وقفتُ ذات مرّة أمام أحد المتاجر المجاورة للمناطق السكنيّة.. وإذا بثلاثة أطفال لا يتجاوز أكبرهم العاشرة من العمر، يغادرون المتجر وبيدهم أسلحة، في البداية هممتُ برفع يديّ إشارة للاستسلام، ولكن بالتدقيق في الأسلحة تبين لي أنها مجرّد ألعاب.
هنا راودتني الأسئلة: ما الذي يدفع الأطفال لإنفاق ما ادّخروه ربّما لعدّة أيّام على شراء ألعاب على شكل أسلحة.. وترك ما لذّ وطاب من الحلويّات؟
وكيف يتم ترك أطفال بهذا العمر دون مرافق؟
وأين هي رقابة الأهل على أنواع الألعاب التي بحوزة أطفالهم؟
والعديد من الأسئلة التي لا أكاد أجد لها جواباً!
لو دخلنا حياة طفل لوجدنا أنّ محور حياته شاشة التلفاز وألعاب الفيديو، لماذا؟
لأنّ الأب يقضي معظم النهار في عمله ثم يعود ليتهادى على السرير ويغطّ في نوم عميق حتى يحل المساء، وعندها يقوم ليقضي سهرة مع أقرانه متناسياً مسؤوليّاته تجاه أهله وتربية أطفاله، وأمّا بالنسبة للأم فإنّ جلّ اهتمامها عدم تفويت أيّة مناسبة اجتماعيّة.. وما أكثرها من مناسبات، ناهيك عن متطلبات الوظيفة بالنسبة للأمّهات العاملات.
لمثل هؤلاء أقول: تذكّروا وصيّة نبيّنا وحبيبنا سيّدنا محمّد عليه أفضل الصلاة والسلام (كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته).
وبتحليل سريع لمضمون ونوعيّة عدد كبير من البرامج المخصصة للأطفال نجد أنّ معظمها يحثّ على العنف، فهناك مسلسلات الرسوم المتحركة ذات المحتوى المليء بالتدمير والقتل والدماء، وحتى المسلسلات التي تتمحور قصتها حول لعبة ما ككرة القدم، مثلاً، نجد أنها تحثّ على العنف.
وللتأكّد من كلامي، ما عليك أيّها القارىء العزيز، سوى الجلوس لمدّة ساعة فقط أمام إحدى قنوات الأطفال لترى العجب العجاب في التفنن بالعنف، والقتل، والتدمير، هذا بالإضافة لألعاب الفيديو التي أصبح معظمها يهتمّ بالقتل والتدمير وحرب العصابات، وبعد كل ذلك نقول لماذا ينتشر العنف بين أطفالنا؟!
عزيزي القارئ: إذا كان لديك أطفال فخصص لهم جزءاً مهمّاً من وقتك.. فهم أمانة في عنقك.. وانتبه لنوعيّة البرامج التي يشاهدونها.. وعند شراء الألعاب لهم يجب التركيز على الألعاب التي تنمّي عقل الطفل وتساهم في بناء شخصيّته بالشكل السليم.. لا تلك التي تنمّي داخل الطفل الكراهيّة والعنف.
وأخيراً.. أتمنى للجميع حياة خالية من العنف.. ووفـّقني الله سبحانه وتعالى وإيّاكم لما فيه الخير.
اكتب تعليقك