الفضيلة حتى أصبحت ملازمة له في كل مكان، في عمله وبين أصدقائه وزملائه وفي حضوره لأي مجلس أو وجوده في أي مكان.
ومما يؤسف له أنّ الحرص على هذه الفضيلة بدأ بالتراجع شيئا فشيئا، بحيث أصبح الشخص منا لا يلقي السلام إلا على معارفه، فإن وجدوا في مكان عام خصّهم دون غيرهم، الأمر الذي يغيّب ما تحمله كلمات السلام من معان جليلة، تدخل الطمأنينة والسكينة على القلب، ولنا أن نتخيل عالماً يخلو من المودة والمحبة بسبب غياب السلام، كيف سيكون حاله، وكيف سيعيش الناس فيه ، وما هي الشريعة والقانون الذي سيحكم العلاقات بينهم، والتي لا شكّ بأنها ستكون شريعة الغاب التي يأكل فيها القوي الضعيف.
وهذه دعوة لكل زميل وزميلة في هيئة الإمارات للهوية، ولكل من يقرأ هذه الكلمات بأن نحرص جميعاً على المحافظة على وصية رسولنا الكريم، وأن ننشر المحبة والمودة بيننا وأن نحافظ على أصالة ونقاء مجتمعنا ونسمو به إلى العلا ليظل مجتمع الفضيلة من خلال المبادرة إلى إفشاء السلام وإلقاء التحية في كل مكان وزمان، وعلى كل الأنام عرفناهم أم لم نعرفهم.
اكتب تعليقك