القراءة هي غذاء العقل وبوابة الحكمة وطريق المعرفة، فبها تتفتح المدارك وتتضح الرؤى ويتسع الأفق لفهم كل ما يدور حولنا، وهي معطيات انطلقت منها مبادرة قيادتنا الرشيدة بجعل عام ٢٠١٦ عاماً للقراءة، لترسيخ هذه العادة الحميدة في حياة أبناء الإمارات وكل من يعيش على أرضها الطيبة لتصبح سلوكاً يومياً يصقل النفوس ويطوّر القدرات ويرتقي بالإنسان إلى أفضل مستويات التفكير.
مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” لم تأت من فراغ بل انطلقت من من نهج حضاري راسخ اختطته دولة الإمارات في مجال بناء الإنسان المقتدر المؤهّل للتعامل مع معطيات الحياة ومستجدّاتها والقادر على الاستفادة من الماضي ونطوير الحاضر واستشراف المستقبل وبالتالي بناء مجتمع قوي طموح مفعم بروح الإبداع و العمل لا يتأثر بالأفكار الهدامة ولا بالتيارات المضللة.
ولأن القراءة نور القلوب والعقول فهي توسع المدارك وتصل بصاحبها إلى فهم الأمور وتفسير الأحداث والتصرف الحسن تجاهها، فهي تتحوّل لدى صاحبها من تقليد عادي إلى متعة يشعر من خلالها أنه في سفينة تبحر به في أكثر من بحر ليغوص ويجني الدرر ويقدمها بأجمل صورة إلى من حوله.
بناء جيل المستقبل الواعد والوصول به إلى القمة يبدأ من القراءة التي كانت أول ما أمر الله تعالى به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلّم في أول آي أنزله من الذكر الحكيم حين قال له: “إقرأ باسم ربّك الذي خلق”.
يكفينا هذا الدليل الحازم والجازم على أهمية القراءة، وعلى ضرورتها للدين والدنيا، ومن هنا فقد عقدت نيتي من اليوم على القراءة بلا كلل ولا ملل، وعلى أن أجعل جزءا من يومي خاصّاً لهذا الجانب وأن أختار مجموعة من الكتب في إطار خط زمني، طاعة لله ورسوله واستجابة لمبادرة ولي أمرنا المباركة لنكون في الإمارات شعب المعرفة الثقافة كما نحن شعب الحضارة والانفتاح على الآخر.
اكتب تعليقك