منذ العام 2008 ونحن نتكلم على الهوية الوطنية . انشغلنا طوال السنين بالتعريفات، ومن خلالها تناولنا المكونات وكلما ذكرت الهوية الوطنية ترد مفردات مثل اللغة والدين والعادات والتقاليد والتراث والمأكل والمشرب إلى آخره، وننسى، دائماً ننسى، أن قيمة العمل والإنتاج واحدة من مكونات هويتنا الوطنية، وهي قيمة عزيزة وأصيلة توارثناها أباً عن جد وكابراً عن كابر.
الهوية ليست قوساً ملصقاً بالمبنى من خارج . الهوية نحن، وهي نسيجنا الاجتماعي والثقافي المتماسك، والهوية نشاط حضاري وسلوك قديم متجدد، وهي العمل أولاً والعمل أخيراً، ولذلك لابد من التمسك بالهوية باعتبارها عملاً وقيمة عمل.
تدور هذه الخواطر الآن ونحن في رحاب اليوم الوطني الأربعين: كيف نحتفل بهذا اليوم في المدارس، وهل تتحول هذه المعاني إلى دروس إلى جانب تحية العلم والنشيد الوطني؟
في المدى الاستراتيجي لابد من إدخال هذه المفاهيم في المناهج، والآن، في المدى القريب، ومشاركة في الاحتفالات، لابد من تخصيص الدروس والمحاضرات، نحو تشكيل رأي عام طلابي جديد . إن الكثيرين من الإماراتيين، وبعضهم طلاب وخريجون وموظفون، منفصلون عن معرفة تاريخهم وثقافتهم الخاصة، والمطلوب استغلال هذه المناسبة العظيمة إلى المدى الأقصى، حتى تزداد معرفة الجميع، وتبلغ سقفاً وأسقفاً أبعد.
الهوية الوطنية هي كل المفردات المهمة والجميلة التي ركزنا عليها منذ العام ،2008 وهي قيمة العمل والإنتاج أيضاً، وهي قيمة العمل والإنتاج خصوصاً، هي ثقافة المبادرة والمشاركة، وثقافة المعرفة، والحضور، فقطعاً لا تعبر ثقافة الغياب عن هويتنا الوطنية . الرسالة إلى مجتمعنا كله، وإلى أولادنا في المدارس على وجه الخصوص.
اكتب تعليقك