يسعى العديد من الناس إلى كسب ود واحترام الآخرين في الوقت الذي قد تصدر فيه منهم بعض التصرفات التي لاتدل على احترام الذات، ومثال ذلك التسبب بإزعاج المحيطين بالقول أو بالفعل، وعدم مراعاة آداب الحديث والتلفظ بألفاظ خادشة.
والاحترام يُكتسب من خلال أن يعيش الفرد بنزاهة مع الآخرين وعن طريق معاملتهم بأدب واحترام ، لأن احترام الإنسان لنفسه هو أساس احترامه للآخرين، فمن احترم ذاته ووثق بنفسه سيكون قادراً على أن يعرف قدرها وأن يدرك قميتها ليعكس ذلك في سلوكه تجاه الآخر من خلال التعامل مع الناس بالطريقة التي يحب أن يعامل بها.
ويؤكد علماء النفس أن احترام المرء لذاته ركيزة أساسية يحتاجها في مواجهة تحديات الحياة ، وأن معظم قراراته وتصرفاته تنطلق من هذا الاحترام وهوما يقود إلى تحقيق التوازن النفسي الذي يستطيع من خلاله أن يتعامل مع الآخرين وأن ينال احترامهم.
ويتميز الأشخاص القادرون على احترام أنفسهم بالدبلوماسية وتجنب الدخول في نزاعات مع الآخرين وخاصة عند حدوث اختلاف في وجهات النظر، لأن ذلك سيفاقم من حدة المشكلة ويهدد استمرار العلاقات، كما يتميزون بقدرتهم على تقييم تصرفاتهم ومحاسبة أنفسهم على أخطائهم أولا بأول وذلك إذا بدرت منهم أية إساءة.
كما أن حسن الإصغاء للآخرين هو ركيزة أساسية من ركائز احترام الذات، ذلك لأن الاستماع لوجهات النظر المختلفة يجعل النقاش مفيداً وناجحاً لأنه يلغي كافة أشكال التعصب للرأي وعدم قبول الرأي الآخر.
وعادة ما يتحلى الإنسان الذي يحترم ذاته بقدر كبير من المسؤولية، حتى أنه لا يتوانى عن الاعتراف بأخطائه ولا يجبر المحيطين به على تغيير أنفسهم باعتباره هو المسؤول عن تصرفاته، بالإضافة إلى تجنب كراهية الآخرين والحقد عليهم عندما يرتكبون الأخطاء التي تكون في معظم الأحيان غير مقصودة.
هذه دعوة لنا جميعاً للتحلي باحترام الذات والحرص على الارتقاء بأخلاقيتنا وسلوكياتنا وأن يقبل كل منّا الآخر، لنساهم جميعاً في خدمة وطننا وتطوير مجتمعنا.
اكتب تعليقك