فطرة جُبل عليها أبناء زايد، حب الوطن والاستبسال في خدمته، هي بذرة غرست في نفس كل مواطن ومواطنة منذ نعومة أظفارهم سواء في البيت أو على مقاعد الدراسة، لتنمو وتشقّ طريقها نحو النور لتزداد تألقا وجمالا.
كانت البداية مع طابور الصباح المدرسي، حيث كنت أحاول أن أبذل كل جهدي وأهتف بأعلى صوتي (عيشي بلادي عاش اتحاد إمارتنا.. إلى آخر السلام الوطني)، لأني كنت اعتقد بأنه كلما ارتفع الصوت، كلما دل ذلك على حجم حبّي لوطني الغالي.
وعقب التحاقي بالجامعة ازدادت تلك الرغبة في نيل أعلى الدرجات، لأتمكن من ان أرد للوطن المعطاء بعض جمائله التي لاتحصى، وسعيت بعد تخرجي جاهدة لمواصلة مشوار الحياة بالحصول على وظيفة، لكني واجهت ما لم يكن يخطر في بالي، وهو أن تمتد رحلتي في البحث عن العمل طوال سنتين، ليبدأ الملل بالتسلل تدريجيا إلى نفسي والشك إلى وجداني، وأتساءل: هل انتهت مهمتي بمجرد حصولي على الشهادة الجامعية؟ وهل سيقتصر دوري على ممارسة طقوس الحياة اليومية؟ وهل ستقف رحلتي هنا؟
تضخمت الهواجس في نفسي ولم تفارقني إلا حين رأيت لوحة (هيئة الامارات للهوية)، ففكرت بالتقدم بطلب للحصول على وظفية فيها، حيث كان لخبر قبولي في الوظيفة وقع كبير أحيا في روحي بذرة العطاء لتكمل مسيرتها نحو طريق مشرق تخدم به الوطن بكل ما تملك.
كلي فخر بانتمائي بهيئة الإمارات للهوية التي حققت نسبة توطين بلغت 100%، في إطار تميزها في مختلف مجالات العطاء للوطن.
اكتب تعليقك