كتب “إبن الديرة” في عاموده الصحفي اليومي “صباح الخير”، بعدد جريدة الخليج ليوم الجمعة 5/8/2011، مقالاً بعنوان “توطين القطاعات”. ولأهمية المقال من وجهة نظر هيئة الإمارات للهوية، يعيد الموقع الإلكتروني نشره كاملاً تعميماً للفائدة.
وفيما يلي نصّ المقال:
لا توطن القطاعات كلها بالطريقة نفسها. الوسائل والآليات مختلفة، والنتائج بالضرورة متفاوتة، بسبب من طبيعة الوظائف والمهن. هذا في المطلق، لكن وجب الوقوف على هذه الملاحظات التي ربما اقتربت من الحقائق في مجملها ومفصلها، وهذا لا يتأتى إلا عبر تجاوز النظرات الانطباعية السريعة إلى الدرس الحقيقي والمعمق، بحيث يعرف كل قطاع مشكلاته ومعوقاته بالضبط. وبالتالي، يستطيع وضع خطته الخاصة، المناسبة لوضعه أكثر من غيرها.
يفترض أنه تراكمت لدينا الآن خبرة معقولة في قضية التوطين، وهذا يعني أننا لا نبدأ في كل مرة من الأول، وإذا عرف كل قطاع خطته بدءاً من المنطلقات وصولاً إلى الغايات، فستكون لدينا، في المحصلة، استراتيجية وطنية متكاملة، أو أقرب إلى التكامل، خاصة بالتوطين.
ومرة ثانية، أو عاشرة. التوطين مسألة استراتيجية من الطراز الأول ليست حكاية طارئة ولا مزحة. التوطين حكاية يجب أن نتذكرها كل يوم. صباحاً ومساءً وبعد الظهر. هذه حقيقة. كل الوقت للتوطين، حيث الأرقام مازالت خجولة، وحيث الخطط، للأسف، في ظاهرها على الأقل، خجولة.
المطلوب، وهذه مسألة مبدئية ألا نتناول التوطين باعتباره عنواناً عاماً وفضفاضاً. عندئذ لن نستطيع الامساك به. على العكس. هنالك توطين القطاعات، وكل قطاع له أرقامه ونسبه وظروفه وملابساته الخاصة، ومعوقاته الخاصة، وعلينا أن نشتغل بهذه الطريقة حتى نصل إلى نتيجة، ولا نخضع قضية التوطين الأساسية في بلادنا للمصادفات.
في القضايا من هذا النوع لا ينفع الخضوع للمصادفات، لأنه ببساطة شديدة، يؤدي إلى المفاجآت، ولن يكون جميلاً حين يستفيق بعض قطاعاتنا من سباته العميق، أو غفلته على الأقل بعد عدد من السنين، فيجد أن قطار التوطين فاته وفاته بكثير.
توطين القطاعات هو الحل، أو بعض الحل وأوله، شريطة التعامل مع هذا العنوان الضروري، والمهم بشفافية عالية، فهو قضية وطن ومجتمع ومستقبل وأولاد وأحفاد.
آخر تحديث للصفحة تم في :16/10/2020 - 7:42 ص
هل محتوى الموقع ساعدك على الوصول للمطلوب؟
اكتب تعليقك