الكلام على فئة ربما تكثر أو تقل، لكنها، للأسف، بالتأكيد موجودة . البعض يتخذ من السبب المضيء علة لسلوك عكسي، غير إيجابي . يتخاذل لأنه مواطن، ويقصر في عمله لأنه مواطن، ويتأخر في دراسته لأنه مواطن، ويكتفي من الغنيمة بالإياب لأنه مواطن، ويكثر الغياب عن شغله لأنه مواطن، ويرغب في الترقية المجانية لأنه مواطن، ويعمل في مكان وعينه على مكان آخر لأنه مواطن، ويتراجع بدل أن يتقدم لأنه مواطن، ويسيء معاملة الجمهور لأنه مواطن، ويقود سيارته بجنون لأنه مواطن، ولا يقف في الطابور لأنه مواطن .
كان يمكن المضي أبعد في السياق نفسه، وكان لا بد من العودة: الأنموذج النقيض، أي الإيجابي والمتميز والمتفوق حاضر أيضاً بقوة، فلدينا المواطن الذي يستوعب تماماً، وإلى الحد الأقصى، معنى المواطنة الصالحة. هو يعمل أكثر من غيره لأنه مواطن، وهو يبذل طاقته كلها نحو تحسين الأداء في الوظيفة العامة. هو يتعلم أكثر لأنه مواطن، ولأنه مواطن فهو لا يكتفي بالشهادات العلمية الاعتيادية لأنه مواطن، فهو يريد الحصول على المركز الأول في كل مجال يخوضه. لأنه مواطن، فهو يسعى، باستمرار إلى التقدم وتنمية الذات، يؤمن بحقه في التعيين والترقية لأنه اشتغل على نفسه كثيراً، ولا يرى أن مواطنته وحدها سبب كاف للتمييز مطلقاً.
الأفضلية للمواطن. نعم. هذه قيمة معقولة ومقبولة ومنطقية، لكن المواطن مطالب بالعمل والجدية والصدق مع الذات ومع الآخر.
أن تكون مواطناً، فهذا سبب جميل وآخاذ. سبب نبيل ولطيف وعظيم، لأن تحب وطنك أكثر، وتخدم الإمارات ومجتمعها بقوة ومحبة.
أنت مواطن . هذا سبب يقودك، بالضرورة إلى المزيد من العطاء والرقي.
اكتب تعليقك