قال سموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أخيراً، إن “مراكز الخمس نجوم محطات للتعلّم”، وقد استوقفتني كلمة “التعلّم” في تصريح سموه، فما هو التعلّم؟ وكيف نتعلّم؟ ومن الذي يتعلّم؟ وما هي أنواعه؟ وتذكرت قصة مدير في شركة عالمية لديه فكرة مشروع، وكان لا يترك فرصة إلا وتحدث عنها، والأرباح الطائلة التي يمكن أن تجنيها الشركة منه، وبعد عرض الفكرة على الرئيس التنفيذي للشركة، وجد الأخير أن فرص نجاحه ضعيفة، لكن تحت إلحاح المدير الشاب وافق، وخصص للمشروع 10 ملايين دولار، وكانت نهايته الفشل، فقدم الشاب استقالته، فرفضها الرئيس التنفيذي، وقال له: لم نخسر ولم نفشل، لكننا تعلمنا دروساً قيمتها 10 ملايين دولار.
موضوع التعلم دائماً هو الحاضر الغائب، وهي كلمة نرددها كثيرا، لكن قلة يطبقون الدروس المستفادة. يقول جاك ويلش، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك، إن الميزة التنافسية الوحيدة القابلة للاستدامة، لدى أي مؤسسة، هي «التعلم». إذاً ما هو التعلم؟ ومن الذي يتعلم؟ المديرون؟ أم الموظفون؟ وهل تتعلم المؤسسات؟.
توجد أربعة مستويات من التعلم: الفردي، والجماعي، ويليه المؤسسي، على مستوى المؤسسة ككل، مثل التعلم عن طريق المقارنات المعيارية، وعمليات التدقيق وجوائز الجودة، وأخيراً التعلم الحكومي. ولكل مستوى من تلك المستويات استراتيجياته في التطبيق. ولكي يتحقق التعلم بمستوياته الأربعة، ويتحول إلى ممارسات عملية مفيدة، لابد من توافر موارد أساسية.
لقد أصبح التعلم صناعة يقدر حجمها بالمليارات، ففي الولايات المتحدة يتخطى الإنفاق السنوي على التعلم المؤسسي 160 مليار دولار، وتوجد الآن وظائف مستحدثة محورها صناعة التعلم المؤسسي. إذاً هناك حاجة كبيرة لنتعلم كيف نتعلم، فالتعلم يمكن أن يضيف قيمة إلى ما نقوم به، في سبيل الوصول إلى مجتمع المعرفة والإبداع، الذي يتمتع بأعلى مستويات الجودة والسعادة في الحياة، ويبقى التعلم!
اكتب تعليقك