إن التميز في تقديم الخدمات الحكومية في دولة الإمارات لا يختلف في شهر رمضان المبارك عن غيره من شهور السنة. فديننا الحنيف واضح وصريح، وقيادتنا الرشيدة خير من يطبق نهج هذا الدين. ونحن على هدى قرآننا الكريم ونهج قيادتنا الحكيمة نسير.
وعند الحديث عن العمل في شهر الصوم المبارك، نتوقف أمام رؤية قيادتنا الرشيدة، التي قالت بوضوح: “وظيفة الحكومة هي تحقيق السعادة للمجتمع. نعم، عملنا اليومي هو تحقيق السعادة”.
وعندما نقف أمام هذه المقولة، يُدرك المرء أن العمل اليومي، سواء في شهر رمضان المبارك أو في غيره من الشهور هو (تحقيق السعادة)، وإن كان أثر هذا العمل السامي في الشهر الفضيل أعظم أجراً وأغزر فضلاً وأكثر إحساناً.
إن قيادتنا التي تتطلع لأن تقدّم (حكومة المستقبل) خدماتها للناس “24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، 365 يوماً في السنة”، هي مدرسة في تطبيق تعاليم ديننا الحنيف ورسالته السماوية المباركة.
وأمام رؤية قيادتنا وتوجيهاتها وعزيمتها وطموحها وأمانتها، تصبح دعوتنا لمضاعفة الجهد والعطاء في شهر رمضان المبارك والتميز في خدمة المتعاملين بمثابة دعوة في غير محلها، لأنها عقيدة الدولة ونهجها على مدار العام وفي كل الشهور وعلى مدار الأيام.
ومن وحي ديننا الحنيف، وما تعلمناه من مدرسة زايد العطاء، وفي ظل عهد خليفة الخير، وتوجيهات نائبه الحكيم، وولي عهده الأمين.. تواصل هيئة الإمارات للهوية العمل في شهر رمضان المبارك كما في سائر الشهور الأخرى، وهي تضع في مقدمة أولوياتها “رضا المتعاملين” والتميز في تقديم الخدمات محوراً لجميع خططها ومشاريعها وقيمها الاستراتيجية.
ولا شك أن شهر الصوم المبارك، يزيدنا حباً للعمل، ويحثنا على استثمار طاقاتنا على الوجه الأمثل، لنؤدي عملنا بمزيد من الصدق والإخلاص والأمانة.
لقد رفع الإسلام من شأن العمل، حيث جعله بمنزلة العبادة التي تؤدي إلى مرضاة الله سبحانه تعالى. وقد حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على العمل، حين قال “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”.
إن أهمية العمل اقترنت بالإتقان، والاتقان هو الوجه الآخر للتميز. وهو أسمى غايتنا في شهر رمضان المبارك، وفي كل أيامنا الإماراتية.
ولتكن قاعدتنا الأولى لتحقيق التميز في العمل رسم الابتسامة على وجوه المتعاملين، امتثالا لتعاليم ديننا الحنيف “الابتسامة في وجه أخيك المسلم صدقة”. فابتسم في وجه طالب الخدمة وقدمها له على طبق من ذهب.
ولتكن قاعدتنا الثانية: بادر بمساعدة الغير تنال الأجر. وأظهر اهتمامك بالآخرين، ورحب بالمتعامل، ووفّر له جوا من الراحة والاطمئنان.
والقاعدة الثالثة: أسعد من حولك في شهر رمضان تنل الأجر، أسعد شيخاً كبيراً، أو إنساناً فقيراً، أو محتاجاً، أو يتيماً.
والقاعدة الرابعة: “تكلم مرة واستمع مرتان”. واتقن فن الاستماع والإنصات فأحسن الاستماع. وتأكد من أنك تفهم ما يطلبه المتعامل أو المسؤول.
والقاعدة الخامسة: علينا أن نتذكر دائماً أن الله تعالى يرانا. وواجبنا أن نعمل بما تمليه علينا الأمانة والصدق والإخلاص في العمل.
قال تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”. فالإسلام عظَّم من شأن العمل ورفع من قيمته، وأكد على عدم جواز ترك المسلم للعمل والتفرغ لعبادة الله سبحانه وتعالى، لأن العمل في حد ذاته عبادة.
فليكن شهر رمضان المبارك بداية لانطلاقة جديدة، ولنبحث عن كنزنا المكنون، ولنتقن فنا جديدا في العطاء في هذا الشهر الفضيل وبعده. فن التميز في العمل الحكومي والعطاء.
اكتب تعليقك