لم يتجاوز معظمنا مسألة تقبّل الرأي الآخر، إنها حقيقة مؤسفة، فما زال البعض يجهل هذه الثقافة الحضاريّة، ولا يزال متشبّثاً برأيه، وفي الوقت ذاته لا يتوانى عن الانتقاص من آراء الآخرين، لمجرد الاختلاف معها.
سؤالي هو: «هل نحن كموظفين، مقتنعون تماماً بفكرة اختلاف الآراء ؟»، لن أبالغ في الاقتراب من مقولة «قد لا أوافقك الرأي، لكني مستعد للموت من أجل أن تقول رأيك »، ولكن على أقل تقدير الاقتراب من القول الذي نردده دائماً، لكنه يبقى شعاراً فارغاً، وهو «الاختلاف في الرأي لا يُفسد للودّ قضية»!
تقبّل الرأي الآخر واحترامه من دون ضغينة أو كراهيّة، جزء لا يتجزأ من الثقافة العامة، تبدأ من مراحل سنيّة صغيرة، وتكرّس بالتربية الأسريّة، وفي التعامل مع جميع الموظفين، فالمسألة ليست عشوائيّة، ولا يمكن اكتسابها بين يوم وليلة، إنها ممارسات ومكتسبات يخطط لها، وهناك أساليب علميّة لتقويتها وترسيخها، وفي نهاية المطاف نحن بأمسّ الحاجة إليها.
نحتاج إلى أن نقنع جميع الموظفين بضرورة تقبّل الرأي الآخر، من دون تجريح أو تعدٍ على حريات الآخرين، ونحتاج إلى أن نخرج من عباءة العصبيّات الموجودة في مسمّيات عدة، ونحتاج إلى أن نفرق بين الاختلاف في رأي مع شخص، وبين الحقد الشخصي، كما نحتاج إلى أن نفرق بين الخيط الفاصل بين تنافر الأفكار وتنافر الشخصيّات.
نحتاج إلى كل ذلك حتى نكوّن رأياً عاماً سليماً وصحيحاً لكلّ قضايانا، ومن خلال هذا الرأي العام تخرج الحلول والأفكار التي يمكن أن تعالج كلّ صغيرة وكبيرة في هذه الهيئه، وتساعدنا على بلوغ الهدف المنشود اليه وتحقيق استراتيجيّة الهيئة بنجاح.
اكتب تعليقك