نحن قوم نؤمن بالقضاء والقدر ونحتسب مصائبنا عند الله تعالى، وإن شاء الله نكون مأجورين، لكن لحوادث المرور في الوقت نفسه، أسبابها الدنيوية، ولابد من البحث فيها ودراستها دراسة علمية مستفيضة وباستمرار، فهذا ميدان متغير بامتياز خصوصاً في دولة الإمارات وفي بعض الدول التي تشهد تغيرات دائمة في التشييد والبناء والطرق، وفي الحركة والازدحام، وفي عدد السكان . رحم الله ضحايا ومصابي الحادثين المروريين الأخيرين في سلطنة عمان الشقيقة، والنداء بعد ذلك يوجه إلى الجميع بضرورة توخي الحذر والتزام تعليمات المرور، والاستجابة للحملات التوعوية التي تقوم بها وزارة الداخلية وأجهزتها المختلفة، وكان آخر النداءات، بالمصادفة البحتة، لكنه دليل جديد أكيد على يقظة أجهزتنا الأمنية، متمثلاً في النداء الموجه إلى جمهور الإمارات بضرورة التقيد بالسرعات المحددة في كل مكان، خصوصاً في كل من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية الشقيقتين، حيث يتعرض متجاوز السرعة هناك، وبحكم القانون، إلى عقوبة الحجز لمدة 48 ساعة.
وعودة إلى حوادث المرور وأرقامها، حيث كشفت إحصاءات وزارة الداخلية عن وفاة 56 طفلاً وإصابة 1040 في حوادث سير في خلال السنوات الثلاث الماضية . قد يكون الرقم أخف بالمقارنة مع مراحل سابقة، أو مع بلاد شقيقة وصديقة، لكن الرقم يظل مفزعاً ولابد من المواجهة، ومن بذل الجهد نحو تطويق الظاهرة المرورية التي تحولت في السنوات الأخيرة، ويا للأسف، إلى ظاهرة مرعبة ومميتة . 56 طفلاً ضحايا المرور في ثلاث سنوات غير المصابين الذين تجاوزوا الألف، وبينهم قطعاً من دخلوا، ولو جزئياً، دائرة العجز، وقد تكون الأسباب بسيطة وكان من الممكن تفاديها . نعم المواجهة العلمية والموضوعية مطلوبة بإلحاح، وذلك لا يتناقض مع إيماننا الراسخ بقضاء الله وقدره.
اكتب تعليقك