يحثّنا الدين الإسلامي الحنيف دائماً على اختيار الأسماء والكنى الجميلة، وتجنب الألفاظ التي قد تجرح مشاعر الآخرين أو تؤذيها، وقد أمرنا الله تعالى بذلك في كتابه الكريم حيث قال في سورة الحجرات “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”.
كما أمرنا الرسول الكريم بتجنب احتقار الناس سواء بالقول او بالفعل في حديثه علية الصلاة والسلام “لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا … المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات ، بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه”
وقد استحب الاسلام منادة الإنسان بأحب أسمائه إلى نفسه حيث ورد عن حنظلة بن حذيم أنه قال “كانَ النّبي صلى الله عليه وسلم يُعجبه أن يُدعى الرجلُ بأحبّ أسمائه وأحبِّ كناه”.
ويعتبر أبناء المجتمع من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة جزءاً مهما وفعالاً فيه، يلعبون دوراً في بناء وطنهم وتحقيق الإنجازات المتتالية التي ترفع اسمه عالياً في مختلف المحافل والمجالات، وقد كثر في الآونة الأخيرة استخدام كلمة معاق عند التحدث عنهم وعن الأمور التي تخصهم، وهي كلمة قد تترك أثراً سلبياً في نفوسهم وتؤذي مشاعرهم، خصوصاً إذا كان المعني طفلاً لأنها قد ترسخ في ذهنه وتعلق في ذاكرته لتظل معه حتى يكبر الأمر الذي قد يؤدي إلى التأثير سلباً على علاقاته الإجتماعية.
إن التسمية الإيجابية مثل “ذوي الاحتياجات الخاصة” أو “ذوي الصعوبات” تعطي انطباعا جيدا ومريحاً للشخص الذي يعاني من قصور في وظائف بعض أعضاء الجسم، بحيث يشعر أنه جزء لا يتجزأ من مجتمعه، وأنه شخص فاعل ومنتج لا يشكل له ما يعاني منه أي عائق أمام تقدمه وتطوره نحو تحقيق المنجزات التي يعجزعنها الكثير من أقرانه الأصحاء.
إن الكثير من اذوي الاحتياجات الخاصة يملكون مواهب وصفات يمكن تنميتها وتدريبها ليتمكنوا من الاندماج في مجتمعهم وتحقيق الإنجازات التي تخدم وطنهم ومجتمعهم وقد يفوقون في هذا المجال الكثير من أفراد المجتمع لأن “المعاق هو معاق الأخلاق وليس من يعاني من مرض أو إصابة أو تلففي أحد أعضاء جسده لا ذنب ولا دور له في حدوثه”..
اكتب تعليقك