إذا كان الالتزام مطلوباً من الجميع، فهو مطلوب من المواطن أولاً وقبل غيره . هذا واجبه أساساً، ويفترض أن يكون القدوة لغيره، فلماذا وضع المواطن وربما يوضع حتى الآن في الصورة النمطية المغايرة، باعتباره عدو الالتزام، أو أنه لا يقوى على الالتزام طويلاً؟
أثبت المواطن أنه قادر على العمل في كل مواطن، وأنه كفوء لاكتساب التجارب والخبرات، لكن لا دخان من غير نار، وقد أسهم بعض المواطنين، والتبعيض غير التعميم، في رسم الصورة غير الصحيحة، وبعث رسالة خاطئة عن المواطنين في أماكن العمل خصوصاً وفي المجتمع عموماً، بعض المواطنين لا يلتزم أبداً، يشوه للأسف، المشهد العام، وفي ذلك ظلم أكيد لكنه واقع .
من المواطنين من يتعامل مع الدوام، كما يتعامل مع آلة صماء، فلا ابداع أو روح، ونتيجة ذلك فهو يرضى بواقع الحال، فلا يسعى إلى تميز أو ترقية، وهو بذلك يظل راضياً بوضعه وقنوعاً سنواتٍ وعقوداً طويلة .
ومنهم من لا يعترف بالدوام أساساً، يأتي متأخراً ويذهب مبكراً، ومنهم من يحرص على الاستئذان لقضاء أغراض شخصية بشكل شبه يومي، هذا كله حقيقي وموجود ومن الصعب إنكاره، إلى حتى تستمر هذه الفئة في غيها وغفلتها وعدم التزامها؟
وكيف تتعامل إداراتها معها؟
الالتزام أساس الوظيفة، والشخصية غير الملتزمة بالمعنى الايجابي خطر أكيد على المجتمع وتقدمه وسلامته . على هؤلاء تذكر أنهم مرصودون، وأنهم موضع تساؤلات دائمة من زملائهم الملتزمين أي الأكثرية .
الالتزام ليس هواة اختيارية بحيث يمارسها البعض وينأى البعض الآخر عنها بنفسه . الالتزام واجب يقع على الجميع ولا استثناءات .
آخر تحديث للصفحة تم في :21/10/2020 - 8:38 ص
هل محتوى الموقع ساعدك على الوصول للمطلوب؟
اكتب تعليقك