توقيع الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، على تعهد شخصي بعدم كتابة الرسائل النصية عبر الهاتف النقال أثناء قيادة السيارة، مبادرة رائعة من سموه، فالتوقيع هنا فيه كثير من الرسائل المباشرة إلى مختلف فئات المجتمع، التي تضررت كثيراً من ارتفاع عدد حوادث السيارات المخلفة وراءها ضحايا بشريين، معظمهم من الشباب، خسرتهم الدولة، وفقدهم أهاليهم، بسبب غياب التركيز أثناء القيادة، والانشغال بالهاتف النقال.
لا شك في أنها الحرقة والغيرة والخوف على شباب الإمارات، ولا شك في أنها الرغبة في نشر الوعي، والثقافة المرورية السليمة، ولا شك في أنها الرغبة في سنّ سنة حسنة، وتعزيز مبدأ القدوة الحسنة، والحرص على المحافظة على ثروة الدولة الحقيقية المتمثلة في الشباب، فالخسارة هنا عامة، والضرر يقع على الجميع، كل هذه الأمور هي التي دفعت حمدان بن مبارك، إلى أن يبادر بشكل شخصي للغاية، ويوقع على تعهد حملة «أتعهد»، وهذه الأسباب ذاتها هي التي دفعت «الإمارات اليوم»، بالتعاون مع وزارة الداخلية، إلى أن تطلق هذه الحملة الشعبية مطلع هذا الأسبوع.
«أتعهد» حملة شعبية فكرتها بسيطة للغاية، فهي تخاطب ذات الإنسان من منطلق القناعة الداخلية بترك عادة سيئة، ومن يستطيع الالتزام الذاتي ـ ليس طمعاً في مكافأة ولا خوفاً من مخالفة ـ فكل ما عليه هو التوقيع على تعهد بسيط مكون من جملة واحدة تقول «أتعهد منذ اللحظة بعدم كتابة الرسائل النصية وإجراء المحادثات النصية عبر الهاتف أثناء قيادة سيارتي»، هذا كل ما في الأمر، لكن عليه بعدها أن يكون صادقاً مع نفسه، ويلتزم بكلمته التي تعهد بها طواعية من دون إجبار، وأن يمتنع، في ما تبقى له من عمر، عن هذه العادة، ويحافظ على كلمته وعهده.
ولأنها حملة شعبية، فكما لاحظتم جميعاً لم يسبق اسم حمدان بن مبارك أثناء التوقيع أي لقب، كما لم يعقبه أي منصب، فهي مبادرة شخصية تخاطب كل من يقود سيارة في شوارع الدولة، من أجل ذلك فقد لاقت رواجاً شعبياً كبيراً بين مختلف فئات المجتمع، وأبدى كثير من المؤسسات الحكومية والخاصة، ومؤسسات المجتمع المدني، والأندية الرياضية، والجامعات، استعداده للدخول في الحملة، وجمع التواقيع من الراغبين، وهذا بالضبط هو هدف الحملة، وهذا ما كان يريده منا سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، الذي يقف وراء كل فكرة متميزة، ويدعم كل خطوة تهدف إلى الحد من نزيف الشباب على الطرقات، فكان أكثر المتألمين لارتفاع عدد الحوادث الناجمة من استخدام الهواتف، وكان أشد الداعمين لحملة «أتعهد».
حملة «أتعهد» هي ثمرة تعاون حكومي متمثل في وزارة الداخلية، وخاص متمثل في «اتصالات»، وإعلام هادف ملتصق بالشعب ممثل بصحيفة «الإمارات اليوم»، وبالتالي فهي تجربة حية لما يمكن فعله عندما تلتقي هذه الجهات سوياً، وحجم التأثير الإيجابي المشترك في توحيد وتضافر الجهود، فلنسع جميعاً للاشتراك في الحملة والتوقيع على التعهد، وترك استخدام الهاتف النقال في كتابة الرسائل النصية أثناء القيادة، ولنحرص على استخدام الهاتف بالطرق القانونية السليمة التي تضمن سلامتنا وسلامة الآخرين.
اكتب تعليقك