لقد كان لي عظيم الشرف بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، خلال مشاركتي في الدورة الإعلامية التدريبية الشبابية القيادية التي نظمتها الهيئة العامة للشباب والرياضة في الكويت بالشراكة مع مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب. هو لقاء لن أنساه مدى العمر. فقد تحدث معي سموه وجها لوجه باهتمام ومحبة الأب القائد.
اليوم أستعيد المشهد كاملاً، واتمعن باهتمام سموه البالغ بجيل الشباب، ومدى حرصه على تشجيع هذه الشريحة المجتمعية وحثها على بلوغ أعلى المراتب، والتحلّي بالصبر، وإلغاء كلمة (مستحيل) من قاموس حياتهم، والعمل التطوعي لما له من أهمية في نهضة الدول.
لقد أتيحت لنا الفرصة في ذلك اليوم لطرح الأسئلة على سموه، رفعت يدي بثقة، لا لأطرح سؤال على سموه، وإنما لأعبر له عن امتنانا نحن جيل الشباب للفرص التي تتيحها لنا دولتنا الغالية وقيادتنا الرشيدة.
استعيد شريط الأحداث في ذهني وأنا ابتسم وأشعر بالفخر والاعتزاز بقيادة دولتنا. لأنني في تلك اللحظة، كنت جالسة خلف سموه مباشرة. وعندما طرحت سؤالي، التفت نحوي مبتسماً، وقال لنا بنبرة أبوية حانية، إبقين في أماكنكن، وأنا سألتفت إليكم واسمع ما لديكم.
قلت له: إنه فخر لنا الوقوف أمام وخلف سموكم. إن الحديث معكم شرف عظيم.
ثم سمح سموّه لي ولأختي بالوقوف أمامه، والتعبير عما يجول في خاطرنا.
بادرنا بإبلاغ سموه بأنه خلال الدورة التدريبية أردنا ترك بصمة لدى الوفد الكويتي، ألا وهي تعريف الوفد الزائر بأهمية نجاح دولة الإمارات باستضافة معرض أكسبو الدولي 2020، حيث أوضحنا لهم أن بإمكانهم أن يكونوا جزءاً من الحدث بمجرد معرفتهم بملف ترشيح دبي. ثم بادرنا إلى توزيع شعار “أكسبو” على جميع المشاركين في الدورة، سواء الوفد الكويتي أو الوفد الإماراتي، ومن خلال هذه المبادرة تم تسميتنا (الأخوات أكسبو).
في تلك اللحظات، قلنا لسموه: “كنا نعتقد بأن “أكسبو 2020″ هو الحدث.. وأن المشاركين هم جزء من الحدث.. لكننا كنا مخطئين. لأن الحدث هو (أنت) يا سيدي.. الحدث هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وأن البقية هم جزء من الحدث”.
تفاجأ الحاضرون من جرأتنا، وسعدوا أثناء رؤيتهم سموه يبتسم بتواضع القائد الذي سبق أن أهدى الفوز بهذا الحدث إلى قائدنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وإلى أبناء الإمارات.
بعد تلك الكلمات، اطلعنا الوفد الكويتي على الشعار الذي أطلقه سموه (الفوز، النصر، الحب)، هذا الشعار الذي علق في أذهان الإماراتيين وبات رفيقهم في مسيرة الإمارات نحو الرقم (واحد) عالمياً، وبات محور الصور التذكارية.
ثم ابتسم لي القدر. وحظيت بصورة تذكارية إلى جانب سموه. لحظات ستبقى خالدة في الذاكرة. لقد أبلغت سموه بمدى فرحتي وفخري بوقوفي إلى جانبه والتحدث إليه، ورغبتي بأن تكون صورتي التذكارية معه مختلفة عن بقية الصور. لا أعلم كيف تجرّأت على أن أهمس في أذن سموه، بأنني أريد التقاط الصورة ونحن نرفع سوياً شعاره الخاص!
أتدرون ماذا قال، وهو يبتسم ابتسامته المعهودة فائقة الطيبة: (فالج طيب يا بنتي).
إنه لشعور رائع يفوق الوصف. أعجز عن التعبير عنه بالكلمات. كلماته تلك ما هي إلا تأكيد لمقولة: (بأن أسعد شعب هم شعب دولة الإمارات العربية المتحدة). ويحق لنا أن نفخر بقيادتنا الرشيدة.
كم تمنيت أثناء كتابتي لهذه المقالة، بأن يحظى جميع موظفي هيئة الإمارات للهوية بهذه الفرصة، وأن يشعروا بالطاقة الإيجابية التي شعرنا بها ونحن بحضرة سموه، الذي يكتنز الحديث معه بالدروس والحكم والعبر والمحبة والإلهام لجيل الشباب.
ولا ننسى أن تعزيز روح المحبة والألفة بين الأجيال، ما هي إلا مبادئ عزّزها وغرسها في نفوس أبناء الوطن الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه).
اكتب تعليقك