ليس بين الفتنة والفطنة غير حرف يتيم في وسط الكلمة، هذا في اللغة، وأما في المصطلح فإن بينهما بعد المشرق عن المغرب.
والكيّس العاقل هو القادر على اختيار الاتجاه الذي يعزز الفطنة ويقدم الحكمة في ما يقول ويفعل ويفكر.
ودولتنا اليوم تعيش أزهى عصورها وتزهو بإنجازات أعطت للمواطن الإماراتي صورة ذهنية مشرقة أينما حلّ أو ارتحل، وتبوأت بالإنسان في كل زاوية من زوايا الوطن بمستوى مرموق جعلت منه كياناً ذا شخصية تتمتع بالطمأنينة والكرامة والعيش الرغيد.
تحقق كل هذا بفعل رؤية ثاقبة ونفس صادقة ورحيمة ونوايا مخلصة لقيادة اقتنعت منذ البداية بأن الإنسان هو أغلى الثروات، وهو الرقم الأهم والأصعب في أي بناء أو مشروع لرفعة الإمارات.
وكل هذه الجهود الجبارة التي سابقت الزمن وربطت الليل بالنهار فأنجزت النموذج الإماراتي المتفرد بحاجة إلى العض عليها بالنواجذ، والتمسك بمبدأ روح الفريق الواحد التي أرساها الآباء المؤسسون وتسهر القيادة اليوم على ترسيخها لتكون عنوان النسيج الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي يحفظ لدولة الإمارات مكانها المتقدم في محيطيها القريب والبعيد.
والتحزب يضر بتلك الروح الواحدة، ويصيب النسيج الوطني بالأذى، وينال من اللحمة الوطنية التي طالما كانت العامل الأقوى في تقصير المسافات الزمنية وقطع أشواط التقدم بمفاهيم مختلفة وجديدة للنجاح.
والسرية تثير الشكوك وتبني الهواجس وتشغل القلوب والعقول عن الهدف الأهم وهو التنمية والتطوير وسعادة المواطن إلى التفكير في صد الأخطار والانشغال في درء المفاسد بدلاً من جلب المصالح.
الوطن اليوم بحاجة إلى التفاف الجميع حوله وتأكيد الثقة في حكمة قيادته، والفرصة لاتزال متاحة لمن تخلّف أو تباطأ ليلحق بالقافلة الماضية بكل ثقة نحو المستقبل.
اكتب تعليقك