للتنمية مرادف اسمه التخطيط، والتخطيط توزيع الجهد على الزمن، ثم تبني معيار المراجعة والقياس، وهو أن تبدأ البرامج والمشاريع بدايات محددة وتنتهي نهايات محددة، أي أن تكون لها أسقف زمنية معلومة. سؤال الإنجاز بهذا المعنى يتصل اتصالاً مباشراً بالوقت والزمن، وفي كل عام جهد يبذل، وأفكار جديدة، وميزانيات تكرس لإتمام مشاريع. الاستراتيجيات في بلادنا مرتبطة بوعودها ومواعيدها، والمجتمع كله مدعو إلى المتابعة. كم أنجز من هذا المشروع أو ذاك، وقد تقوم بجهد المتابعة، في دأب ومثابرة، الصحافة ووسائل الإعلام، كأن يقال مثلاً إن خمسين في المئة من هذا المرفق أو ذاك الطريق الخارجي أنجز، وقد يتأخر بعض المشاريع فتسأل الصحافة ويجيب المسؤول أو لا يجيب .
ونهايات الأعوام وبداياتها تصلح قطعاً لعملية جرد حساب على الصعيدين المؤسسي والفردي. المؤسسات، عادة، تعمد إلى ذلك على مستوى الميزانيات والإنفاق والدخل، لكن القليل منها يعمق هذا الاتجاه بمساءلة المسؤولية ووضعها على المحك وفي الواجهة أو المواجهة .
هذا الفكر تتبناه حكومة الإمارات، وهي حكومة ديناميكية بامتياز، ترفع شعار المبادرة ونبذ البيروقراطية والروتين حقاً وصدقاً. والمطلوب أن ينعكس بالقدر نفسه على أداء المؤسسات والدوائر حتى في أدق التفاصيل. التقدم إلى الأمام مهم، لكن أهميته تقل إذا لم يلتفت الإنسان إلى الوراء قليلاً بقصد المراجعة والحساب وإعادة الحساب .
ويراد للعام 2013 أن يكون عام التنمية المستمرة والتقدم والازدهار، وحين وجه صاحب السمو رئيس الدولة بتخصيصه عاماً للتوطين، مقروناً بحزمة من المبادرات أولها “أبشر”، فإن التوجيه السامي أشار، بقوة، إلى أهمية الاهتمام بالثروة البشرية، حيث المواطن أول وأساس.
أهلاً بالعام2013 وإلى العمل والإنتاج والإتقان.
اكتب تعليقك